طغى النزاع السوري على الاتصالات التي اجراها امس في اسطنبول رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي. وذكرت وكالة انباء الاناضول ان اردوغان واوغلو تبادلا وجهات النظر مع العربي حول وضع المعارضة السورية واعتراض طائرات حربية تركية نهار الاربعاء الماضي لطائرة مدنية سورية كانت تقوم برحلة بين موسكوودمشق وعثر على متنها، بحسب اردوغان، على ذخائر وتجهيزات عسكرية روسية. كما التقى المسؤولان التركيان وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلله الذي حضر الى تركيا للبحث في تطورات الازمة السورية. كما اجرى محادثات مع رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا. وينتظر ان يزور الابراهيمي طهران اليوم الاحد لبحث الوضع في سورية مع وزير الخارجية علي اكبر صالحي كما ذكر بيان لوزارة الخارجية الايرانية. ويزور المبعوث الدولي غداً الاثنين بغداد حيث سيتباحث مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال علي الموسوي مستشار المالكي ان العراق اعلن في مناسبات عدة دعمه لمهمة الابراهيمي لحل الازمة السورية وانهاء مأساة الشعب السوري بشكل سلمي». وانتقد اردوغان امس مجلس الامن الدولي لعجزه في مواجهة الأزمة السورية وقال ان «هناك اتجاهاً يشجع ويعطي الضوء الاخضر للاسد لكي يقتل عشرات او مئات الاشخاص كل يوم». كما اكد وزير الخارجية احمد داود اوغلو ان بلاده ستنتقم بلا تردد إذا انتهكت سورية حدودها مرة ثانية. من جهتها، ابدت دمشق امس استعدادها لتشكيل لجنة امنية للتواصل المباشر مع تركيا. وذكر بيان لوزارة الخارجية السورية ان دمشق ناقشت هذا الامر مع السفير الروسي في دمشق وابدت «استعدادها لانشاء لجنة امنية سورية تركية مشتركة تتولى مهمة ايجاد آلية لضبط الاوضاع الامنية على جانبي الحدود المشتركة في اطار احترام السيادة الوطنية لكل من سورية وتركيا». في هذا الوقت ردت وزارة الخارجية الاميركية بقسوة على موقف موسكو الداعم للنظام السوري. وفيما اعترفت الناطقة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند ان روسيا لم تنتهك اي حظر على نظام الرئيس بشار الاسد، (في اشارة الى المواد التي كانت تحملها الطائرة السورية) الا انها وصفت موقف موسكو بأنه «يفتقد الى الاخلاقية». وتأتي هذه التحركات الديبلوماسية فيما تستمر المواجهات العنيفة في محيط مدينة معرة النعمان التي سيطرت عليها قوات المعارضة هذا الاسبوع. ولجأ النظام السوري الى استخدام الطيران الحربي والمدفعية في قصف هذه المدينة كما تعرضت المناطق المحيطة بها للقصف، لا سيما خان شيخون وحيش وسرمين، وتشهد هذه المناطق حالات نزوح جماعي للاهالي الى مناطق اكثر امنا إثر اشتباكات استمرت عدة ايام ورافقها قصف عنيف، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد مساء ان مقاتلي المعارضة اسقطوا طائرة حربية قرب قرية في ريف حلب كانت تشارك بقصف محيط بلدة خان العسل قرب قرية كفرناها في ريف حلب الغربي، مشيرا الى ان المنطقة «تشهد اشتباكات عنيفة». وبينما يحاول النظام استعادة سيطرته على معرة النعمان، نظراً لموقعها الاستراتيجي على خط امداداته الى حلب، تمكن مقاتلو المعارضة من قطع الطريق على تعزيزات القوات النظامية التي كانت متجهة الى معرة النعمان. ونقل مراسل لوكالة «فرانس برس» في المدينة ان المقاتلين اوقفوا رتلا عسكريا من نحو 40 آلية بينها عشر دبابات وعربات مدرعة وشاحنات صغيرة مزودة برشاشات وباصات لنقل الجنود، على بعد نحو 12 كيلومترا جنوب معرة النعمان بمحاذاة بلدة حيش. وكان هذا الرتل قد انطلق قبل ثلاثة ايام من حماة. ودارت اشتباكات عنيفة في حيش بعد هجوم المقاتلين المعارضين على الرتل العسكري. واصيب 22 مقاتلا معارضا بجروح صباحا بعد استهدافهم بقصف من الطيران الحربي لدى محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف الاكبر في منطقة معرة النعمان والمحاصر منذ ايام. وهذا المعسكر هو الاكبر في منطقة معرة النعمان. واستهدف الطيران الحربي بشكل مكثف وسط المدينة، ما ادى الى تدمير ثلاثة منازل في شكل كامل. ونقل مراسل في المدينة ان القذائف المدفعية تسقط بوتيرة دورية عليها، لا سيما في محيط المستشفى الميداني الذي اقيم في الطبقة السفلية لإحدى المدارس المهنية. ويرى محللون ان جيش النظام يتعرض لخسائر فادحة في شمال البلاد رغم كثافة قوته النارية في مواجهة مجموعات المعارضة الاقل تسليحا، وذلك بسبب تصعيد مقاتلي المعارضة هجماتهم وامتداد الجبهة على محاور عديدة. الى ذلك استمرت المواجهات في حلب حيث تعرض حي الشعار لقصف عنيف. وفي حمص دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة في حيي باب هود وباب التركمان. كما تعرض حي الخالدية للقصف صباحا بقذائف الهاون. وفي درعا اقتحمت قوات النظام بلدة معربة ودارت اشتباكات في محيطها قتل فيها خمسة على الاقل من قوات النظام. من جهة اخرى ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى في سورية وصل الى 33 ألفا و82 شخصا، هم 23 الف و630 مدنيا، و1241 مقاتلا منشقا وثمانية آلاف و211 من قوات النظام. وتشمل حصيلة المدنيين من حملوا السلاح لقتال القوات النظامية من غير الجنود المنشقين. وفي الايام الخمسة الاخيرة قتل حوالى الف شخص، كما بلغ المعدل اليومي للقتلى في تشرين الاول (اكتوبر) الحالي 189 شخصا.