يبدو أنَّ ثمة مقداراً من السحر خضعنا له جميعاً عندما تم توحيد نماذج مختلفة ومتباينة من طريق وضع لصاقة واحدة عليها كلها، فصدقنا أنَّ سورية هي تونس ومصر واليمن وأخيراً ليبيا. فآمنَ رهطٌ كبيرٌ من السوريين بأنَّ خروج التظاهرات في مدنٍ عدةٍ كفيلٌ بإسقاط النظام، وعندما لم يحدث ما أرادوه أنشأوا، كيفما اتفق، مجلساً وطنياً انتقالياً على غرار المجلس الانتقالي الليبي مُعتقدين أنَّهم بفعلتهم هذه يُسقطون النظام بقوة الناتو القادر على كلِّ شيء. لكن كلا الخيارين لم ينجح وسقطَ كلُّ شيء وتفككَ كلُّ شيء وانشقَ كلُّ شيءٍ عن كلِّ شيءٍ في سورية إلاَّ النظام الحاكم، هذا النظام الذي أثبتَ أنَّهُ أدرى بواقعه من معارضيه حيثُ صدقَ قوله في نقطتين على الأقل، الأولى هي أنَّ المعارضة ضعيفة ومشرذمة، والثانية أنَّ سورية ليست تونس ولا مصر ولا حتى ليبيا. أمَّا مُعارضوه فينطبقُ عليهم القول: إنَّ أغلب الناس يعتقدون أنَّهم يعرفون الواقع بالفطرة لذلك لا يبذلون أيَّ جهدٍ لمعرفتة. * كاتب سوري