أفضى إجتماع اللجنة العليا المنظمة لدورة الألعاب العربية ال13 عام 2015 في بيروت، الذي عقد في السراي الحكومي وحضره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس اللجنة المنظمة وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي والأعضاء، إلى إطلاق العمل بالدورة رسمياً، وأخذ العلم بقرار رئيس اللجنة العليا المنظمة تشكيل المكتب المركزي لإدارتها بإسم "مكتب تنسيق وإدارة الدورة" وتكليفه فتح حساب مصرفي باسم الدورة، والاتفاق على أن تكون موازنة إعداد المنتخبات الوطنية من ضمن موازنة وزارة الشباب والرياضة وليس من ضمن موازنة اللجنة العليا المنظمة، وطلب مساهمة مالية للصرف على إعداد ملفات الدورة، والطلب إلى مختلف الإدارات العامة تسمية ممثلين عنها في مكتب الإدارات العامة للدورة وإلى الاتحادات الرياضية تسمية ممثلين عنها في اللجنة التنفيذية الفنية للدورة. وإعتمد قصر الأونيسكو مقراً للألعاب العربية، وكلّف "مكتب تنسيق وإدارة الدورة" تشكيل لجنة من خبراء وفنانين ومخرجين مسرحيين وتلفزيونيين وخلافه، وتسليمها مهمة إعداد رؤية لحفلتي الإفتتاح والإختتام، ووضع جدول زمني لإنجاز مختلف الملفات المقرر العمل بها. وكان الرئيس ميقاتي رحّب بالحضور النوعي للمجتمعين، مشيراً إلى أن "إستضافة لبنان لدورة الألعاب العربية الثانية في العام 1957 كانت إشارة واضحة إلى الدور الذي يسعى لأن يلعبه في محيطه العربي، ليس في المجال الرياضي فحسب، بل في مختلف مجالات المجتمع التي تشكّل الرياضة مرآة ًعاكسة لها". وأضاف: "وكان لاستضافة الدورة ذاتها في نسختها الثامنة عام 1997 إشارات إضافية، فقد أراد لبنان أنذاك التأكيد على إرادة الحياة والخروج كطائر الفينيق من رماد الحرب والاجتياح الإسرائيلي، فكانت إعادة بناء المنشأت رسالة إلى الدنيا برمتها، رسالة حرية ومقاومة وحياة. لقد شكلت تلك الدورة في بيروت المدخل لبناء الحجر، وحققت كما التجربة التي سبقتها الغاية من وجودها. أما اليوم، وأنتم تضعون كلجنة عليا منظمة المدماك الأول لإستضافة النسخة ال13 من دورة الألعاب العربية سنة 2015، فإنكم تضعون أنفسكم ووطنكم أمام سؤال هام: ماذا نريد من استضافة الألعاب العربية هذه المرّة؟. أما الجواب، فهو أكبر من اللجنة العليا المنظمة للحدث، لأنه ملك الحكومة في سياستها نحو الشباب، وخصوصاً في خضم ما نشهده من دور عالميّ وعربيّ متزايد للشباب في تأثيرهم على المستقبل ودورهم في صوغه. إننا نضع استضافة لبنان للنسخة ال13 من الألعاب تحت عنوان رئيس يصب في خدمة الوطن أولاً وشبابه ثانياً ورياضييه منهم ثالثاً، وهو بناء البشر وتأهيل الحجر". واكد ميقاتي أن الحكومة، وفي الشق المتعلق بالحجر، ستنتظر من اللجنة العليا المنظمة دراسة كاملة شافية حول وضع المنشآت الرياضية في لبنان وما تحتاجه من تأهيل كي تكون لائقة للحدث الأولمبي – العربي، "وسنلتزم الحد الأقصى الممكن من تنفيذ هذه الدراسة. أما في الشق المتعلق بالبشر، فسننتظر دراسةًتفصيلية من اللجنة العليا المنظمة حول سبل إعداد أبطالنا في مختلف الألعاب المعتمدة وآلياته وتكاليفه، وعلى مدار السنوات الثلاث المقبلة حتى موعد الاستحقاق، بحيث تشكّل هذه الفترة الفرصة المثالية لبناء جيل رياضيّ ندرك تماماً مدى تقصير الدولة تجاهه". وختم الرئيس ميقاتي "إذن، بناء البشر وتأهيل الحجر، هو العنوان الذي أراه لاستضافة لبنان الثالثة للألعاب العربية، وآملُ في أن نتمكن من الوصول إلى تحقيق هذه الرؤية". من جهته، لفت الوزير كرامي إلى أنه سعى قبل قبل نحو عام مع فريق عمل كبير، وعلى هامش دورة الألعاب العربية ال12 في قطر، وبدعم كامل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة والزملاء الوزراء، للحصول على شرف استضافة لبنان النسخة ال13، وقد تحقق ذلك بفضل الثقة والمحبة والدعم التي أولاها اشقاؤنا العرب لبلدنا، "وهذا في حد ذاته انجاز وطني يشرّفني أن يكون من بين انجازات وزارة الشباب والرياضة". وشدد كرامي على أن هذا الانجاز لا يمكن أن يكتمل إلا إذا نجحنا في تحويله إلى احتفالية ضخمة تهدف للتأكيد على دورنا في محيطنا العربي كما أردناه دائماً (...). وكي يتحقق ذلك، أضاف كرامي، لا بد من تبني الدولة برمتها، رئاسة وحكومة ووزارات ومؤسسات مدنية وأمنية لهذا الحدث الكبير، من خلال طريق جعله أولوية وطنية تحت سقف العنوان الكبير الذي طرحه الرئيس ميقاتي وهو "قولنا والعمل"، وهذا يستلزم الاحتضان الكامل من الحكومة لمضمون الدراسات التي ستضعها اللجان المتخصصة فيما يتعلق بتأهيل الحجر وبناء وتطوير الكفاءات البشرية بحيث تكون الاستضافة في حد ذاتها حدثاً ولا يكون لبنان الرياضي مجرد شاهد على إنجازات الغير، بل منافساً وفاعلاً ومتوّجاً. وبناء عليه، دعا كرامي مختلف الوزارات والمؤسسات المدنية والأمنية إلى تسمية ممثليها في مختلف لجان الدورة بالسرعة القصوى، ومن أصحاب القرار والصلاحيات، كما دعا اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية إلى تسمية ممثليها من أصحاب الباع الطويل والخبرة. وحض الجميع على تكثيف الجهود في شتى المجالات، بدءاً من الجهوزية الرياضية وفق المعايير الدولية لألعاب ذات صفة أولمبية، مروراً بالأمن والاتصالات والمواصلات والإعلام والسياحة والكهرباء والصحة، وصولاً إلى الأداء العام للضيافة التي نفاخر بها باعتبارها جزءاً من الهوية الحضارية للمجتمع اللبناني. وتابع كرامي: "باختصار، اجتماعنا اليوم على هذا المستوى الرفيع، هدفه يتجاوز عنوانه، فنحن مسؤولون عن وضع الخطط اللازمة لادارة هذا الحدث الرياضي وتنسيقه. لكننا عملياً نحن هنا لأن النجاح في أي شأن وفي أي قطاع، هو ثمرة عمل جماعي متطور يشمل بالضرورة مستويات متقدمة في مجالات الإدارة والتنظيم والعمران والإعلام والتدريب والضيافة، وهذا العمل الجماعي هو الذي ينتج المشهد الراقي الذي يليق بنا كلبنانيين (...)، وسنكون في الغد القريب على موعد مع الألعاب العربية، ليس لافتتاح منشأة أو إعادة افتتاحها كما حصل عامي 1957 و1997، بل للانفتاح من جديد على محيطنا ولعب دورنا الرائد".