اكد وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في حوار مطول اجرته معه «الحياة» ان الأولوية في عملية السلام هي للمسار الفلسطيني، لكنه اكد انه «من اجل احلال سلام شامل في الشرق الأوسط يجب معالجة المسار السوري ايضاً»، مشدداً على ان «الشريك الأفضل لتسهيل التوصل إلى تسوية نهائية بين سورية وإسرائيل هو تركيا»، وأن بلاده لا تسعى الى ان تكون وسيطاً في هذا الصدد. وقال ان الهدف من اللقاء الثلاثي بينه وبين وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والتركي احمد داود اوغلو يهدف الى البدء «بتحديد ودرس واستكشاف الطريقة المثلى للحفاظ على المسار السوري وإعادة إطلاقه». وقال موراتينوس ان العام المقبل يصادف الذكرى العشرين لمؤتمر مدريد للسلام، معتبراً ان من المبكر الحديث عن مؤتمر «مدريد 2» لمسارات السلام المتوازية. لكنه قال ان الإدارة الأميركية حددت التوصل الى اتفاق في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل بفترة سنة واحدة، اي انها تنتهي عام 2011، مشيراً الى ان هذا العام يصادف الذكرى العشرين لمؤتمر مدريد. وعن الوضع اللبناني، قال ان «الأوضاع تبدلت إلى حدّ كبير»، وإن «اللبنانيين يختبرون واحدة من أفضل حقبات الازدهار والسلام منذ سنوات طويلة». لكنه اضاف انه لا بدّ من احترام المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريري، داعياً الى المضي قدماً حتى النهاية. كما دعا الى الحفاظ على الدور السوري البنّاء في الجنوب اللبناني، وقال ان على إيران أن تلتزم جدياً مع مجموعة الخمسة زائداً واحداً والملف النووي. في ما يلي نص المقابلة: عقدت َ اجتماعاً ثلاثياً مع وزيري الخارجية السوري والتركي، أولاً لِم هذا الاجتماع الثلاثي؟ ولِم تركيا وسورية وإسبانيا؟ وما الذي تضمنه جدول أعمال هذا الاجتماع؟ - تعلمين أنه تجمعنا مع كلّ من تركيا وسورية علاقات مميزة، كما نود أن نبعث رسالة واضحة مفادها: من أجل إحلال سلام شامل في الشرق الأوسط، يجب معالجة المسار السوري أيضاً. من وجهة نظري ووجهة نظر الآخرين الذين يريدون إحراز تقدم في المسألة الفلسطينية، لا شك في أن الأولوية الآن هي للمسار الفلسطيني، لكن علينا إشراك الجانب السوري أيضاً. يرى الجميع ضرورة وضع حد للاستيطان وللصراع بغية التوصل إلى موقف بنّاء وإيجابي من أجل إعادة إطلاق عملية السلام ككل. لعبت تركيا دوراً في حض الطرفين السوري والإسرائيلي على إجراء مفاوضات. وطبعاً توقفت هذه المساعي بسبب بعض التدهور الذي طاول العلاقات مع إسرائيل بسبب قافلة الحرية وغيرها من المسائل. هل تسعى إسبانيا إلى إصلاح العلاقات بين تركيا وإسرائيل وسورية؟ وكيف يتماشى هذا الأمر مع ما تقوم به فرنسا؟ - نحن نعتبر، وعلى اقتناع مطلق، أن الشريك الأفضل لتسهيل التوصل إلى تسوية نهائية بين سورية وإسرائيل هو تركيا، فهي لعبت دوراً رائعاً وإيجابياً للغاية خلال عهد رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، كما تجمعها علاقات مميزة مع سورية. عملت تركيا بجهد وكانت على وشك التوصل إلى اتفاق خلال تلك المرحلة، وسيكون من المؤسف خسارة كلّ هذا الإرث. صحيح أن العلاقة بين إسرائيل وتركيا ليست في أفضل مراحلها، لكنني متأكد من أنها ستتحسن. لا شك في أن العلاقات التي تجمعنا مع إسرائيل وتركيا جيدة. نحن لا نسعى الى ان نكون وسيطاً، لكننا طبعاً على علاقة وثيقة مع الطرفين. وأعتقد أنه لمصلحة المنطقة وإعادة إطلاق المسار السوري، يُستحسن أن تستأنف إسرائيل وتركيا العلاقات الطبيعية، وأن تسعيا إلى توطيدها، وأرجو أن يتحقق هذا. هل عند هذا الحد يكمن دوركم كإسبان بين إسرائيل وتركيا؟ - أعتقد أنّ إسبانيا تضطلع بدور مهم من الأساس. ونحن نتمتع بصدقية وباحترام كل الأطراف الفاعلة. وعلينا أن نتذكّر بأننا سنحتفل العام المقبل بالذكرى العشرين لمؤتمر السلام في مدريد. وأعتقد أن إسبانيا أرست علاقات ممتازة مع الدول العربية: الأطراف الفاعلة الرئيسة في الشرق الأوسط، على غرار مصر أو الأردن، فضلاً عن فلسطين وسورية، وأيضاً مع إسرائيل. ما السبب إذن وراء الاجتماع الثلاثي؟ ما السبب وراء اجتماع بين وزراء الخارجية الثلاثة؟ - كما قلت لك في البداية، نعتقد أنه ينبغي علينا أن نبدأ بتحديد ودرس واستكشاف الطريقة المثلى للحفاظ على المسار السوري وإعادة إطلاقه. ماذا عن الدور الفرنسي؟ - دور فرنسا مهم، كما أثبت الرئيس (نيكولا) ساركوزي العام الماضي. إنّ إسبانياوفرنسا تدعمان الاتحاد من أجل المتوسط. ونحن نحاول أن نرى، وهذا أيضاً جزء من الاجتماع، كيف يستمر الجو السياسي في الاتجاه الصحيح. وناقشنا في إطار الاجتماع المذكور قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقررة مبدئياً في تشرين الثاني (نوفمبر). وسيكون ساركوزي رئيس القمة، أي سيكون لفرنسا دور. وستكون مصر وإسبانيا الدولتين المضيفتين. لذا نأمل بأن يتمكّن كل القادة من القدوم. لكن، وحرصاً على القمة، من الضروري أن تتواصل المحادثات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل، وأن نبني علاقة أفضل بين إسرائيل وتركيا، وأن يعود المسار السوري. هل اتفقتم مع وزيري الخارجية السوري والتركي على الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق المحادثات المباشرة بين سورية وإسرائيل؟ - نعتبر تركيا أفضل شريك في المحادثات غير المباشرة. نظراًَ إلى ما تم إنجازه، ونظراً إلى الدور الذي اضطلعت به تركيا. لقد لعبت تركيا على الدوام دور الطرف الثالث في المحادثات غير المباشرة. وأعتقد لغاية الآن أنه ليس من محادثات مباشرة مرتقبة استناداً إلى ما أخبرنا به السوريون، ونحن نحترم قولهم. ولهذا نركز الآن أكثر فأكثر على الدور التركي. هل حصل، أو هل تلمّست استعداداً سورياً لإعادة إطلاق الدور التركي مع إسرائيل، وهل تلمّست أن الأمر مرتبط بشروط مسبقة؟ - اعتقد أن السوريين يشعرون بالثقة والتأكّد الكامليْن حيال الالتزام التركي، ويبقى أن نرى كيف يمكننا تحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل. قلت إن السنة المقبلة تصادف الذكرى العشرين لمؤتمر مدريد، فهل علينا أن نفهم أنه من خلال تعزيز الدور الإسباني، سينتعش دور مدريد كمرجع في المفاوضات، خصوصاً المفاوضات السورية - الإسرائيلية؟ - في الواقع، تعتبر مرجعية مدريد بالغة الأهمية بالنسبة إلى سورية، ولطالما كان الأمر كذلك. لهذا السبب، وفّر مؤتمر مدريد ضمانة وثقة للقيادة السوريّة. لكن هل نتحدث عن مدريد آخر يحض على التقاء المسارات المتوازية المختلفة؟ - لا يزال الوقت مبكراً، لكن صحيح أنه في مدريد تنطوي الذكرى على رمزية. لكن ما هو صحيح بلا أدنى شك هو أن الإدارة الأميركية، الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والسيناتور جورج ميتشل، أطلقوا المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية وحددوها في فترة سنة. أي أن سنة واحدة تعني سنة واحدة. وسنة واحدة تعني عام 2011. وعام 2011 يشير إلى الذكرى العشرين لمؤتمر مدريد. في بعض الأحيان، تحض التواريخ والسنوات الجميع على الاستنتاج أن الوقت مناسب للتوصّل إلى تسوية نهائية. ونحن كنّا نبذل قصارى جهدنا ونختبر لحظات ضعف وقوة ونواجه الصعوبات منذ مؤتمر السلام في مدريد. لكن الأمور ليست كلها سلبية، اذ حصل الاتفاق الأردني - الإسرائيلي. وحتى أننا كنّا في بعض الأوقات قريبين جداً من التوصل إلى اتفاقات سلام مع الفلسطينيين. ومع أن السوريين لم يتوصلوا إلى تسوية نهائية، أحرزوا تقدماً ملموساً. ونعرف إلى حدّ ما كيف سيكون مشهد السلام النهائي بفضل سنوات العمل الدؤوب العشرين هذه. وماذا عن لبنان؟ - مع انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، يشهد لبنان استقراراً، وحتّى لو كنا لا نزال في حاجة إلى إبرام اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل، فالوضع متحسّن إلى حدّ كبير. أذكر أنه في الفترة الأخيرة، وخلال عام 2006، حصلت حرب في لبنان، ونحن نعمل الآن على ترسيخ القرار 1701 وتطبيقه، وأعتقد أن اللبنانيين يختبرون واحدة من أفضل حقبات الازدهار والسلام منذ سنوات طويلة. باستثناء انّهم يعيشون على أعصابهم، لأنّ الجميع كان يقول إنّ الوضع الأمني في لبنان على وشك الانفجار. - أتفهّم ذلك، إنهم يعيشون في توتر شديد وشعورهم بالقلق حق مشروع. لكن في الوقت ذاته، عندما أنظر إلى الأوقات العصيبة في لبنان، لا يسعني سوى أن أتوجّه برسالة إلى الشعب اللبناني لأقول له إنه بإمكانه الآن أن يرتاد المطاعم والمقاهي ويتمتّع بالحياة. نعم، ينتابهم التوتر لأنّ الشكوك تراودهم، إنما لم تعد هناك متفجرات في كلّ يوم، وما عادت هناك ضحايا بل هناك تطلع إلى عملية مصالحة وإنشاء حكومة وحدة وطنية، كما أنّ العلاقة التي تجمع رئيس الوزراء سعد الحريري والرئيس السوري بشار الأسد جيّدة جداً، فضلاً عن العلاقة الجيّدة مع كل الحكومات العربية، تبدّلت الأوضاع إلى حدّ كبير بكلّ ما للكلمة من معنى. ناهيك عن أنّ اللبنانيين يعيشون الآن نوعاً من الكابوس خشية مما ستتوصل إليه المحكمة، وهناك أطراف تطالب بإلغاء المحكمة الخاصة باغتيال الحريري. - لا بدّ من احترام المحكمة. إنّ ما حصل، أي اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، يعتبر مأسوياً وغير مقبول، وتتضافر جهود الجميع، بمن فيهم إسبانيا والاتحاد الأوروبي، للعمل من أجل المحكمة والعمل لمعرفة ما حدث. أعي أن تلك الفترة حساسة وصعبة، لكنني أعتقد أنّ اللبنانيين سيتمكنون من النظر إلى المستقبل متى تنجلي. اسمح لي معالي وزير الخارجية أن أقول إنني أحبّ تفاؤلك هذا، لكن فلنتوقف عند بعض الوقائع. ألا يطالب العديد من حلفاء سورية في لبنان، مثلهم مثل «حزب الله» وحلفائه في الداخل، بإلغاء المحكمة؟ وهم يمارسون الضغوط على سعد الحريري وغيره من المسؤولين لحضهم على الإقرار بأنّ المحكمة ستزعزع استقرار لبنان ليس إلا، مشددين على ضرورة إلغائها. - كلا، أعتقد أنّه متى تمّ تشكيل المحكمة، فلا بدّ من المضي قدماً حتى النهاية في هذا الخصوص. هل تتوجه بتلك الكلمات إلى أصدقائك السوريين؟ - طبعاً. ماذا يقولون؟ - في الواقع، يكنّون لي الاحترام وتجمعنا علاقات طيّبة للغاية. وهل يوافقونك الرأي؟ - لا أدري إذا كانوا يوافقونني، لكنني عبّرت لهم عن رأيي، فأنا صريح جداً معهم ولا أرى الآن أيّ سبب لاستبعاد المحكمة. يحاول بعض الدول الأوروبيّة التأثير في المحكمة لتأجيل صدور الاتّهام الظني، هل أنتم جزء من هذا البعض؟ - لا، لا. نحن نمنح المحكمة استقلالاً وتعاوناً تامّين، فهذه هي الطريقة التي يجب اتّباعها في ما يخص الوضع اللبناني، أو أيّ محكمة دوليّة. هذه هي السياسة العامّة التي تنتهجها إسبانيا. إذاً أنتَ لا تعلم ما إذا سيجرى تأجيل صدور الاتّهام الظني الذي يُحكى عنه؟ - لا ادري، وليس عندي اي فكرة. اسبانيا لديها جنود في صفوف «يونفيل». - لدينا جنود والقيادة في يدنا أيضاً، فالجنرال أسارتا هو قائد قوّات يونفيل، وأظنّ أنّ هذا يظهر الالتزام الأوروبي. وفي بعض الأحيان، لا يدرك الناس مدى الالتزام أوروبًياً. لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الجهات المساهمة الرئيسيّة في يونفيل هي فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وأظنّ أنّنا نوفّر الأمن والتطبيق الجيّد للقرار 1701. فلنتكلّم عن «يونفيل» والأحداث المختلفة. - كما تعرفين، حصلت بعض الأحداث، لكن لم يحصل حدث كبير. ويمكن أن أؤكّد لكِ ذلك. اذ ذهبت إلى معسكر الكتيبة الإسبانيّة مرّات ووجدتُ أنّ الجنود على علاقة جيّدة بالسكّان ورؤساء البلديّات والبلديّات. وبينهم علاقات حسنة جدّاً، لذا يسود تعاون جيّد. يواصل الإسرائيليّون التهديد أنّه في حال استمرّ الوضع والحالة الراهنة مع أسلحة «حزب الله» وتكرّرت أحداث كهذه، لن يقفون مكتوفي الأيدي. إذاً التهديدات موجودة. - كما تعلمين، مررنا بلحظات صعبة منذ ستّة أو سبعة أشهر. وأذكر أنّني كنتُ شخصيّاً في إسرائيل عندما جرى كلّ هذا الجدل عن تصعيد الوضع. ونقلتُ رسالة من الحكومة الإسرائيليّة (بنيامين نتانياهو) إلى السوريين تفيد بأنّ عليهم تهدئة الوضع والتفكير في طريقة للمشاركة. وأظنّ أن الشكوك والأحداث لطالما كانت موجودة، لكن يجب أن أقرّ بأنّ المناخ العامّ أفضل. هل كان للسوريين دور في تهدئة الوضع في جنوب لبنان؟ - لطالما دافع السوريّون عن الدور السوري الذي يعتبرون أنّه كان إيجابيّاً، وعلينا الحفاظ على هذا الدور البنّاء، وأنا أدعم الرئيس بشّار الأسد بشكل تامّ وأثق به ثقة كاملة . في لبنان؟ هل يجب أن يكون لهم دورٌ في لبنان؟ - لديهم أفضل العلاقات. ومثال على ذلك زيارات رئيس الوزراء الحريري المختلفة لدمشق، والتعاون الجيّد القائم. أعتقد أن العلاقات أفضل بكثير. وماذا عن إيران، على ما يبدو هي تقول إنه كلما ازداد الضغط عليها اقتصادياً من الأوروبيين والعالم من خلال العقوبات، كلما ازدادت إمكانية أن تنتقم من ذلك في مكان مثل لبنان؟ - على إيران أن تلتزم جدياً مع مجموعة الخمسة زائداً واحداً والملف النووي. هم يغضبون. - الغضب لا يغيّر أي شيء. لا أقول ان عليهم القيام بذلك، أقول فقط إن هناك مخاوف. - إلا أنهم يدركون أن الاتحاد الأوروبي منفتحٌ والسيدة (مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين) أشتون على استعداد للالتزام جدياً، غير أنه لا بد لهم أن يمنحونا إجابات واضحة مفادها أنهم سيعمدون إلى معالجة المسألة النووية. لم يمنحوكم إجابة واضحة وسمعتم ما صدر عن (الرئيس الإيراني) السيد أحمدي نجاد في الجمعية العامة في الأممالمتحدة. - بمساعدة أصدقاء على غرار تركيا والبرازيل ودول أخرى، باستطاعتنا المساهمة في حدوث ذلك. * هل اعتبرتم أن خطاب أحمدي نجاد في الجمعية العامة كان بمثابة إجابة موجهة الى الأوروبيين والعالم؟ - حسناً، إن الإشارة إلى أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) كانت غير مقبولة. وأنا أدين هذا الأمر. أعتقد أنكم تأتون إلى الأممالمتحدة للتعاون، ومثلما قال الرئيس (باراك) أوباما في خطابه، الحفاظ على موقف ثابت، نحترم موقف أيّ طرف، إلا أننا نطلب في المقابل من الآخرين احترام الطرف الآخر. لقد حظيتم بهذا الحوار المستمر وتقومون بعد ذلك بالانتقاد على هذا النحو، وأنا أعتبر غير مقبول أن يقوم رئيس إيران بهذه الإشارة. رغم ذلك، هل التزام الانخراط مستمرّ؟ - أعتقد أنه في عالم الديبلوماسية، ان الانخراط هو الحلّ الوحيد. وأنا دائماً أختار الديبلوماسية. دعني أختتم هذا الأمر في شأن احتمال قيام إيران بالانتقام من اشتداد العقوبات عليها. تسود مخاوف كثيرة حيال قيام إيران بالانتقام في أماكن على غرار لبنان، وذلك بطريقةٍ من شأنها أن تفجّر البلاد، أو قيامها بالانتقام في دول الخليج مثل الكويت والبحرين. - لا أعلم ما الذي ستفعله إيران، لكن أعلم ما الذي سنفعله نحن. سنحافظ على وجودنا في لبنان من أجل الدفاع عن سلامة الأراضي في لبنان، والسعي من أجل السلام في لبنان وفي إسرائيل وفي المنطقة كافة، أياً كانت الطريقة التي كانت تفكر فيها إيران، علينا ان نفي بالتزامنا. وهذا سيكون جوابنا، جوابنا الدائم عن السلام والتعاون في الشرق الأوسط.