سيطرت فرق من الدفاع المدني، على حريق «كبير»، شب صباح أمس، في 10 شاحنات، محملة بمواد كيماوية وورق، كانت في طريقها إلى السعودية من الإمارات، أثناء إنهاء الإجراءات الجمركية في منفذ البطحاء على الحدود بين البلدين. وتكشف خلال الحريق محاولة تهريب كمية كبيرة من الخمر، على متن ثلاث شاحنات، إحداها تعرضت إلى الحريق. وكانت كمية الخمر مموهة ضمن براميل أصباغ. وغطت غيمة سوداء سماء المنفذ، وامتدت إلى منفذ الغويفات في الجانب الإماراتي. فيما تم إيقاف حركة عبور الشاحنات، لمدة ناهزت الساعتين ونصف الساعة. وسجلت إصابتين لمقيمين، تعرضا لحروق «طفيفة». ويعد هذا الحريق الثاني الذي يشهده المنفذ خلال عامين. وسُمع دوي انفجارات، إثر اشتعال صهاريج بعض الشاحنات المحملة بالمواد الكيماوية. وأبلغ مسافرون وعاملون في المنفذ، «الحياة»، أن الحركة توقفت احترازياً، تحسباً من امتداد الحريق إلى شاحنات أخرى. وأتت النيران على الشاحنات العشر، وبعضها تضرر كلياً، وأخرى جزئياً. وانحصر الحريق في ساحة تقدر مساحتها بنحو 9 آلاف متر مربع. تستوعب نحو 1500 شاحنة. فيما كانت تحوي حين وقوعه نحو 500 شاحنة. تم إخلاؤها على الفور. وشاركت فرق الدفاع المدني وسيارات إطفاء تابعة لحرس الحدود، بمتابعة من قبل مدير إدارة الدفاع المدني في الأحساء العقيد محمد الزهراني، في إخماد ألسنة اللهب. وكانت غرفة العمليات تلقت بلاغاً عن نشوب حريق في عدد من الشاحنات المحملة بمواد كيماوية، عند العاشرة والنصف من صباح أمس. وهرعت إلى الموقع فرق من الهلال الأحمر. وأوضح المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم عمار مغربي، في تصريح صحافي، أن «5 فرق من المنفذ الحدودي، وإسكان المنفذ، والفرقة الموسمية، وفرقة من منفذ سلوى على الحدود السعودية القطرية، وفرقة من الأحساء، انتقلت إلى الموقع، بعد تلقيها البلاغ». وأضاف مغربي، «قامت الفرق بالسيطرة على النيران، التي اندلعت في شاحنة محملة بمادة «الايثانول» كانت متوقفة في مواقف المنفذ، قبل أن تنتقل إلى الشاحنات الأخرى في الساحة، ما أدى إلى احتراق 10 شاحنات، كانت موجودة في الموقع»، مبيناً أن التحقيقات «ما زالت جارية، لمعرفة أسباب الحادثة». إلى ذلك، اكتشف رجال جمارك البطحاء، ثلاث شاحنات محملة بكميات كبيرة من الخمر، بعد إخماد الحريق. وكشفت مصادر في المنفذ ل «الحياة»، أنه تم «كشف المحاولة أثناء تفتيش شاحنتين محملتين ببراميل مواد كيماوية، عبارة عن أصباغ، لتلافي كشفها أثناء تفتيشها بالأشعة. ولكن المحاولة لم تنطل على رجال الجمارك. كما تم العثور على كمية أخرى من الخمر، في إحدى الشاحنات المحترقة». وكان منفذ البطحاء، شهد قبل عامين، حريقاً مماثلاً، التهم 8 شاحنات، داخل الحرم الجمركي في المنفذ، للقادم من الإمارات. وأتى الحريق في شكل كامل على 4 شاحنات، وجزئياً على 4 أخرى. كما احترقت 6 برادات، اثنتان منها كلياً والباقي جزئياً. كما تسبب في 6 إصابات. وأدى الحريق، الذي كانت بدايته في شاحنة محملة بكمية من الولاعات، في منع الشاحنات من دخول الساحة الجمركية في المنفذ، ما أثار شكاوى عدد من أصحاب الشاحنات، بسبب إيقافهم في منطقة تبعد 40 كيلومتراً من الساحات الجمركية. ويعتبر منفذ البطحاء الحدودي من أهم وأكبر المنافذ البرية في الشرق الأوسط، ومن أكثرها حركة تجارية، ومروراً لحجاج بيت الله، كونه المنفذ البري الوحيد لسلطنة عُمان والإمارات مع المملكة، ومنها إلى دول الخليج العربي، والدول العربية، والعالم الخارجي. وأسهم في تنامي حجم التجارة مع الإمارات، وعُمان. ويبلغ المتوسط اليومي لأعداد الشاحنات القادمة إلى المنفذ 2400 شاحنة، ومثلها مغادرة. ويمثل المنفذ محطة مهمة لكثير من العابرين والمسافرين طوال أيام السنة، خصوصاً في المواسم، ومنها الحج والإجازات، والأعياد والعطلات الأسبوعية. وبلغ عدد عابري المنفذ العام الماضي، نحو 39 مليون مسافر. وفاق عدد السيارات السياحية 724 ألف سيارة. فيما ناهز عدد الشاحنات القادمة والمغادرة مليوني شاحنة.