ما جرى في القرداحة انتفاضة حقيقية. فقد اجتازت عائلاتها المناوئة للنظام عقدة الخوف، لتعلن ولادة جمهورية الكرامة والجرأة، في مواجهة ضباط رفيعي المستوى. ويؤكد ناشطون أن شوارع في القرداحة أصبحت حراماً على آل الاسد وشاليش، لا سيما بعد توارد أنباء عن مقتل هارون الأسد أحد أخطر زعماء شبيحة اللاذقية والقرداحة مع مرافقه في مواجهة مع العائلات المنتفضة، وما أشيع عن مقتل هلال الاسد، المسؤول عن الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة، أما محمد الأسد والذي بدأت الأحداث بسبب نزاع بينه وبين شاب من آل الخيّر، والذي يقبع في مستشفى طرطوس، فقد يكون كبش الفداء الذي سيقدمه بشار مقابل هدنة مع آل الخيّر وعثمان وحلفهم المتشكّل حديثاً. وقد تجددت ليوم رابع الاشتباكات في محيط القرداحة بعد الكشف عن مقتل امرأتين قيل إن آل الاسد خطفوهما سابقاً، لكن الجديد أن الاشتباكات لم تقتصر على القرداحة، بل انتقلت للمرة الأولى إلى أحياء العلويين في المعضمية وعش الورور في دمشق، فاندلعت بين معارضين وموالين علويين، إضافة لورود اخبار عن انشقاق ثمانية من كبار الضباط العلويين في مراكز حسّاسة. وهذا، إذا صحّ، دليل قوي على أن بنية النظام الأمنية بدأت بالتفكك، ما قد يعني حتمية سقوطه القريب. بدوره، فالنظام الذي فقد عقله إثر انتفاضة القرداحة ضرب طوقاً من التعتيم، وحاول تشويه اخبار الإنتفاضة بمساعدة طابور خامس (بين صفوفه معارضون). فحاول استخدام «الجيش الحر» بعبعاً لإخافة العلويين بعد خطف ثمانية منهم من «بولمان» متوجه الى دمشق ووصول جثة أحدهم إلى القرداحة. وهذه، بالطبع، أفعال لا تخدم سوى النظام، وربما كانت من تدبيره. * كاتب سوري