اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، أن الديموقراطية وحقوق الإنسان يشكلان إحدى «أولويات»، الفرنكوفونية خلال كلمة ألقاها بمناسبة القمة ال14 للفرنكوفونية التي تعقد في كينشاسا، تحت شعار «الفرنكوفونية، تحديات بيئية واقتصادية في مواجهة الحوكمة السليمة». وقال هولاند إن الأولوية «للديموقراطية وحقوق الإنسان واحترام حرية التعبير والتأكيد على أنه يحق لكل إنسان أن يختار قادته»، مقترحاً استضافة أول منتدى للنساء الفرنكوفونيات في فرنسا للتحقق من الترويج لهذه القيم. من جهة أخرى، أكد هولاند أن حدود جمهورية الكونغو الديموقراطية «لا يمكن تغييرها» في إشارة إلى النزاع في شمال كيفو شرق البلاد. وافتتحت القمة الفرنكوفونية بحضور حوالى 15 من قادة العالم كان في استقبالهم الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا. وألقى كابيلا، الذي يواجه نظامه انتقادات شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، أول خطاب في القمة، تلاه خطابا الرئيس هولاند والأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية عبدو ضيوف. واعتبر كابيلا، لدى افتتاحه القمة، أن النزاع في شرق بلاده (إقليم شمال كيفو) «حرب ظالمة وتفرضها قوات تعمل لحساب جهات خارجية. وبسببها يموت آلاف الرجال والنساء والأطفال أو يهيمون في جبال كيفو ويضطر آخرون للعيش في ظروف لا يمكن إلا أن تدمى لها ضمائرنا». لكنه لم يذكر رواندا التي تتهمها الأممالمتحدة وكينشاسا بدعم حركة تمرّد في الشرق. إلا أن كيغالي تنفي هذه التهمة، كما أن الرئيس الرواندي بول كاغامي كان الغائب الأكبر عن القمة الفرنكوفونية. من جهته، دان ضيوف «نقص الديموقراطية في العلاقات الدولية» التي تحرم أفريقيا من «المكانة التي تستحق خصوصاً في مجلس الأمن» والتأجيل إلى أجل غير مسمى لإصلاح المجلس وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهي «الهيئات التي على أفريقيا أن تحتل المكانة التي تستحق فيها»، منتقداً «الكيل بمكيالين والتحدث بلهجتين» التي تسمح «بإدانة الخلل لدى البعض والذي نمتنع عن إدانته لدى البعض الآخر باسم المصالح التجارية أو الاستراتيجية». ويشكل القادة الأفارقة أكثرية المشاركين في القمة التي تحتفي خلال يومين بالدور الرئيس للقارة السمراء في الفرنكوفونية. ووفق توقعات المنظمة، فإن الأفارقة سيشكلون عام 2050 ما نسبته 85 في المئة من عدد الفرنكوفونيين في العالم (في 75 بلداً)، المتوقع أن يبلغ 715 مليون شخص. ويتركز البحث أساساً على أزمتين أفريقيتين، هما النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية وسيطرة متمردين إسلاميين على شمال مالي. كما تشكل السياسية الأفريقية الجديدة للرئيس هولاند موضع ترقب من الجميع، خصوصاً بعد دعوته من دكار أول من أمس إلى «المصارحة بكل شيء»، «من دون تدخل لكنْ مع تطَلُّب». واستهل هولاند نشاطاته في كينشاسا بلقاء نظيره كابيلا، الذي تولى الرئاسة إثر اغتيال والده لوران ديزيريه عام 2001، وأعيد انتخابه عام 2011 بنتيجة اتسمت بعمليات تزوير عدة. كما التقى هولاند المعارض التاريخي إتيان تسيشيكيدي (79 سنة) الذي يعلن نفسه «الرئيس المنتخب» الفعلي للبلاد منذ استحقاق 2011 الرئاسي المطعون بنتائجه من جانب المعارضة. وإضافة إلى عملها لصالح الترويج للغة الفرنسية والتعليم، تنشط منظمة الفرنكوفونية على أصعدة سياسية تتعلق بالدفاع عن حقوق الإنسان ودولة القانون، فتتولى الوساطة في النزاعات وتساعد في تنظيم الانتخابات وتدين الانقلابات العسكرية. وضمن هذا السياق، يمكنها تعليق عضوية دول في المنظمة، كما حصل مع مدغشقر منذ العام 2009، ومع مالي وغينيا بيساو خلال السنة الحالية.