يتواجه الرئيس الامريكي باراك اوباما لاول مرة مع خصمه الجمهوري ميت رومني الاربعاء في دنفر بولاية كولورادو (غرب) في مناظرة تلفزيونية تدوم تسعين دقيقة سيتابعها اكثر من خمسين مليون مشاهد. وتقدم هذه المناظرة الاولى التي ستليها مناظرتان اخريان، للمرشح الجمهوري للبيت الابيض فرصة استثنائية لاعادة اطلاق حملته بعد سلسلة من الاخطاء التي ارتكبها ومن استطلاعات الرأي التي تتوقع هزيمته امام الديمقراطي اوباما، غير انها تنطوي في الوقت نفسه على مخاطر. والمناظرات التي بدأت تنظم عام 1960 اكتسبت اهمية تاريخية في الانتخابات الرئاسية الامريكية، حيث يمكن لأي هفوة او لحظة تردد ان تقضي على حظوظ مرشح. ومن الضروري في هذا السياق للمرشح المتراجع في استطلاعات الرأي ان يحقق اختراقا حاسما لتحقيق الفوز في الانتخابات. ومع اقتراب الموعد المقرر لاولى المناظرات، يسعى كل من المعسكرين للتشديد على نقاط قوة الخصم، عملا باستراتيجية تقليدية في المراحل التي تسبق المناظرات تهدف الى خفض مستوى التوقعات وتعزيز عنصر المفاجأة. مناظرة مساء الاربعاء هي الاولى من ثلاث وتجري قبل اقل من خمسة اسابيع من استحقاق 6 نوفمبر. وتليها مناظرتان في 16 اكتوبر في همبستيد (نيويورك، شمال شرق) وفي 22 اكتوبر في بوكا راتون (فلوريدا، جنوب شرق). وقلل المرشحان الى البيت الابيض من نشاطاتهما للاستعداد للمناظرة حيث وصل الرئيس الامريكي الى نيفادا (غرب) الاحد ويصل رومني مساء الاثنين الى دنفر. وقالت مستشارة رومني بيث مايرز الجمعة في مذكرة نقلتها وسائل الاعلام ان «الرئيس اوباما خطيب بليغ ويعتبر احد اهم المحاورين السياسيين في التاريخ الحديث». من جهته اكد اقرب مستشاري اوباما ديفيد اكسلرود في تصريح في اليوم نفسه «نتوقع ان يكون ميت رومني محاورا مستعدا ومنضبطا وهجوميا». وتابع «لكن العبء يقع على كتفي ميت رومني ليوضح كيف يمكن للعودة الى السياسات التي ولدت الازمة الاقتصادية ان تؤدي الى نتائج مختلفة». وقال رومني متحدثا عن اوباما «اعتقد انه سيقول الكثير من الامور غير الدقيقة»، وذلك في مقابلة مع قناة ايه بي سي في 14 سبتمبر ما ينبئ بنقاش حاد حول واقع الاصلاح الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. واشار بوب شرام الذي كان مستشارا للمرشح جون كيري في اثناء حملته الرئاسية عام 2004 الى انه «على الرئيس ان يقول للناس ان الوضع كان صعبا جدا منذ بداية الولاية وبالرغم من تغير امور كثيرة ما زال ينبغي فعل الكثير». وأوضح الاختصاصي في الحملات الانتخابية لفرانس برس «لا يمكنه ان يبدو مفرط الثقة». ومناظرة مساء الاربعاء هي الاولى من ثلاث وتجري قبل اقل من خمسة اسابيع من استحقاق 6 نوفمبر. وتليها مناظرتان في 16 اكتوبر في همبستيد (نيويورك، شمال شرق) وفي 22 اكتوبر في بوكا راتون (فلوريدا، جنوب شرق). وقلل المرشحان الى البيت الابيض من نشاطاتهما للاستعداد للمناظرة حيث وصل الرئيس الامريكي الى نيفادا (غرب) الاحد ويصل رومني مساء الاثنين الى دنفر. وتوقع نيوت غنغريتش الخصم السابق لرومني في الانتخابات التمهيدية الجمهورية ان تكون «المناظرة الرئاسية في 3 اكتوبر الحدث الاهم في حياة رومني السياسية». وعلى غرار العام 2008 سيدير الصحافي جيم ليرر المناظرة الاولى وهو مقدم مخضرم لمناظرات الرئاسة. وفيما يعتبر الرجلان الحاملان اجازة في القانون من جامعة هارفرد خطيبين ممتازين، يبدو اوباما احيانا كأنه يقدم اجابات اكاديمية اكثر من اللزوم. وأوضح آلان شرودر صاحب كتاب حول المناظرات الرئاسية «على الرئيس اوباما ان يكون اكثر اختصارا في حديثه. فهو يميل الى الاطالة اكثر من المطلوب». ويحتسب لرومني خوضه 19 نقاشا في اثناء الانتخابات التمهيدية الجمهورية حيث واجه خصوما لم يتوانوا عن مهاجمته بعنف في ما يتعلق بماضيه كحاكم «معتدل» لماساتشوستس (شمال شرق). وتعليقا على تصريحات لرومني صورت بغير علمه ونشرت في سبتمبر وقد انتقد فيها 47% من الامريكيين وصفهم بانهم لا يدفعون الضرائب ويعتقدون انهم «ضحايا»، اعتبر لينارد ستاينهورن الاستاذ في الجامعة الامريكية انه «كي يستفيد رومني من هذه المناظرة على باراك اوباما ان يتعثر، ينبغي ان يقول شيئا على مستوى تصريح أل 47% الذي أدلى به ميت رومني».