من على جنبات نقاط التفتيش والفرز بالطريق السريع الذي يصل جدة - مكةالمكرمة تتقاطر أفواج بشرية بطريقة مستقيمة سيراً على الأقدام بإزار ورداء محرمين قاصدين الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج لكنهم من دون تصاريح قانونية، وفي الضفة الترابية من الطريق السريع يتسارعون خشية أن يستوقفهم رجال الجوازات في النقطة بعد أن يوقفهم (المهرب) قبيل النقطة بأمتار ليعبروا الضفة الأخرى بلا مساءلة يخشونها. ويحكي أمين خان (باكستاني الجنسية) ل «الحياة» طريقة دخوله إلى داخل الأراضي المقدسة دون تصريح برفقة مجموعة من أبناء جلدته، إذ رفض رفضاً قاطعاً بأن يسميه تهريباً أو تحايلاً. ويقول خان «ركبت بسيارة خصوصية في باب مكة وسط جدة مع أحد المهربين الذي اشترط علينا بأن يدفع كل واحد منا 500 ريال مقابل أن يوصلنا إلى العاصمة المقدسة». ويبين أمين الذي يعمل في مجال السباكة في جدة، أنه وصل إلى مكةالمكرمة بعد أن عبروا كل نقاط التفتيش الموجودة بتكتيك تقليدي يعتمده المهرب، ويتمثل في إنزال الركاب من سيارته قبيل الوصول إلى النقطة، ويعاود أخذهم بعد أن يتجاوزوا نقطة التفتيش، موضحاً أنهم وصلوا لمكةالمكرمة بحي العزيزية وأكملوا طريقهم إلى منى مشياً على الأقدام. ومن شرق المملكة، وبالتحديد من مدينة الدمام، قدم المقيم المصري عادل عبدالمنعم إلى الأراضي المقدسة بلا تصريح سائراً على خطى الباكستاني أمين في كيفية عبور نقاط التفتيش، باختلاف بسيط تجسد في سيره من ميقات السيل الكبير مشياً على الأقدام حتى بلغ المشاعر. ويوضح عبدالمنعم أن كلفة رحلته من الدمام حتى السيل الكبير لم تتجاوز ال 500 ريال عبر خط سير يبدأ من الدمام وينتهي في جدة. ويفيد بأنه يتجول في المشاعر متعبداً متخذاً من الرصيف سكناً يفترش به فراشه حاملاً عدته التي تحتوي على فراش وحقيبة لا تكاد تتعدى العشرة كيلو غرامات وزناً، مضيفاً أن طعامه من المطاعم والبوفيهات الموجودة خارج الحملات. ويصر عادل ذو ال 27 سنة أن ما يقوم به مباح شرعاً نظراً لغلاء أسعار الالتحاق بالحملات، مبيناً أن الحملات تسير من الدمام بسعر لا يقل عن الثمانية آلاف ريال، مضيفاً «هل أنتظر حتى أموت لكي أجمع هذا المبلغ الكبير وأنا عامل راتبي الشهري لا يتعدى ال 1500 ريال». من جهته، كشف المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات العقيد بدر المالك إعادة جهازه 79 ألف حاج من المنافذ الموجودة على مداخل مكةالمكرمة، مؤكداً أن جهازه يبذل جهوداً كبيرة في هذا الجانب. وبين العقيد المالك أنه تمت إعادة 79 ألف حاج مخالف لأنظمة الحج حتى يوم التروية أمس، وأنه تم ضبطهم من خلال نقاط الأجهزة الأمنية. وأشار إلى ضبط 190 ناقل حجاج مخالفاً إذ تحفظ عليهم جهاز الجوازات لإنهاء الإجراءات النظامية المترتبة بحقهم، مضيفاً «تم ضبط 65 تأشيرة حج مزورة في مختلف المنافذ البرية والجوية والبحرية من دول عدة، إضافة إلى ضبط 1500 تصريح حج مزور».