أطلقت مكتبة الإسكندرية مكتبتين رقميتين، تتصل الأولى بمشروع «ذاكرة البحر المتوسط» الذي تنفذه المكتبة منذ نحو أربع سنوات بمبادرة من «المعهد الوطني الفرنسي للسمعيات والبصريات» وبتمويل من «الاتحاد الأوروبي» كجزء من «برنامج التراث الأوروبي المتوسطي»، وتحمل الثانية اسم «المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط والكتابات»، وهي تطوير لموقع شبكي تجريبي ظهر في تشرين الأول (أكتوبر) 2009، متضمناً قرابة 1500 نقش. ويضم موقع هذه المكتبة حاضراً ما يزيد على 3000 نقش. ذاكرة السمعي - البصري يهدف مشروع «ذاكرة البحر المتوسط» لحماية الذاكرة السمعية-البصرية في دول البحر الأبيض المتوسط، والمحافظة على هذا التراث الثقافي المُهدّد بالاندثار، ونشر الوعي بالجوانب القانونية لطرق المحافظة على هذا التراث. ويعمل الموقع الإلكتروني لهذا المشروع بثلاث لغات، هي الفرنسية والإنكليزية والعربية. ويضم 4000 وثيقة أورومتوسطية سمعية وبصرية، بمعنى أنها أشرطة فيديو ذات طابع ثقافي وتعليمي وعلمي. ويشكل الموقع أول قاعدة بيانات مخصصة للتراث المادي والمعنوي للبحر الأبيض المتوسط، ويتيح معلومات عن السياق التاريخي والثقافي لكل وثيقة. وتتصل كل وثيقة فيه بخريطة تفاعلية، ولوحة زمنية مصورة. ويسعى الموقع إلى جذب أكبر عدد من المساهمين المحتملين ومالكي الأرشيفات الذين يرغبون في المساهمة في إثرائه. يساهم في المشروع 18 شريكاً، من ضمنهم 10 محطات تلفزيونية متوسطية، و3 منظمات مهنية سمعية-بصرية، ومؤسسات عالمية علمية وثقافية، على غرار «المعهد الوطني الفرنسي للسمعي-البصري»، وتلفزيونات الجزائر والأردن والمغرب، و«الدار المتوسطية لعلوم الإنسان»، و«المركز المتوسطي للاتصال السمعي البصري» في فرنسا، و«مكتبة الإسكندرية»، و«اتحاد الإذاعات الأوروبية»، و«هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية» وغيرها. وتتولى «المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط والكتابات» تسجيل مجموعة من اللغات بخطوطها المتعددة، وهي: العربية والفارسية والتركية والمصرية القديمة واليونانية القديمة، كما تعتزم تنمية النقوش التابعة لكل خط، وتسجيل مجموعة جديدة من خطوط اللغات الأخرى. وتُعرض البيانات الأساسية لتلك النقوش، وكذلك الوصف الخاص بها، باللغتين العربية والإنكليزية. وحرص القائمون على المشروع على أن يخرج الموقع الإلكتروني ل «المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط» في شكل سلس لتمكين الباحثين من الاستفادة من نفائس النقوش الكتابية الأثرية، والاستزادة من الصور والمراجع المتعلّقة بالنقوش. وكذلك يتيح تصفّح النقوش وفق اللغة التي كُتبت بها، أو بمقتضى نوعها، كالعمارة والفنون والنحت وغيرها.