لم ينف وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، ان يكون سلاح الجو الاسرائيلي قد نفذ عملية قصف مجمع الصناعات العسكرية في الخرطوم، لكنه في الوقت نفسه رفض التاكيد او التعليق على الموضوع، وذلك في مقابلات منحها لوسائل الاعلام الاسرائيلية للترويج لقدرات جيشه لمواجهة الصواريخ واهمية التدريبات المشتركة التي تجري حاليا مع الجيش الامريكي والعلاقة المتينة بين البلدين، وتاكيد الامريكيين على دعم اسرائيل في مواجهة ما اسماها عمليات الارهاب ضد الدولة العبرية. وكما في عمليات قصف سابقة او عمليات ينفذها الموساد الاسرائيلي في الخارج ويرفض الاعتراف الرسمي بها، تتجند وسائل الاعلام الاسرائيلية للتلميح لما اسمتها بطولات سلاح الجو او جهاز الموساد. وفي تطرقها للعملية المحت ان سلاح الجو هو الذي نفذ العملية بل وصفتها احدى الصحف بانها "بروفة" لعملية محتملة على ايران وصحف خرجت تحت عنوان "ايران تشاهد لهيب النيران في السودان". وتعمقت بعض الصحف في نشر التفاصيل عن مجمع الصناعات العسكرية السودانية ونوعية الاسلحة فيها ومصدرها. وبحسب موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" فان المصنع اقيم بمساعدة ايرانية قبل اربع سنوات ويمد حركة حماس بالاسلحة والمعدات القتالية كمصلحة للنظامين. وقد ربحت السودان اموالا طائلة من الاسلحة التي تم بيعها لحماس. وادعى الكاتب في موقع الصحيفة، رون بن يشاي، ان ايران، بدعمها لاقامة هذا المصنع، قصرت مسافة تهريب الاسلحة من ايران الى غزة، بحيث يتم نقلها من المصنع السوداني الى مصر ومن هناك الى غزة وكذلك تهريب الاسلحة الى حزب الله في لبنان وربما سورية، ادعى بن يشاي واضاف في تلميح واضح لقيام سلاح الجو الاسرائيلي بقصف المصنع، "ايران وبعد ان ضمنت وصول الاسلحة من المصنع السوداني اعتقدت انها قللت من خطر تعرض قافلات السلاح للقصف الإسرائيلي، هكذا ظن الايرانيون في حينه واستخفوا لغاية الآن بالتهديدات الإسرائيلية. وهم لا يصدقون أن لإسرائيل قدرة لتنفيذ هجوم على منشآتهم النووية، أو ان الحكومة الإسرائيلية تملك الشجاعة لاتخاذ قرار يعرض عشرات الطائرات والطيارين للخطر. والآن وعلى ضوء ما نشرته السودان عن قصف إسرائيل لمواقع وأهداف في العمق السوادني، وكذلك المعلومات التي سبق ونشرتها الصحافة العالمية حول قصف المفاعل الذري السوري عام 2007، قد يعيد الإيرانيون النظر مجددا في تقديراتهم حول مدى جدية التعامل مع تهديدات رئيس حكومة إسرائيل ووزير دفاعها عندما يتحدثان عن ابقاء الخيار العسكري مطروحا على الطاولة، كتب بن يشاي مهددا.