سجلت مدينة الرياض أمس أول حالتي وفاة بمرض أنفلونزا الخنازير A)H1N1)، ليرتفع عدد الوفيات بسبب المرض في السعودية إلى 6 حالات. وأوضحت وزارة الصحة في بيان صحافي أمس، أن الحالة الأولى تعود لزائر سيريلانكي الجنسية (32 عاماً) وجد متوفياً في غرفته بأحد فنادق مدينة الرياض أول من أمس، مشيرة إلى أن الوفاة يشتبه أن تكون نتيجة إصابته بأنفلونزا A)H1N1) «نظراً إلى أنه كان يشتكي من أعراض المرضى، حيث أثبتت نتائج الفحوص إصابته به». وأضافت أنها تعمل حالياً على مراجعة التقارير الطبية الخاصة بالمتوفى بما في ذلك تقرير الطب الشرعي للتوصل إلى سبب الوفاة. وأشارت الوزارة إلى أن الحالة الثانية لمواطن سعودي (15 عاماً) توفي أمس، لافتة إلى أنه كان يعاني من متلازمة داون سيندورم وعيوب خلقية في القلب، «وتم تشخيصه بمرض أنفلونزا A)H1N1) ونوم بالمستشفى وتلقى العلاج، لكن الحالة لم تستجب للعلاج». وأعربت الوزارة عن خالص العزاء والمواساة لأسر المتوفين وذويهم، سائلين المولي - عز وجل -أن يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته. فيما دعت جميع المواطنين والمقيمين إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية التي سبق أن أعلنتها غير مرة، حيث أكدت أهمية سرعة مراجعة أقرب مرفق صحي في حال ظهور أعراض مرض الأنفلونزا العادية مع استمرار ارتفاع في درجة الحرارة أكثر من ثلاثة أيام أو ضيق في التنفس أو ألم في الصدر أو بلغم دموي أو ازرقاق في الجسم. وقالت الوزارة إن حدوث حالات الوفيات في ظل تزايد انتشار فيروس (اتش1 ان1) المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير يعد أمراً متوقعاً حدوثه أسوة بما حدث ويحدث في بقية دول العالم، فيما أكدت حرصها على إيصال المعلومات بكل شفافية. يذكر أن الدمام شهدت تسجيل أول حالة وفاة لمواطن ثلاثيني بعد نقله إلى أحد مستشفيات القطاع الخاص، فيما توفيت عاملة منزلية من جنسية إندونيسية (28 عاماً) توفيت نتيجة إصابتها بالمرض في مستشفى الدمام المركزي، بعد ثلاثة أيام من إصابتها، وشهدت محافظة الرس بمنطقة القصيم وفاة حالة ثالثة لممرض سعودي (32 عاماً)، وشهدت محافظة النماص بمنطقة عسير في اليوم ذاته تسجيل وفاة شاب (25 عاماً) بالمرض ذاته، بعد أن أدخل المستشفى. وكان أكاديمي طالب ب«تأسيس مجلس لإدارة الأزمات والكوارث والأخطار، في ضوء تشريع متكامل ينيط بالمجلس مهام التخطيط والتنفيذ لأعمال الوقاية والمجابهة لكل أنواع الأزمات والكوارث والأخطار، على نحو يضمن الاكتمال والدقة والجودة في أعمال الوقاية والمجابهة، مع إيجاد آلية متكاملة وصارمة للرقابة والتقويم والكشف السريع لأي خروقات أو أخطاء أو إهمال أو تقاعس من الجهات ذات الصلة، مع حزمة من الإجراءات التصحيحية الفعالة». وجاءت مطالبة الأكاديمي في جامعة القصيم الدكتور عبدالله البريدي، بعد وقوع عدد من الإصابات والوفيات جراء «أنفلونزا الخنازير» في السعودية، متسائلاً في تصريح إلى «الحياة»: «هل يسوغ أن تتولى وزارة الصحة، منفردة أو شبه منفردة، ملفاً خطيراً كأنفلونزا الخنازير في بلد يعيش فيه الملايين ويشهد حركة سفر وانتقال لعشرات الملايين في السنة الواحدة؟!». وأكد أن «المبالغة في الطمأنة ضرب من اللامبالاة، ولا سيما أن العالم يعيش حال مخاض عسيرة من جراء التهديدات البيئية والصحية المتفاقمة، ومن آخرها التهديد المتصاعد جراء أنفلونزا الخنازير، ما يتطلب تفكيراً استراتيجياً راقياً يقوم على المبادرة أو المبادأة، متجاوزين بذلك منطق ردود الأفعال ومخادعة الآلام بالمسكنات الموقتة».