بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال استقباله في جدة أمس مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الخاص إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي والوفد المرافق له «الأوضاع الراهنة في سورية، والسبل الكفيلة بإنهاء جميع أعمال العنف ووقف نزف الدم، وترويع الآمنين وانتهاكات حقوق الإنسان». وحضر الاستقبال كل من المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله. وكان نائب وزير الخارجية السعودي استقبل الابراهيمي مساء اول من امس وعرض معه تطورات ومستجدات الأزمة السورية، وجهود المبعوث المشترك واتصالاته الدولية والاقليمية. وهذه هي الجولة الثانية التي يقوم بها الابراهيمي في المنطقة منذ تكليفه التوسط في الازمة السورية. وقام باول زيارة له في منتصف ايلول (سبتمبر) الماضي تخللتها زيارة الى دمشق التقى خلالها الرئيس بشار الاسد. وافاد مصدر ديبلوماسي ان الابراهيمي يصل اليوم الى اسطنبول للقاء وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في «كل اوجه» النزاع السوري. وفي سورية، بقيت المواجهات على حالها امس في معظم المواقع التي تشهد معارك بين جيش النظام ومقاتلي المعارضة. وصعدت المعارضة هجماتها على نقاط استراتيجية لقوات النظام في محافظتي إدلب وحلب، بينما سجل حادث جديد على الحدود السورية - التركية ابقى على التشنج قائما بين البلدين. وتعرضت قوات النظام لخسائر كبيرة في معارك الايام الماضية. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان النظام استخدم الطيران الحربي في قصف عدد من قرى محافظة ادلب وبينها بلدة جرجناز التي شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد منها. كما استمرت المعارك الضارية في محيط مدينة معرة النعمان في ادلب التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل ايام، بينما تحاول قوات النظام استعادتها نظراً الى موقعها الاستراتيجي على طريق الامداد الى حلب. كما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المعارضون منذ ثلاثة ايام، ويعتبر اكبر قاعدة عسكرية في المنطقة المحيطة بمعرة النعمان. وقال المرصد السوري انه تم اعتراض اتصال لاسلكي سمع فيه قائد المعسكر وهو يوجه نداء استغاثة يقول فيه «ان لم تقم الطائرات بتنظيف محيط المعسكر، سوف اسلّم بنهاية النهار». وفي تقدم استراتيجي جديد، سيطر مقاتلو المعارضة على موقع مهم للجيش السوري جنوب مدينة حلب التي تشهد منذ ثلاثة اشهر معركة عنيفة بين النظام ومعارضيه. وذكر المرصد السوري ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على حاجز معمل الزيت الذي يعتبر نقطة تمركز للقوات النظامية غرب مدينة سراقب التي تسيطر عليها المعارضة. واستولى مقاتلو المعارضة على كميات من الذخيرة ودبابة تابعة للنظام بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعات سقط على اثرها عدد كبير من القتلى في صفوف قوات النظام وتسعة من مقاتلي المعارضة. وفي درعا، قتل 14 عنصرا من قوات النظام في هجوم شنته المعارضة على حاجز في قرية خربا في المحافظة، كما قتل 41 عنصرا على الاقل من قوات النظام في مناطق مختلفة في معارك وانفجارات. وكان 92 جنديا نظاميا قتلوا اول من امس في هجمات عدة لا سيما في ادلب، في حصيلة هي الاكبر تتكبدها قوات النظام في يوم واحد منذ بدء المواجهات. وفي مؤشر جديد على استمرار التوتر على الحدود السورية - التركية، قال مسؤول تركي ان مقاتلة حربية اقلعت من دياربكر (في جنوب شرقي تركيا) لابعاد مروحية سورية اقتربت من حدود البلدين. واوضح ان الجيش السوري ارسل هذه المروحية لقصف بلدة اسمرين السورية التي سقطت في ايدي الثوار السوريين. في هذا الوقت استمر الجدل بين موسكووانقرة بشأن الطائرة السورية التي اجبرتها السلطات التركية على الهبوط في مطار انقرة وقامت بتفتيشها. وفميا استمر الموقف التركي على حاله لجهة تأكيد حمل الطائرة مواد ممنوعة اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الطائرة السورية كانت تنقل «معدات رادار مشروعة». واضاف في حديث لشكبة «ان.تي.في» التلفزيونية الروسية ان «الطائرة كانت تنقل شحنة مشروعة كان مندوب روسي شرعي يقوم بتسليمها بطريقة شرعية الى عميل شرعي»، موضحا انها «معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار». غير ان صحيفة «كومرسانت» الروسية نقلت عن مصادر في صناعة تصدير السلاح قولها ان الطائرة السورية كانت محملة ب 12 صندوقا تتضمن قطع رادار تستخدم في انظمة مضادات الصواريخ التابعة للجيش السوري.