شجب الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري ممارسات الخطف التي استهدفت مواطنين لبنانيين في سورية ومقيمين سوريين وغيرهم من رعايا الدول الصديقة في لبنان أخيراً. وقال في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي امس: «كما رفضنا واستنكرنا خطف إخواننا اللبنانيين في سورية قبل أشهر واعتبرنا هذه القضية بمثابة قضية وطنية تهم الجميع وتتطلب تضافر جهود كل العقلاء والمخلصين والفاعلين لتأمين الإفراج عنهم بأقصى سرعة وعودتهم إلى وطنهم وأهاليهم سالمين، كذلك نعتبر أن خطف أي شخص في لبنان، أكان من الأشقاء السوريين أو غيرهم، بذريعة المقايضة أو ممارسة الضغوط أو إطلاق التهديدات وما شابه لأجل الإفراج عن مخطوف لبناني في سورية، أمر مرفوض كلياً أيضاً لأن الخطأ لا يمكن أن يعالج بخطأ مماثل»، محذراً من «تسرع بعضهم في القيام بردود فعل غير محسوبة قبل تقصي الحقائق ومعرفة الجهات الخاطفة على حقيقتها في دمشق وغيرها، لئلا تؤدي مثل هذه الممارسات إلى الانجرار لتحقيق أهداف النظام السوري الذي يعمل ما في وسعه لاستغلال بعض عمليات الخطف أو التحريض عليها، بهدف تأجيج الخلافات بين اللبنانيين أنفسهم وإزكاء نار الفتنة، بعدما فشل في تنفيذ مخطط التفجيرات الإرهابية الذي كان يزمع القيام به في الشمال أخيراً». وأضاف: «نحن في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخ لبنان والمنطقة، أحوج ما نكون إلى تضافر جهود جميع اللبنانيين للقيام بكل التحركات المطلوبة لتأمين الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في سورية، وكذلك إطلاق سراح أي محتجز سوري أو غير لبناني ممن خطفوا في الساعات القليلة الماضية». وشدد على أن «لجوء بعضهم إلى تكرار ظاهرة قطع طريق مطار رفيق الحريري الدولي، أو طريق المصنع أو أي طريق كانت، كلما أراد الاحتجاج على أمر ما، أمر خطير ومرفوض، لأنه يؤدي إلى عزل لبنان عن محيطه العربي والعالم، ولا بد من الإقلاع عن هذه الظاهرة التي تصيب مصالح جميع اللبنانيين وعدم تكرارها». القصار وفي السياق، دعا رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان عدنان القصار الى «عدم المس بالأشقاء العرب من دول مجلس التعاون وغيرهم، ديبلوماسيين كانوا أم سائحين ورجال أعمال»، مؤكداً ان «دول الخليج التي وقفت مع لبنان في كل المحن والصعاب التي واجهها، ومدّته بالعون والمساعدات، وكان لها موقف داعم كبير مالياً وسياسياً بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، لا يجوز أن نرد لها الجميل إلا بروح الأخوّة والوفاء وحسن الضيافة، وخصوصاً ان هذه الدول تحتضن مئات آلاف اللبنانيين يعملون لديها، وهم موضع تقدير واحترام إلى أي فئة أو طائفة انتموا. ولدينا بعثات ديبلوماسية في تلك الدول تمثل لبنان وتحظى بالرعاية وحسن الضيافة». واتصل القصار برئيس الجمهورية ميشال سليمان، وبحث معه «التطورات التي شهدتها البلاد في اليومين الماضيين، وتأثيرها في السلم الأهلي، وأمن المواطن، والاقتصاد والاستقرار في البلاد». وأكد في بيان أمس، انه نقل لسليمان «دعم الهيئات الاقتصادية الجهود التي يبذلها فخامته لمعالجة الأمور، وجلسات الحوار». كما اتصل القصار بسفراء السعودية وقطر والإمارات وتركيا، مؤكداً «العلاقات الوطيدة وأواصر المحبة التي تجمع لبنان والدول الشقيقة والصديقة التي يمثلون». وأبدى «أسفه وشجبه التعرض لرعاياها». وتوقف القصار عند قضية المختطفين اللبنانيين في سورية وردود الأفعال عليها، وناشد في بيانه «الحكومة والقوى والأحزاب واللبنانيين تغليب لغة العقل والمواطنة». وحض الشخصيات السياسية «بصرف النظر عن انتماءاتها، على العمل لإطلاق سراح المختطفين فوراً ومن دون شروط، للعودة إلى عائلاتهم سالمين آمنين». كما دعا الى «إطلاق سراح كل المختطفين في لبنان من سوريين وعرب ورجل الأعمال التركي، إذ لا يجوز اختطاف بريء لإطلاق بريء آخر». وأسف لقطع طريق المطار في وجه اللبنانيين والزائرين، وهو «الشريان الحيوي وبوابة الوطن التي يجب أن تبقى مشرعة وطرقها آمنة أياً تكن الظروف. فهذه الممارسات لا تكسب أحقية لقضية، وتؤذي البلاد والاقتصاد، وتمعن في صدع الدولة ومؤسساتها، وتعطي صورة بشعة عن الوطن وشعبه».