قبل أقل من ثلاثة أسابيع على موعد الانتخابات الرئاسية، استعاد الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني زخم الحملات المكثفة في المناطق التي تشهد تنافساً كبيراً بينهما. ويسعى المرشحان اللذان استأنفا جولاتهما الانتخابية، بعد إحدى المناظرات الأكثر حدّة في تاريخ السباق الرئاسي، إلى كسب أصوات النساء والمستقلين التي ستحسم نتيجة انتخابات السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وفي كلمة ألقاها أمام حشد في أوهايو، الولاية التي تشهد تنافساً، والتي يتحتم فوز رومني فيها، اتهم أوباما منافسه رومني بتقديم «عرض غير متكامل»، بعدما لم يفسر كيف يغطي نفقات اقتطاعات ضريبية على نطاق واسع، محذراً من انتخاب سياسيين لا يعطون معلومات محددة «يثيرون غالباً مفآجات غير سارة». وزاد: «العرض غير متكامل، وهو نفسه الذي أوهمتنا به الإدارة السابقة. ونحن لا نصدقه، لأننا اكثر وعياً». وسخر أوباما من قول رومني خلال المناظرة الثاني التي تابعها 65 مليون شخص، إنه «بحث في ملفات مليئة بالنساء خلال توظيفه أشخاصاً حين كان حاكماً لماساتشوستس»، وقال: «لا نحتاج الآن إلى جمع ملفات للعثور على نساء مؤهلات وموهوبات ومندفعات ومستعدات للتعلم والتدريس في هذه المجالات». كما استغل اوباما التعبير الغريب لرومني لانتقاد موقف الأخير من العناية الصحية للنساء وتلقيهن أجراً مساوياً، مركزاً في الوقت ذاته على سجله الخاص بحقوق النساء، والحاجة إلى توظيف المزيد من مدرسات الرياضيات والعلوم. وأقرّ أوباما بأن أداءه القوي في المناظرة الثانية حسّن وضعه مقارنة بالمناظرة الأولى قبل أسبوعين، حين بدا فاتراً، وقال: «لا نزال نحاول الاعتياد على المناظرات، وأعمل على ذلك. سنواصل التحسن مع مرور الوقت، إذ لا يزال أمامي مناظرة واحدة»، في إشارة إلى المناظرة حول السياسة الخارجية المقررة في فلوريدا الإثنين. في المقابل، صرح رومني في فرجينيا، الولاية الاخرى التي تشهد تنافساً كبيراً، بأن حماسه زاد بعد المناظرة الثانية، التي لم يتردد فيها كلا المرشحين في مقاطعة الآخر، وقال: «احب هذه المناظرات، فهي رائعة، وأعتقد بأنه من المثير أن الرئيس لا يملك أي جدول أعمال لولاية ثانية». وانتقد رومني الرئيس اوباما، مشبّهاً إياه ب «تاجر سيارات ذكي عرف كيف يروج لنفسه قبل اربع سنوات، لكنه ترك البلاد في وضعٍ مزرٍ». وقال أمام حشد من 8 آلاف شخص في ليسبورغ رفع خلاله احد الحضور لافتة كتب عليها «ديموقراطيون مع رومني»، إن «سياسات الرئيس فارغة». كذلك، حاول المرشح الجمهوري اجتذاب النساء اللواتي يمكن أن يشكل صوتهن فارقاً في ولايات أيوا وأوهايو وفرجينيا وفلوريدا، وقال: «خذل الرئيس النساء». ولفت كشف إحصاء يومي أجراه معهد «غالوب»، تقدُّمَ رومني بست نقاط، بين الناخبين المحتملين، ما يشكل افضل نتيجة له حتى الآن ويشير إلى أن التحسن الكبير في أداء أوباما خلال المناظرة جاء في الوقت المناسب بالنسبة إلى مؤيديه. وأفاد استطلاع جديد أجرته جامعة «ماركيت» في ويسكونسن، التي تصوت عادة للديموقراطيين، أن أوباما تقدم بنقطة واحدة. ولم يتضمن أي من الإحصاءين بيانات تعكس رد الفعل على مناظرة الثلثاء. لكن متوسط إحصاءات معهد «ريل كلير بوليتكس» أظهر تقدم رومني ب 0.4 في المئة فقط. على صعيد آخر، أعلنت حملة أوباما أنه سيمضي الليلة الانتخابية في 6 تشرين الثاني في شيكاغو (ولاية ايلينوي، شمال)، في موقع قصر «ماكورميك بليس» المؤتمرات الذي يقع على ضفاف بحيرة ميشيغن، والذي يعتبر أصغر حجماً من منتزه غرانت الشاسع، حيث ألقى خطابه الأول كرئيس منتخب عام 2008، في حضور 240 ألف شخص. ويشير إلى أن فريق الرئيس المرشح لا يتوقع حضوراً بمستوى الحشود السابقة، بعدما أمضى 4 سنوات في البيت الأبيض.