يصل المبعوث الدولي الى سوريا الأخضر الابراهيمي الى اسطنبول اليوم السبت في زيارة يلتقي خلالها وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو وتتزامن مع ارتفاع منسوب التوتر بين انقرةودمشق، كما اعلن مصدر دبلوماسي الجمعة. وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان الابراهيمي المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا سيبحث مع الوزير التركي في «كل اوجه» النزاع السوري. من جانب خر صعدت المجموعات المقاتلة المعارضة في سوريا امس الجمعة هجماتها على نقاط استراتيجية للقوات النظامية في محافظتي إدلب وحلب، في وقت سجل يوم الخميس وقوع اكبر حصيلة من القتلى في صفوف القوات النظامية منذ بدأ النزاع حيث قتل 92 جنديا نظاميا بينما، بينما اسر الثوار السوريون 256 عنصرا من قوات النظام خلال اشتباكات استمرت اسبوعا في منطقة ريف جسر الشغور الغربي القريبة من الحدود التركية في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة، وقال المرصد في بيان «بلغ عدد الاسرى من القوات النظامية الذين اسروا خلال الاشتباكات الدائرة منذ الاسبوع الفائت في بلدة خربة الجوز وقرى اخرى بريف جسر الشغور الغربي، 256 اسيرا بينهم ضباط وصف ضباط». وأبلغت مصادر طبية ان ما يقارب عشرة آلاف عنصر من القوات النظامية قتلوا وجرح عدد مماثل منذ منتصف مارس 2011، مع ارتفاع المعدل اليومي لقتلى القوات النظامية الى عشرين. واستمرت المعارك الضارية في محيط مدينة معرة النعمان في ادلب التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل ايام ويحاولون مد سيطرتهم على كل المنطقة وطريق الامداد الى مدينة حلب، وأشار المرصد الى ان القوات النظامية لجأت الى الطيران الحربي في استهداف مبنيين في معرة النعمان، تزامنا مع محاولتها استعادة هذه المدينة الاستراتيجية التي تمر بها حكماكل تعزيزات القوات النظامية المتجهة الى حلب. وكان مقاتلو المعارضة تمكنوا الخميس من السيطرة على نحو خمسة كيلومترات من الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب قرب معرة النعمان، كما تدور اشتباكات عنيفة «بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المعارضون منذ ثلاثة ايام»، بحسب المرصد. وافاد المرصد عن قصف عنيف بالطيران الحربي لمحيط المعسكر امس الجمعة، ويعد وادي الضيف الذي يبعد خمسة كيلومترات عن معرة النعمان،كبر قاعدة عسكرية في المنطقة،كما شن مقاتلون معارضون فجر امس هجوما على كتيبة للدفاع الجوي في قرية الطعانة على طريق حلب الرقة (الى الشرق من حلب). وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان المقاتلين سيطروا على جزء من الكتيبة. وفي حلب كبرى مدن الشمال افاد المرصد عن تعرض احياء الحيدرية والسكري والفردوس لقصف من القوات النظامية، بعد اشتباكات ليلية على اطراف احياء الصاخور وسليمان الحلبي والشيخ خضر. من جهة اخرى فر عشرات اللاجئين السوريين إلى تركيا امس من القتال في عزمارين والقرى المحيطة بها. وخاضت القوات الحكومية السورية معارك مع المعارضة المسلحة للسيطرة على المنطقة الحدودية في ثالث يوم من القتال المكثف. وتسببت المعارك في نزوح جماعي من المنطقة حيث يفر السكان عبر نهر العاصي الذي يشكل حدودا طبيعية بطول هذا القطاع من الحدود بين تركيا وسوريا، وفي ظل تزايد حدة التوتر بين انقرةودمشق، واصلت تركيا تعزيزاتها العسكرية في منطقة الحدود مع سورية. وذكرت صحيفة تركية امس الجمعة استنادا إلى مصادرحكومية أن سلاح الطيران التركي نقل 15 مقاتلة من أجزاء متفرقة من البلاد إلى محافظة ديار بكر، جنوب شرقي البلاد. وأضاف التقرير أن الدبابات في المنطقة الحدودية زادت بمقدار 60 دبابة ليصل عددها الآن إلى 250. تجدر الإشارة إلى أن الحدود التركية تتعرض للقصف بقذائف مدفعية من الجانب السوري بين الحين والآخر، وترد تركيا بقصف مماثل على الحدود السورية.وتصاعدت حدة توتر العلاقات بين البلدين منذ أجبرت تركيا طائرة ركاب سورية قادمة من موسكو على الهبوط في أنقرة الاربعاء. وافادت صحيفة روسية امس ان الطائرة السورية التي اعترضتها تركيا خلال رحلة من موسكو الى دمشق كانت تنقل12 صندوقا تتضمن قطع رادار تستخدم في انظمة مضادات الصواريخ السورية لكن ليس اسلحة، ونفت اتهامات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأن الشحنة كانت تشمل ذخائر. وكان اردوغان اكد ان طائرة الركاب السورية كانت تنقل «معدات وذخيرة مرسلة الى وزارة الدفاع السورية» من مصنع روسي لانتاج العتاد العسكري.