حمَّل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل، «حزب الله» جزءاً من المسؤولية عن عدم الإفراج عن بقية المختطفين اللبنانيين (التسعة) في سورية»، معتبراً أن «تركيا شريك في حل هذه الأزمة». وقال الجميل لوكالة «انباء الأناضول»: «إن الوضع حتى الساعة يراوح مكانه لأسباب من بينها ضلوع «حزب الله» السافر وتبجحه بالعمل الجهادي في سورية، ما عرقل أكثر عملية تحرير المخطوفين، وأعطى حجة إضافية للخاطفين لعدم التجاوب مع المبادرات»، لافتاً إلى أن «بين المخطوفين وكما يقول الثوار، من هو متورط بأمور عدائية تجاه الثورة، واختلاط الحابل بالنابل لجهة الوساطات التي باتت تتصادم بعضها ببعض وتعرقل المفاوضات، لأن لكل طرف أهداف مختلفة ما يربك الطرف الخاطف». ووصف حديث «حزب الله» عن مقتل عدد من عناصره خلال عمل «جهادي» في سورية، بالأمر «الخطير جداً»، وقال: «على الحزب أن يفسر لنا مغزى هذا الجهاد ومبرراته، وما معنى الجهاد في سورية الدولة الإسلامية بغالبيتها الساحقة؟». واعتبر أن «لبنان ودول الجوار دخلت أصلاً في دوامة الصراع الحاصل في سورية بعد الحديث عن مشاركة عناصر من حزب الله في المعارك الحاصلة هناك، والتطورات اليومية على الحدود السورية - التركية»، موضحاً أن «تركيا لا تتحمل أي مسؤولية على الإطلاق في استمرار أزمة المختطفين حتى الآن كما يردد البعض، فالعملية تمت على أرض سورية، حتى ولو كانت على مقربة من الحدود التركية، وحتى ولو كان للأتراك بعض التأثير على بعض القيادات الثورية فإنما هذه القيادات في النهاية تعمل بملء إرادتها، ولها أجندة خاصة بها». وعن الدور التركي في حل الأزمة السورية قال إنه «قبل تفاقم الأحداث في سورية، كان هناك دور فعال تقوم به السلطات التركية لتقريب وجهات النظر بين المعارضة والنظام، وتقدمت بحلول للإصلاح السريع... لكن المراوحة التي قابل بها أركان النظام كل هذه الحلول أدت لاندلاع الأزمة الدموية، وبالتالي كلما ازداد منسوب الدماء والخراب بات من الصعب معالجة الأمور». وأشار الجميل الى انه «إذا كان لدى الروس والصينيين والإيرانيين أطروحات عملية لحل الأزمة السورية غير المواقف الرنانة فالأجدر بهم أن يتقدموا بها، شرط أن تشفي غليل الشعب السوري»، ودعا الدول العربية والغربية لتترجم مواقفها الإعلامية عملياً على الأرض «لانتشال سورية مما تتخبط فيه». وعما اذا كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية في الولاية المقبلة، قال: «فلننقذ أولاً الجمهورية قبل الحديث عن المرشحين للرئاسة. فالجمهورية بخطر حالياً جراء تداعيات الثورة السورية، وبسبب غياب التوافق على قانون انتخاب، ما قد يؤثر على مجمل المؤسسات الدستورية في البلد». وكان الجميل التقى امس، وفداً من «هيئة التنسيق النقابية»، ونقل عنه نقيب معلمي المدارس الخاصة نعمة محفوض «دعمه لمطالبنا المحقة وللعدالة والمساواة والحق»، وتأكيده أن «الدولة يجب أن تؤمن العدالة لمواطنيها». وقال محفوض بعد الزيارة إن رئيس «الكتائب» اعتبر أن «الواردات يجب أن تؤمن من خلال وقف الهدر في مرافق الدولة، وشدد على أنه يتوجب على كل المرجعيات السياسية العمل من أجل وقف الهدر والمحاصصة والفساد، والضغط على الحكومة من أجل وقف الهدر في المرفأ والإملاك البحرية والدوائر العقارية». وأضاف: «من جهتنا كهيئة تنسيق نؤيد هذا الموقف لإسكات الأصوات التي تدعي أننا نأخذ البلد نحو الانهيار، فليست السلسلة بأرقامها الهزيلة من يأخذ البلد نحو الانهيار إنما الأداء الاقتصادي السيء والهدر والفساد والمحاصصة، وبالتالي إذا قامت الحكومة بأداء جيد وجمعت وارداتها في شكل جيد فهي تؤمن ليس فقط واردات سلسلة واحدة إنما أربعة سلاسل ومستقبل جيد للمواطن».