تؤرخ سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان أنجلينا آيخهورست انتقالها إلى هذا البلد لتأدية مهمتها الديبلوماسية فيه «في اليوم الذي سقطت فيه حكومة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري»، أي في 12 كانون الثاني (يناير) 2011. جاءت «متسلحة» باللغة العربية التي تتقنها وتحدث بها المسؤولين اللبنانيين نزولاً عند طلب من يرغب منهم. لغتها مزيج من اللهجات اللبنانية والسورية والمصرية وحتى الأردنية، فهي الآتية من دمشق حيث أمضت سنتين ونصف السنة كممثلة للاتحاد الأوروبي لدى سورية وقبلها كانت في الأردن بعد أن خدمت في بلجيكا وقبلها أيضاً في مصر. تعتقد الديبلوماسية الهولندية الجنسية، بقوة أن الشعب اللبناني الذي نسجت معه علاقات اجتماعية ودية، يتفوق على غيره من شعوب المنطقة ب «ثراء المعرفة لديه نتيجة تعدد اللغات». جالت أخيراً في جنوب لبنان ومخيماته وأعجبها الاستقرار فيه مثلما جالت في شماله وأقلقها الوضع المتأزم على حدوده مع سورية. إعجابها بحسن الضيافة اللبنانية للنازحين يفوقه إعجابها بل دهشتها ب «شجاعة الشعب السوري للنزول إلى الشارع والاعتراض». و «استقرار لبنان» هاجس يقلقها وتوصي باللجوء إلى «الحكمة» للحفاظ على هدوئه. تصف ما يدور في سورية ب «الحرب القذرة»، وتسأل عن مصير البشر هناك الذين هم «أناسنا جميعاً»، لكنها في الوقت نفسه تخاف عليهم من الانزلاق أكثر في الصراع الدموي، إذا ما تدفق السلاح إلى الأطراف الكثيرة. «الحياة» حاورت آيخهورست حول أوضاع المنطقة، وتزامن الحوار مع إعلان منح الاتحاد الأوروبي جائزة «نوبل للسلام». ما هو تعليقك على المواقف التي أطلقها الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير عن أن الطائرة التي أسقطتها إسرائيل، أطلقها الحزب من لبنان، وتوعده بالمزيد؟ - إذا كان فعلاً ما يقوله فإنه بذلك يكون خرق الأجواء، وبالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي فإن خرق أجواء أي بلد، لبنان أو اسرائيل نعارضه. هذا الأمر يجب أن ننظر إليه بتمعن. لم أسمعه يتوعد بالمزيد وإنما سمعته يقول إنه أطلق طائرة. هل تعتقدين أن الأمر يمثل تصعيداً خصوصاً أن نصرالله تحدث عن آلاف الخروق الجوية الإسرائيلية؟ - أتيت على ذكر تصعيد، كل الجهود التي نبذلها جميعاً اليوم هي للمساعدة على خفض أي تصعيد، وخلال الأشهر الخمسة أو الستة الأخيرة حصل الكثير من الأحداث، ونحاول بل نشعر بأن هناك إرادة لدى الشركاء والجيران والدول في المنطقة والشركاء الدوليين بألا يحصل تصعيد للوضع، وأقول بصدق، إنه من خلال كل النقاشات التي نخوضها نسعى إلى المساعدة على عزل لبنان حتى اللحظة الحالية. لذا، الكثير من الأمور تحدث هنا هذه الأيام ولا نرد عليها سريعاً، لأنه يجب علينا أن نعرف ما هي خلفية الخطاب المستخدم، ما مقدار الجدية في محاولة إظهار التصعيد. ولدينا سبب للاعتقاد بأن لا مصلحة في التصعيد. كل الشركاء الذين يأتون إلى لبنان يشددون على الهدوء، وهذا ما سمعه الرئيس ميقاتي في نيويورك أيضاً من أطراف مختلفة. والوضع في الجنوب هادئ جداً وكنت هناك قبل أسبوعين مع سفراء الاتحاد الأوروبي، ويمكن رؤية كل الجهود المبذولة للحفاظ على هذا الهدوء. والآن التركيز على شمال لبنان، هناك الكثير من القضايا التي تحتاج إلى التعامل معها، وأعتقد أن الوضع يحتاج إلى حكمة في معالجة أمور قد تشكل تهديداً معيناً أو أمور تحتاج رد فعل فورياً أو انتقاماً مثلاً، فكروا مرتين قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. هل تشعرون بالارتياح إزاء قرار حكومة لبنان الحياد؟ - إنه ليس حياداً، الحياد مفهوم عميق، مثل أعضاء في الاتحاد الأوروبي وغير الأعضاء مثلاً سويسرا، الوضع الحيادي يعني أن تكون المؤسسات والنظام في بلدك والشعب بكامله يدعم هذا المفهوم. هو ليس شيئاً تقوله في وثيقة وتصبح محايداً، لكن النية جدية في إعلان بعبدا، إنها خطوة حكيمة للحظة الحالية لكن تحتاج إلى أن يلتزم الجميع بها، ولسنا نتحدث هنا فقط عن المؤسسات في لبنان وإنما عن الشعب نفسه. ربما على المدى البعيد قد يطور لبنان موقفاً محايداً لمَ لا؟ لكن هناك قضايا قائمة، فلبنان لا يزال في حال حرب مع إسرائيل. هناك سجال داخلي لبناني يتعلق باحتمال تدخل أطراف لبنانيين في الأزمة السورية، مثلاً سقط ل «حزب الله» ضحايا في سورية، وأطراف أخرى متهمة بدعم الثورة في سورية. - هناك اتفاق أيضاً... كل الأطراف توافقت على عدم استخدام لبنان من قبل أي طرف لبناني لافتعال مشكلة مع آخرين أو داخل لبنان. أما بالنسبة لسورية فكلنا يعلم أن هناك أطرافاً كثيرة على الأرض وأفراداً ومجرمين ومجموعات وغير ذلك، وعليك النظر إلى الصورة بكاملها. سورية مسؤولية مشتركة، وبسبب وجود أطراف مختلفة كثيرة، نجد صعوبة في التوصل إلى حل، هناك تفاهم مشترك بالنسبة إلى لبنان لكن، بالنسبة لسورية فإن السؤال هو كيف نساعد الشعب السوري. أمس قتل 70 شخصاً وقبله مئة. «حرب أهلية قذرة» هل تعتقدون أن سورية دخلت في حرب أهلية؟ - الواقع أن ما يجري في سورية هو حرب أهلية، هذا واقع، وحرب قذرة، إذ نشهد الكثير من الفظاعة، والإنسان لا يمكن أن يتخيل أن أموراً مثل هذه تحصل في الجوار، في منطقتك، وضد شعبك، شعبنا. ما الذي تتوقعونه من مهمة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي؟ - نحن نتواصل مع المبعوث الدولي ولا يزال لدينا موظفون في دمشق، لم نغلق أبوابنا أبداً، نحن هناك كبعثة اتحاد أوروبي منذ عام 1977 ولا يزال لدينا 3 أعضاء من الاتحاد الأوروبي وسفارة مفتوحة تعمل، وسفير، هناك مهمات كثيرة لدينا على الأرض، نحن على تواصل مع الناس ومع أعضاء في المعارضة ونحاول تأمين مساعدات إنسانية لكن، نحاول أيضاً مساعدة الأخضر الإبراهيمي، وما أعلمه أنه لا يزال حتى هذا الصباح ينظر في الأدوات المختلفة التي بين يديه، هكذا هو يعرف الأمور وأنا استخدم كلمته. لكن، أتفهم أن الناس لم يعد بمقدورهم الصبر. بالنسبة إلى العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سورية، بعضهم يعتقد أنها تؤثر في الشعب لا في النظام، ما هو أثر هذه العقوبات حتى الآن؟ وما هي توقعاتكم في شأنها؟ - كل العقوبات لها تأثيرات إنسانية، والكثير منها يؤثر في شكل سلبي في الشعب لكن العقوبات المفروضة لا تشمل المكملات الإنسانية، الغذاء أو الدواء أو المحروقات، علينا أن نشرح هذا الأمر في شكل متكرر لأن هناك اعتقاداً بأن الاتحاد الأوروبي حرم الناس من المواد الأساسية، وهذا ليس صحيحاً مطلقاً؛ العقوبات على الأفراد تشمل 157 شخصاً، وهذه رسالة واضحة وقوية بأننا نعرف من في النظام يستخدم العنف، والعنف هو في النهاية ما نستهدفه، وهناك اهتمام كبير بتداعيات العقوبات على الناس. لكن العقوبات وفي اللحظة التي تبدأ استخدامها تكون دخلت بعيداً في هذا النهج. لذا، نحن نواصل تقويمها وما إذا كانت تؤثر في الناس في شكل سلبي، إنه نقاش أسبوعي مطروح على الطاولة ونريد أن يكون لها التأثير المطلوب، والأمر نفسه بالنسبة إلى إيران وفي أماكن أخرى سابقاً، مثل جنوب أفريقيا وبيلاروسيا. بالنسبة إلى سورية كان لها تأثير واضح في الاقتصاد، وفي قدرة النظام في الحفاظ على سيطرته على المؤسسات. تركيا اقترحت حكومة انتقالية لحل الأزمة السورية، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أيد مثل هذه الحكومة إلا أن الموقف الأميركي اعتبر أن الاعتراف بها سابق لأوانه... - سيواصل الاتحاد الأوروبي الدعوة إلى حل سياسي للصراع. هناك بالفعل التزامات من جانبنا لدعم كل عملية انتقالية، لكن يجب أن يكون هناك إطار عمل لذلك، أو آلية أو تجمع ما يكون مقبولاً من الشعب السوري، لكن هناك الآن الكثير من المجموعات واللاعبين وكل يوم يظهر لاعب جديد، وشاهدنا مثل هذا الأمر في القاهرة قبل أيام. لا نريد أن نلعب الدور السياسي لكن لدينا المعرفة بكيفية دفع الأمور إلى الأمام وهناك اجتماع الأسبوع المقبل في قطر للمجلس الوطني لجمع المختلفين، إذا لم يتمكن كل هؤلاء الأشخاص من العمل معاً فهذا الجهد الذي سنحاول أن نبذله، وهذا ما أعنيه بالعمل في شكل إيجابي على بديل. ونعتقد في إمكان جمع الناس حول الطاولة وجعل الأمر ينجح، هناك أطراف كثيرة ملتزمة بمساعدة الشعب السوري. وهذا أحد التحديات التي نواجهها. هل تخشون من وصول «الإخوان المسلمين» إلى الحكم في سورية؟ - لا يمكن بناء سياسة قائمة على الخوف وبناء بلد قائم على الخوف، ولا يمكن مواجهة حرب إذا كانت مثل هذه المخاوف موجودة، وبدلاً من الخوف مما قد يحصل، فلنحاول العمل في شكل إيجابي على بناء بدائل، وأقول الأمر نفسه إلى المسؤولين اللبنانيين، يسألون من البديل لبشار (الأسد)، ولا نعرف من الذي سيأتي، وأسألهم دائماً العمل على بناء بدائل تريدون رؤيتها، بدلاً من الاكتفاء بالأسئلة، وقلنا ذلك في إيران، لأن التواصل واللغة مهمان جداً، ونرى ذلك في خطب المسؤولين السوريين، إذا تحدث مسؤول في بلد عن حماية الأقليات مثلاً، تعتقد هذه الأقلية في شكل مفاجئ أنه حاميها، بطريقة ما يجب التخلص من هذه اللغة ويجب ألا نتحدث عن الأقلية وإنما عن الناس الذين يتقاسمون الحقوق والواجبات نفسها في مجتمع متعدد الثقافات والأديان، هناك الكثير مما يتوجب عمله. وأعتقد أن الضعف الذي تعانيه المعارضة يكمن في الخطاب الذي يستخدم. إنه يحبط الناس. لا تعتقدوا بفكرة أن شيئاً فظيعاً سيحصل لاحقاً لأن هذا تحديداً ما يقوله الرئيس بشار الأسد للجميع، وأنتم تصدقونه ومن ثم تتراجعون. كلا، فتشوا عن البدائل. شجاعة الشعب السوري خدمت في سورية سنتين ونصف السنة وتعرفين سورية أكثر من غيرك... - لا أدعي ذلك، لكن أحب سورية. هل فاجأك ما حدث في سورية، وكيف تنظرين إلى المعارضة؟ - حقيقة كانت هناك لحظات فوجئت فيها كثيراً بشجاعة الشعب السوري، وأقولها دائماً، الشجاعة في الخروج إلى الشارع والاعتراض والتظاهر، ثم كانت هناك خيبة الأمل من قيادة سورية لا تريد التغيير ولا تصلها الرسالة، وهناك مستوى العنف المستخدم، والذي يشمل الجميع، وهناك خيبة الأمل من عدم القدرة على حماية المؤسسات والحدود وجعل أي كان يستخدم سورية كملعب، وعدم القدرة على منع ذلك من الحصول، وهناك أيضاً عدم القدرة على تأمين المواد الغذائية والطبية للناس، حتى الآن لا نستطيع، وأنا لا أتحدث عن السياسة، إنما عن مساعدات إنسانية لا يمكن إيصالها إلى الناس، خصوصاً في الشمال، دير الزور، البوكمال وغيرهما من المناطق التي سبق أن زرتها، ما مصير هؤلاء الناس هناك؟ ماذا عن تسليح المعارضة؟ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان قال إنه ضد إدخال السلاح إلى سورية؟ - يقول ذلك من موقعه في الأممالمتحدة، وهو على حق، وكثيرون منا قالوا هذا الأمر منذ البداية. بعضهم يقول كيف يمكن المعارضة أن تصمد وتدافع عن نفسها؟ - إننا الآن في دوامة ويجب كسرها، نحن لا نتحدث عن النظام والمعارضة، أي عن طرفين، هناك الكثير من الأطراف، وكلهم يعتقدون أن الحل عسكري، لكن من الواضح أننا في اتجاه كارثة كبيرة، طريقة التفكير هذه تدمير شامل، لذا هناك خطوة جمع المعارضة، ويجب العمل أيضاً على منع دخول السلاح إلى سورية، إلى النظام والمعارضة، والمجرمين وغيرهم. كل التقارير تتوقع تفاقم أزمة النازحين السوريين، هل أنتم راضون عن تعامل الحكومة اللبنانية مع هذه الأزمة على رغم العجز في تحمل النفقات؟ - أشكر الشعب اللبناني الذي احتضن النازحين على ضيافته ومن كل المناطق، وقد يكون في المستقبل المزيد من النازحين السوريين في لبنان. لكن اللبنانيين لا يمكنهم الاستمرار على هذا الشكل في استضافة النازحين في منازلهم. - عملنا مع الحكومة اللبنانية منذ اليوم الأول للأزمة وكانت هناك إرادة عارمة بالمساعدة، من قبل المؤسسات والجمعيات الأهلية والأفراد، واجهنا مثل هذه الأمور خلال الأزمة العراقية وغيرها، لكن في لبنان الأمر فريد الكل يساهم، حتى الأجهزة الأمنية، في أي وقت تطلب المساعدة تتوافر خلال 24 ساعة، ما يجب العمل عليه هو تقوية المؤسسات، لأن الحاجات تتصاعد ونحن هنا نتحدث عن 80 ألف نازح وربما 90 ألفاً، هؤلاء الذين تم تسجيلهم رسمياً من مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. الأرقام تتسارع صعوداً والناس محتاجون. وهناك مال كثير مطلوب، وإذا كانت هناك مؤسسات قوية وفاعلة يمكن العمل معها، لكنها ليست قوية كفاية، فإن من الواجب بناء ميكانيكية بديلة، ونعمل كثيراً مع الجمعيات الأهلية، لكننا نفضل العمل من خلال الحكومة. وما أعلنه رئيس الحكومة عن التنسيق من خلال مكتبه يعتبر خطوة على الطريق. زار وفد من سفراء الاتحاد الأوروبي في مفوضية السياسة والأمن لبنان نهاية الشهر الماضي، ماذا كانت الحصيلة؟ - كانت رسالة دعم قوية للبنان، لأن السفراء عادة يقررون في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، والمرة الأولى التي يجتمع فيها سفراء 27 دولة هي خطوة تعني أننا هنا لدعم لبنان على مستوى الجيش والخدمات الأمنية والتحضير للانتخابات والتعامل مع قضية النازحين، وليس فقط دعماً معنوياً وإنما هو دعم مادي أيضاً بإمكان زيادة المساعدة المالية على كل المستويات وهذا كان شيئاً حسناً، فحين يعودون إلى بلدانهم، هذه الأفكار موجودة لديهم، علماً أنهم زاروا المخيمات الفلسطينية وعاينوها عن كثب، ما يعني تأثير هذه الزيارة يساوي نحو مئة رسالة إلكترونية. والانطباع لديهم هو الحاجة إلى منع التصعيد، إنه ضروري، وأقول إلى كل القادة اللبنانيين بمن فيهم السيد نصرالله، إنه أمر مهم. هل التقيته؟ - طلبت لقاء عندما جئت إلى لبنان كما فعلت مع الأطراف الأخرى، ألتقي مع الجميع لكنني لم ألتقه، ألتقي نواباً من «حزب الله»، وهناك حوار دائم مع الجميع لمنع أي تصعيد. عقد أخيراً اجتماع في شأن الإصلاحات في لبنان في بروكسيل في إطار اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، ما هو تقويم الاتحاد الأوروبي للإصلاحات التي تمت حتى الآن في لبنان؟ - الرسالة دائماً نفسها، في هذا البلد بشعبه وحوافزه يمكنه إنجاز الكثير لكن، لا تفعلون شيئاً. وأستطيع أن أعطي أمثلة كثيرة على هذا الأمر، نحن نقدر جهدهم من أجل الحفاظ على التوازن، علماً أن الرئيس ميقاتي وعد بأفعال وقالها للشعب اللبناني إنما ما فعله الكثير من الاجتماعات والحوارات وخطط العمل واللجان، والأسبوع المقبل سيعقد مجلس الشراكة في بروكسيل برئاسة الوزيرين (عدنان) منصور ونقولا نحاس. الأمر إيجابي ويظهر أن لبنان اتخذ قراراً استراتيجياً بالعمل مع أوروبا، والأمر نفسه كان في الماضي، وربما كان أقوى... وكان الأمر في عهد الرئيس فؤاد السنيورة، وكل من ألتقيه اليوم يؤكد ذلك بقوة. ونأمل في أن تصبح الشراكة أقوى مع لبنان. نوبل والسلام في الشرق الأوسط أخيراً ماذا يعني اختيار الاتحاد الأوروبي لجائزة نوبل للسلام 2012؟ - إنه اعتراف تاريخي وتقدير للجهود التي يضطلع بها حالياً الاتحاد الأوروبي. تاريخياً جمع الاتحاد الدول الخارجة من الدمار الذي سببته ثلاثة حروب ووحدت رؤيتها إلى السلام. لم يعد لدينا أي حرب بين الدول الأعضاء خلال السنوات الستين الماضية. ونستمر في جمع الناس معاً لبناء الجسور، والمساعدة على التعافي من الكوارث وتقديم المساعدة في التنمية المستدامة. وسنواصل جهودنا لمنع النزاعات وحلها. نال الاتحاد الأوروبي الجائزة في وقت يبدو غير قادر على تحقيق السلام، في سورية ولا في الصراع العربي - الإسرائيلي؟ - الجائزة اعتراف ليس فقط بالإنجازات التي تحققت ولكن، أيضاً بالجهود الجارية. الاتحاد الأوروبي يواصل السعي من أجل تحقيق السلام في الصراع العربي - الإسرائيلي، ويكرس وقتاً طويلاً وموارد لهذا المسعى. وكما قلت من قبل، نحن أوفياء لالتزاماتنا من أجل التوصل إلى حل سلمي وعادل لسورية وشعبها. ونضع كل الجهود للمساعدة في نزع فتيل أي توتر محتمل في المنطقة.