بات مشروع ذاكرة البحر المتوسط "ميد ميم" الذي أطلق موقعه الإلكتروني في احتفالية خاصة بمرسيليا الفرنسية أخيرا والذي تشارك فيه مكتبة الإسكندرية بمواد فيلمية، أكبر مشروع لمكتبة رقمية لحفظ التراث الأورومتوسطي. وقال مستشار مكتبة الإسكندرية السفير علي ماهر في تصريح إلى "الوطن": إن المكتبة شاركت في المشروع بمواد فيليمة تسجل شطرا كبيرا من تراث المتوسط كما شاركت في إطلاق الموقع بوفد ضم كلا من الدكتورة مروة الصحن وسارة علي. يهدف مشروع "ميد ميم" إلى حماية وتعزيز الذاكرة السمعية البصرية في البحر الأبيض المتوسط والمحافظة على التراث الثقافي المهدد بالاندثار، ونشر الوعي بالجوانب القانونية المتضمنة طرق المحافظة على هذا التراث، وذلك بإنشاء موقع إلكتروني (قاعدة بيانات على شبكة الإنترنت) بثلاث لغات (الفرنسية والإنجليزية والعربية) للمحفوظات السمعية والبصرية الأورومتوسطية ذات الطابع الثقافي والتعليمي والعلمي، والتي تبلغ حوالي 4000 من الوثائق. بدأ مشروع "ذاكرة البحر المتوسط" منذ ما يقرب من أربع سنوات، بمبادرة من المعهد الوطني الفرنسي للسمعيات والبصريات وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، كجزء من برنامج التراث الأوروبي المتوسطي الرابع ، ويسعى المشروع إلى إتاحة الأرشيفات السمعية والبصرية لأكثر من 18 مؤسسة. وتشارك مكتبة الإسكندرية في المشروع بمواد فيلمية من بين مجموعة كبيرة من الشرائط المتوفرة في الأستوديو الخاص بالمكتبة لكي تكون معبرة عن تراث وثقافة حوض البحر المتوسط في مختلف المواضيع والمجالات. ويشكل موقع "ميد ميم" المستقبلي أول قاعدة بيانات مخصصة للتراث المادي والمعنوي للبحر الأبيض المتوسط. ويتطلع الموقع إلى أن يصبح مرجعا في مجال التراث السمعي البصري المتوسطي، وأن ينهض بحماية المحفوظات، ويساعد على تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل، وأن يكون فرصة لاكتشاف وتبادل وإعادة الاعتبار للتراث السمعي البصري. يساعد الموقع على الوصول إلى الوثائق من خلال خريطة تفاعلية، ولوحة زمنية مصورة، أو من خلال قوائم مصنفة تتضمن مقاييس بحث مختلفة. ويمثل "ميد ميم" مقاربة تعليمية وثقافية مدعمة بوجهات نظر متعددة للمؤخرين وعلماء الاجتماع وعلماء الآثار والجغرافيين، وهو موجه للشباب والمتخصصين على حد سواء . وسيعمل المشروع على عرض تراث شائع في كافة البلدان المتوسطية، وتقديم قوة دافعة جديدة للمبادرة من أجل الحفاظ على وسائط التراث المتوسطي المسموعة والمرئية. يساهم في المشروع 18 شريكا بما فيهم 10 محطات تلفزيونية متوسطية، و3 منظمات مهنية سمعية بصرية ومؤسسات عالمية علمية وثقافية؛ ومنهم: المعهد الوطني الفرنسي للسمعي البصري، والكوبيام، والتلفزيون الجزائري، والتلفزيون الأردني، والتلفزيون المغربي، والدار المتوسطية لعلوم الانسان، والمركز المتوسطي للاتصال السمعي البصري بفرنسا، ومكتبة الإسكندرية، واتحاد الإذاعات الأوروبية، وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وغيرهم.