مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    الأمن.. ظلال وارفة    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون العمرة    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    «إسرائيل» ترتكب «إبادة جماعية» في غزة    التحليق في أجواء مناطق الصراعات.. مخاوف لا تنتهي    من «خط البلدة» إلى «المترو»    أهلا بالعالم    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    كرة القدم قبل القبيلة؟!    قائمة أغلى عشرة لاعبين في «خليجي زين 25» تخلو من لاعبي «الأخضر»    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    ضبط شخص افتعل الفوضى بإحدى الفعاليات وصدم بوابة الدخول بمركبته    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    النائب العام يستقبل نظيره التركي    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    استثمار و(استحمار) !    وسومها في خشومها    وانقلب السحر على الساحر!    منتخبنا كان عظيماً !    الضحكة الساخرة.. أحشفاً وسوء كيلة !    الأخضر يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة العراق في خليجي 26    نيابة عن "الفيصل".. "بن جلوي" يلتقي برؤساء الاتحادات الرياضية المنتخبين    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    إحباط تهريب (140) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    آل الشيخ: المملكة تؤكد الريادة بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن حكومة وشعبا    موارد وتنمية جازان تحتفي بالموظفين والموظفات المتميزين لعام 2024م    "التطوع البلدي بالطائف" تحقق 403 مبادرة وعائدًا اقتصاديًا بلغ أكثر من 3مليون ريال    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصرالله يجدد اتهام الفريق الآخر ب«التبعية»: لو كانت الحكومة ل «حزب الله» لتشكلت في يومين
نشر في الحياة يوم 17 - 02 - 2011

أكد الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي ليس رئيس حكومة «حزب الله»، موضحاً أن «لو كان هذا صحيحاً، لتشكلت الحكومة في اليوم الثاني» لتكليف ميقاتي. ودعا القوى السياسية التي سمّت ميقاتي الى أن «تشد همتها وتشكل حكومة» في حال رفضت «قوى 14 آذار» المشاركة في الحكومة الجديدة.
كلام نصرالله جاء خلال احتفال أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، في الذكرى السنوية لاغتيال «الشهداء القادة» الأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والقيادي عماد مغنية.
واستهل نصرالله حديثه بالحديث عن «انتصار ثورة الشعب المصري وشبابه على الطاغية»، مذكراً بالثورة الإسلامية في إيران وإسقاط نظام الشاه، ومعتبراً أن «من حسن التوفيق والتقدير أن يصبح 11 شباط (فبراير) يوماً لسقوط أهم وأكبر وأقوى حليفين لأميركا وإسرائيل في المنطقة: نظام الشاه في إيران ونظام حسني مبارك في مصر». ولفت إلى أن «من المناسبات المهمة حادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، هذه الحادثة الدامية التي كانت لها آثار خطيرة في لبنان والمنطقة وما زلنا نعيش تداعياتها».
وقال: «نحن لا ننظر الى شهدائنا وقادتنا ومقاومتنا كأمر منفصل عن الحراك العام في لبنان والمنطقة والأمة. نحن جزء واستمرار للقادة المقاومين والمؤسسين في المقاومة اللبنانية وعلى رأسهم الإمام المغيب السيد موسى الصدر وقادة كثر في المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعربية. نحن لا ننظر الى شهدائنا وقادتنا إلا كجزء من حركة الصحوة والوعي في المنطقة، ومن حركات المقاومة والتحدي كما هو حال لبنان في معادلات المنطقة، يؤثر فيها ويتأثر بها».
وزاد نصرالله: «نحن مقبلون في لبنان في الأسابيع القليلة على ما عنوانه الغزو الأميركي الجديد للبنان - الغزو السياسي أكيد، بالعسكر فشروا - وهذا ما سأنطلق منه لأتحدث عن المنطقة واسرائيل ولبنان. حركات المقاومة هي التي تحقق العدالة والاستقرار والسلام. على هذا الأساس نحن نبني رؤيتنا ونواصل طريقنا، تعالوا لنعود الى اصل المسألة وجذورها، طالما أن هذه الأيام هي ايام العودة الى الجذور (غامزاً من قناة الخطاب الأخير لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في بيال): المشكلة الأساسية في المنطقة من 60 عاماً لها وجهان أو جزءان مكملان، الأول هو وجود الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة - إسرائيل وهي التي بدأت الحرب»، مخاطباً الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «اللذين يتحدثان كل يوم عن العدالة والاستقرار. العدالة لها وجهان الأول أن يعود الحق الى اصحابه، يعني ان تعود الأرض والممتلكات الى اصحابها الذين ما زالوا يحتفظون بمفاتيح البيوت، وأن يعود ملايين اللاجئين الفلسطينيين من الشتات وأراضي عام 1967 الى أرضهم... والثاني، ان يتم الاقتصاص من مجرمي الحرب ومرتكبي المجازر. في ظل عدالة كهذه سيكون هناك سلام وأمن واستقرار في المنطقة». ولفت الى أن «الجزء الثاني من مشكلة المنطقة هي هذه المنظومة الأميركية الغربية التي اقيمت من خلال مجموعة انظمة ديكتاتورية تحكم شعوبها بالحديد والنار، وحكمتها على مدى عشرات السنين مشفوعة ومسنودة بقوى سياسية ونخب ثقافية واعلامية ودينية، ومهمة هذه المنظومة حماية المصالح الحيوية لأميركا على كل الصعد، وفي قلبها اسرائيل التي كانت ولا تزال هي المعيار». وأكد أن «بقدر ما يكون النظام في اي بلد عربي او اسلامي أو التنظيم أو المجموعة او التيار اقرب الى اسرائيل، أحفظ لمصالحها، بقدر ما يكون اقرب وأهم عند الإدارات الأميركية المتعاقبة... أما أن يكون نظاماً مقاوماً وممانعاً ورافضاً بالحد الأدنى لإسرائيل، حتى لو لم يقاتلها، فإنه يتعرض للحصار والعقوبات والضغط والتآمر والعزل». وأشار الى أن «اسرائيل المدعومة والمتكبرة من جهة ومنظومة الأنظمة الأميركية في المنطقة أوصلت شعوب المنطقة وأمتنا الى مرحلة اليأس من إمكان تحقيق أي انتصار».
ما حصل في مصر تاريخي
وقال: «خلال 30 عاماً استمرت المواجهة في منطقتنا وفي ظروف صعبة جداً، صمدت سورية وواصل الشعب الفلسطيني جهاده وانتفاضته وكانت المقاومة في لبنان، وحصلت تطورات كبرى في العراق وأفغانستان، ثم في تونس وكان التطور الأضخم في مصر، إضافة الى ما يجري في اكثر من بلد عربي من البحرين، الى اليمن الى الأردن... لا شك في أن ما حصل في مصر تاريخي وكبير، ونوجّه التحية الى شعب مصر وشبابها، لما قدموه للأمة. ولهم من مقاومتنا ومن حزب الله شكر خاص، لأن هذه الثورة هي السبب الحقيقي في تحرير الأخ الأسير أحمد منصور»، وأضاف: «اليوم هناك نقاش الى أين ستؤول الثورة، وماذا تحقق، وهل ستبقى كامب ديفيد؟ الوقت لا يتسع لنقول ما عندنا في هذا الامر، لكن اياً تكن ما ستؤول اليه الأوضاع، هناك تغيرات وتحولات كبرى وما بعد حسني مبارك يختلف عن زمانه. والانعكاس الأهم هو على اسرائيل»، مؤكداً أن «هناك منظومة اميركية بدأت تتداعى وتتساقط، واتركوها في البال عندنا نتحدث عن لبنان لأن قصة لبنان ليست فقط 8 و14 آذار. الانعكاس الأهم على اسرائيل وعلى مجمل المنظومة الأميركية في المنطقة ومنها في لبنان، لأن لحسني مبارك أيتاماً في مصر وفلسطين ولبنان».
واعتبر أن «الخاسر الأكبر من التطورات والتحولات في المنطقة هي اميركا التي تحاول أن تحتوي هذه التحولات وتقلل الخسائر وهي ايضاً اسرائيل والمنظومة والاميركية. يعني كل من ربط مصيره وقراره ومستقبله بالأميركيين»، لافتاً الى أن «على المستوى الإسرائيلي هناك حال من الهلع والقلق، وجهود كبيرة لإعادة النظر بالاستراتيجيات». وأضاف: «كلنا يعرف ما هو موقع نظام حسني مبارك في حرب غزة، وفي حرب تموز، وغير نظام حسني مبارك من الأنظمة التي ما زالت قائمة وستتداعى. ومما لا شك فيه أن من جملة الوجوه التي اسودّت في العالم العربي عندما انتصرت المقاومة في حرب تموز كان وجه حسني مبارك»، معتبراً أن «هذا التحول بالنسبة الى الإسرائيلي كبير جداً. حتى لو لم تحارب مصر، لكن الأوضاع المستجدة ستكون دائماً مدعاة قلق للعدو الإسرائيلي وخوف من تحولات في مصر مفاجئة وبعيدة من الحسابات كما حصل في إسقاط النظام».
واستعرض نصرالله مقالات إسرائيلية وخطابات تتحدث عن نقاش وجدال داخل هيئة الأركان الإسرائيلية كانت تتحدث عن عدم قدرة المقاومة في لبنان او فلسطين قبل 30 عاماً على احتلال أراضٍ في شمال فلسطين أو الجليل، ورد على كلام ايهود باراك للجنود الاسرائيليين بأن يكونوا مستعدين للدخول في حال وقعت حرب الى لبنان، وقال: «أقول لباراك وأشكينازي وبني غينيتس، أقول لمجاهدي المقاومة الإسلامية كونوا مستعدين ليوم اذا فرضت فيه الحرب على لبنان قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل وتحريرها، وأقول لأشكينازي أنت مخطئ بتقديراتك. انتم عندما قتلتم الشيخ راغب والشيخ عباس والحاج عماد وستكتشفون انكم ارتكبتم حماقة كبيرة، واخطأتم عندما اصريتم على مواجهة بلد وشعب مصمم على ان يحفظ كرامته وعزته بدماء اعز شبابه، على شعب شعاره هيهات منا الذلة».
وأضاف: «ما زال القلق والخوف يسيطران عليهم وخصوصاً مع اقتراب ذكرى الحاج عماد، واريد ان اؤكد أن القرار ما زال نفسه، وهو سينفذ في الوقت المناسب وضمن الهدف المناسب واقول لقادة الصهاينة أين ما ذهبتم في العالم يجب ان تتحسسوا رؤوسكم ودم عماد مغنية لن يذهب هدراً».
العدالة في مواجهة اسرائيل
وزاد نصرالله: «نحن في لبنان في مواجهة اسرائيل اقمنا العدالة وحققنا الاستقرار. حركات المقاومة من كل القوى والأحزاب اللبنانية ومعها مجاهدون وشهداء من الفصائل الفلسطينية استطاعت ان تعيد الحق الى اصحابه، وببركة الدماء عادت الارض الى اصحابها والى السيادة الوطنية، وهذا لم يحققه مجلس الأمن او القرارات الدولية، بل هذا أتى بدماء اللبنانيين وبمساعدة من الإخوة الفلسطينيين وسورية وايران». وأشار الى ان رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد «كان قائد جيش انطوان لحد الفعلي، وهذا القائد هزم وهو من اغلق البوابة بين لبنان وفلسطين المحتلة، يعني أنه أتاكم رئيس اركان ممسوح خالص، وهو يعرف ما هو لبنان وهو قائد القوات البرية التي عجزت عن الدخول الى بنت جبيل وعيتا الشعب».
وقال: «حققنا الاستقرار منذ عام 2000 الى عشية حرب تموز، أي لمدة 6 سنوات، وهي سنوات نعم فيها الجنوب والبقاع الغربي باستقرار لا مثيل له منذ 60 عاماً وكانت نتيجة وجود المقاومة واحتضانها. حرب تموز لها سياق خاص وهي كانت جزءاً من المشروع في المنطقة وفشلت، وبالتالي منذ حرب تموز الى الآن الجيش والمقاومة والشعب يصنعون الاستقرار والعدالة، والمقاومة وبالتكامل مع الجيش والشعب، تصنع الاستقرار والعدالة. نحن نحمي ارضنا ولا نحمي ارض العدو».
وتحدث عن الوضع اللبناني، وقال: «في الاسابيع المقبلة لدينا استحقاقات مهمة. هناك عنوان سلاح المقاومة، وقد اخذنا علماً في ما استمعنا اليه من خطب ان ما تبقى من قوى 14 آذار مصمم على اعادة الحديث عن مسألة السلاح وهو اصلاً لم يترك هذه النغمة حتى عندما دونت معادلة الشعب والجيش والمقاومة في البيان الوزاري. قيل انه خلاف وطني ونحن نقول صحيح، فقد كان هناك منذ البداية خلاف وطني وهو موجود منذ قبل عام 1982 وبعد الاجتياح. السلاح تفصيل، لأن الخلاف الجوهري هو على موضوع المقاومة، ونحن في لبنان كنا وما زلنا مختلفين على خيار المقاومة، وهذا لا يشكل ادانة للمقاومة، بل ادانة للذين، منذ عام 1982، ينتقدون وطعنوها. هم كانوا يريدون - بعض الفريق الآخر - في اتفاقية 17 آيار ان يجلبوا لنا مثل كامب ديفيد، وهناك اليوم خبر مؤسف يقول ان اسرائيل سمحت ان تدخل قوات مصرية الى سيناء لحماية انابيب الغاز، الذي يرفد اسرائيل. هذه النسخة التي ارادها الفريق الآخر. كان المطلوب في 17 ايار انه إذا ارادت الدولة اللبنانية ان تدخل كتيبة الى الجنوب ان تستأذن حكومة العدو. بفعل المقاومة اليوم يمكن ادخال خمسين الف جندي الى الجنوب وتستطيع ان تدخل ما تشاء من الصواريخ الى الجنوب، وليفتح الاسرائيلي فمه، ونحن حصلنا على الحرية وكنا جديرين بها نتيجة دماء الشهداء وليس نتيجة اتفاقات مذلة».
وأضاف: «نعم، نحن مختلفون على سلاح المقاومة. واذا كان أحد يناور في السابق واليوم يقول ما يفكر فيه، وهذا جيد، فليقل كل شخص ما في قلبه، ونحن في الفترة السابقة قبلنا بالذهاب الى طاولة الحوار لمناقشة موضوع الاستراتيجية الدفاعية، ونحن نقول لكم اذا كان موقفكم واضحاً وحاسماً قولوا لنا انتم، هل هناك داعٍ لطاولة الحوار؟ نحن نعتبر أن قبولنا بالنقاش كان تنازلاً كبيراً لمصلحة البلد، واذا حسم هذا الموضوع لديكم فهو جيد، كي لا تعذبوا رئيس الجمهورية والقادة السياسيين كل شهرين. لكن طبعاً اذا الناس مستعدون للحوار فنحن مستعدون دائماً للحوار لأنهم أهل تجربة اثبتت مدى صحتها. اذا كنتم تعتقدون ان الخطابات اليومية تمس بسلاح المقاومة فإنكم تتعبون انفسكم. فيا شباب اقرأوا جيداً ما يحصل في المنطقة، والإصرار على خوض هذه المعركة أو تحويلها الى واحد من عنوانين او عناوين ثلاثة للمعارضة الجديدة هو اصرار على خوض معركة خاسرة خائبة لا نتيجة منها».
المحكمة الدولية
وتحدث عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وقال: «نحن نؤكد أنَّنا في لبنان جميعاً طلاب حقيقة وعدالة، ونؤكد أن العدالة هي شرط للاستقرار. وانا ادعوكم بعد كل هذه السنين للمراجعة، فهل ان المسار الذي سلكه التحقيق والمحكمة يؤدي الى الحقيقة والعدالة، وقد رأينا ملف شهود الزور ببعض جوانبه واستمعنا الى ادارة التحقيق السياسي، كله يعتمد على: قال فلان وأتى فلان، وسمعت كذا، فأين مكان هذا في القضاء؟ وهناك من اشتغل على التحقيق لأخذ الأمور في هذا الاتجاه وظلم كثيرون وبالتالي، هل مسار التحقيق وشهود الزور والتسييس وتجنب الفرضيات الاخرى والحكم قبل التحقيق وقبل توجيه الاتهام، هل كل هذا المسار يؤدي الى الحقيقة؟». وتابع: «نحن معنيون بمراجعة النقاش، فهل هناك طريق آخر للحقيقة؟ نعم، هناك طريق آخر، اذا جلسنا وتناقشنا نصل اليه، لكن انتم من ضيعتم هذه الفرصة. وعلى طاولة الحوار كنت والأخ الاستاذ نبيه بري وقلنا إننا مع مبدأ المحكمة وكان ذلك مراعاة للوضع الداخلي اللبناني وليس اقتناعاً بالمحكمة ولا نزاهتها، لكن قلنا بوضوح إن ذلك على قاعدة الضمانة للوضع الداخلي وكشف الحقيقة، لكن اللبنانيين يعلمون كيف هربت المحكمة. وبالتالي منذ اليوم الاول كان هناك قرار بذهاب المحكمة باتجاه واضح ومسيس وممنوع ان يناقش احد ليحصل على ضمانات عدالة، واليوم اذا اردتم ان تمشوا بهذه المحكمة المبتلاة بشهود الزور والتسييس، فأنتم أحرار. وإذا كنتم ترون هذا الأمر يؤدي إلى الحقيقة، واذا كان ما سيعلنه القرار الظني او المحاكمات الغيابية هو الحقيقة فتصرفوا أنتم على ضوئها ونحن سنتصرف وفق ما نعلمه انه تزوير وظلم وبكل صدق ان هذا القرار لا يؤدي الى الحقيقة ولا يحقق العدالة».
الحكومة
وتحدث نصرالله عن الحكومة، معتبراً أن «ما تعرض له الفريق الآخر طبيعي نتيجة أخطائه، لكن المؤسف أن ما يتحدثون عنه لم يكن هو الأخطاء الحقيقية، فهم يشتبهون في أن هذه هي الاخطاء، ولكن ما جرى لهم هو ايضاً بسبب ما تعرض له المشروع الكبير في المنطقة، هذا الفريق كان جزءاً من المحافظين الجدد. كان هذا الفريق جزءاً من مشروع هاجم على المنطقة، والكل يعلم علاقة هذا الفريق مع جون بولتون وجيفري فيلتمان والإدارة الأميركية السابقة والحالية، وعلاقة هذا الفريق مع نظام حسني مبارك المخلوع. هناك فريق يتداعى نتيجة تداعي هذه الإدارة والمنظومة الأميركية. وانا ادعوهم الى إجراء مراجعة وإعادة قراءة للتطورات وألا يضيعوا في تشخيص الأخطاء، لأن الكثير مما سمعته افترضوه اخطاء، ليس هو الاخطاء».
وقال: «يجب ان نعود الى الجذور لنكتشف الاخطاء الحقيقية، واولها أن نكون جزءاً من المشروع الاميركي والمنظومة الاميركية في المنطقة، وان نرهن مصير لبنان بمصير السياسات الاميركية في المنطقة، واكبر هذه الاخطاء الاستقواء بمجلس الامن واميركا والغرب والاتحاد الاوروبي والقرارات الدولية لنستقوي على شعبنا وبلدنا، وهذا ما يفعلونه بتحريض الخارج على حكومة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، والقول إن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله وايران وولاية الفقيه، فيا ليتها. أصل المواجهة هو الاستقواء بالظلم وانا اشعر بوهن الفريق الآخر لأنه يكذب وهم يعرفون ان هذه الحكومة ليست حكومة حزب الله وهم يتفاوضون مع الرئيس ميقاتي ويعرفون كما يعرف السفراء ان الرئيس ميقاتي يحكي مع حزب الله كما يحكي مع الكتل السياسية الأخرى ويملك قراره ويقول ان هذا الامر يناسب وهذا غير مناسب... تأتي وتظلم شخصاً وتقول انه تابع لحزب الله وان حزب الله يشكل حكومة، في حين ان هذا غير صحيح، ولو كان حزب الله هو من يشكل الحكومة لتشكلت منذ اليوم الثاني». وزاد: «حتى الوسائل التي تستندون اليها غير نزيهة. استجرار الضغط الخارجي على حكومة ميقاتي هل هي مصلحة وطنية؟ من اجل ماذا؟ من اجل السلاح؟ تعذبون انفسكم من دون جدوى... اكثر من مجلس امن و1559 وحرب تموز ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ هل الضغط الاميركي على الحكومة هو لإنجاز اصلاحات ومصادرة اموال الناهبين؟ ربما، من اجل كشف حقيقة ال11 مليار دولار؟ ربما. الحكومة الماضية أُعطيت سنة كاملة ولكنهم يرفضون اعطاء اي فرصة للحكومة الحالية، ماذا فعلت الحكومة ورئيسها، لا شيء بل من بلد الى آخر، هل يمكن ادارة لبنان على اساس الأمراء؟ لا يمكن».
وأكد أن «الحكومة يجب ان تكون في بيروت وتسمع هموم الناس وأزماتهم المعيشية، حكومة يشعر الناس انها معهم في السراء والضراء، حكومة يشعر جيشها عندما يواجه في العديسة انها معه ومش عم تشم هوا (تمارس الاستجمام)، فكل لبناني يريد حكومة جادة وتأخذ على عاتقها هذه الملفات، يريد حكومة تصغي للناس لا للسفراء».
وتابع: «اليوم الاكثرية الحالية هي أكثرية حقيقية وتطابقت الأغلبية النيابية اليوم مع الأغلبية الشعبية التي تحققت عام 2009، وهل يمكن ان نحقق في الأغلبية الجديدة حكومة من هذا النوع؟ سنحاول». وقال: «الكثير من العقوبات التي قيل عنها في الصحف غير صحيحة، والتأخير الذي حصل حتى الآن، من المفترض ان يحسم الفريق الآخر رأيه لأن الرئيس المكلف كان كما فهمنا منه على امل مشاركة الفريق الآخر. ونحن كنا نريد حكومة وحدة وطنية وإذا لم يمكن، واذا كان هناك ناس ما زالوا يريدون ان يواجهوا ويجلبوا الأساطيل من اجلهم فهم أحرار، الاصل كان أن تشكل حكومة شراكة وطنية، ولا يمكن ان يبقى البلد من دون حكومة. واذا حُسمت هذه النقطة فعلى القوى السياسية والكتل التي أيدت تكليف الرئيس نجيب ميقاتي أن تشد همتها في الفترة القليلة المقبلة وتحسم امرها وتشكل حكومة جدية تتحمل المسؤولية في لبنان. نحن نتطلع الى أن تشكل حكومة بالفترة القريبة لتتحمل مسؤوليتها».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.