مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 500 مليون دولار للجمهورية اليمنية    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجميل ل«الحياة»: التدخل اللبناني في سورية خجول وأحذر منه ... لا أدري لماذا غيّر عون رأيه بقانون الانتخاب ونعمل لتفاهم 14 آذار
نشر في الحياة يوم 11 - 10 - 2012

شدّد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس السابق أمين الجميل على دعوته إلى مشروع مارشال جديد لمنطقة الشرق الأوسط يدخل من خلاله الغرب في شراكة معها لبناء مؤسساتها.
ورأى الجميل في حديث إلى «الحياة» شرح فيه حيثيات تحركاته الخارجية أخيراً، أن التقاعس والتردد الدوليين حيال الربيع العربي وسورية هما حليفان لحركات التطرف الموجودة. وأثنى على وثائق الأزهر والمجلس الوطني السوري والإخوان المسلمين في سورية وتيار «المستقبل»، مشيراً إلى التقائها مع الوثيقة الإطار التي كان أطلقها مطلع العام، ودورها في درء أخطار أدوار تنظيمات متطرفة مثل «القاعدة» في العالم العربي، لكنه أشار إلى استمرار الخوف لدى المسيحيين في الشرق.
وحذر الجميل الفرقاء اللبنانيين من التدخل في الأزمة السورية «رحمة بلبنان» وانتقد منطق «الجهاد عبر الحدود» عند «حزب الله»، ودعا إلى اتفاق هيئة الحوار الوطني على المصطلحات المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية وتمنى على «حزب الله» أن «يلاقينا في شكل بناء وشجاع». وقال إن انطباعه هو أنه بحجة المقاومة هناك قضم للجغرافيا اللبنانية وللسيادة وصولاً إلى يوم يصبح لبنان تحت سيطرة الحزب. وعن قانون الانتخاب قال الجميل: «نقوم بجهدنا لنصل إلى تفاهم بين قوى 14 آذار ومع الحزب التقدمي الاشتراكي. وقال إنه لا يدري لماذا بدّل زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون رأيه من مشروع الدوائر الصغرى وإن الأبواب ليست مقفلة مع رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط.
ورداً على سؤال عن جولته الخارجية الأخيرة على روما والفاتيكان واسطنبول حيث طالب المجتمع الدولي بالتوصل إلى تفاهم يساعد على انتقال سياسي للسلطة في سورية، يقول الرئيس الجميل إن «جميع اللبنانيين هللوا وصفقوا للحراك العربي الثوري من أجل إسقاط النظام الاستبدادي الديكتاتوري. ونحن كحزب خصوصاً وكلبنانيين عموماً اختبرنا الديموقراطية وهي من تقاليدنا ونظامنا على رغم شوائبه، ونحن أكثر من يتفهم مشاعر شعوب المنطقة وتطلعاتها. وكانت قراءتنا أن الشارع العربي عبّر عن رفضه لواقع معين، لكن لم يتضح لديه البديل من النظام الذي يريد إسقاطه. إن العقود من حكم الأنظمة التوتاليتارية حجبت عن عقول الجماهير العربية في بعض الدول المعنية أبسط قواعد الديموقراطية والحرية الشخصية والجماعية. واعتبرنا أن واجب لبنان أن يقوم بدوره في هذه المرحلة ويعمل على إفادة الثورات العربية من تجربته الفريدة. من أجل ذلك نظّم حزب الكتائب اللبنانية مؤتمراً عربياً - دولياً في ضبيّه، قرب بيروت، في كانون الثاني (يناير) شاركت فيه قيادات من معظم الدول العربية والأجنبية، وكان هناك مشاركون من ليبيا وتونس ومصر وموريتانيا إلخ... ونخبة من المثقفين العرب والأجانب حيث حصل تقويم موضوعي للوضع العربي. وفي اختتام المؤتمر أطلقنا الشرعة - الإطار لتواكب الربيع العربي والتي نشرتها «الحياة»، وهي ورقة تتضمن خريطة طريق واضحة في شأن مستلزمات الديموقراطية. وجولاتي الخارجية كانت من ضمن هذا التوجه لأن دورنا كلبنانيين هو إفادة العالم العربي من إيجابيات التجربة اللبنانية».
ويضيف الجميل: «كنا نتناقش مع الكثير من المعنيين في الدول العربية في آفاق المرحلة الجديدة، وكان لقائي بداية مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي استبق الربيع المصري بالوثائق الشجاعة والإصلاحية التي أصدرها باسم الأزهر، وكانت لنا حوارات مع بعض أركان الثورة في مصر ومع بعض المسؤولين العرب في دول أخرى، ومع تركيا كونها دولة إسلامية بقيادة الإخوان المسلمين عززت بالممارسة مفهوم الدولة الحديثة وعرفت كيف تحقق التناغم بين التقاليد الإسلامية ومستلزمات الحداثة وأن توفّق بين الدين والدولة. والنظام الحالي في تركيا يمكن أن يكون نموذجاً للأنظمة العربية الجديدة التي تتزعّمها تيارات إسلامية مختلفة. كما كانت لنا اتصالات مع دول أوروبية للحصول على دعم الغرب للثورات العربية وكانت لي محاضرة في آذار (مارس) الفائت في بروكسيل بوجود مفوضة شؤون الأمن والسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون وبحضور نخب أوروبية وأميركية، وطرحت خلالها ضرورة قيام مشروع مارشال جديد للعالم العربي، شبيه بمشروع مارشال لمساعدة أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، لمساعدة الأنظمة الجديدة في العالم العربي على بناء مؤسسات تواكب العصر. اليوم تفاجأت بأن المرشّح الرئاسي الأميركي ميت رومني كرّر طرح فكرة مشروع مارشال للعالم العربي خلال جولته الانتخابية.
باختصار، تحركي الخارجي يرمي إلى ثلاثة أهداف: طرح وثيقة الشرعة – الإطار كورقة عمل تستند إليها الأنظمة الجديدة عند كتابتها الدستور الجديد؛ ثم الدفاع عن مبادرتي: إطلاق مشروع مارشال جديد يدخل عبرها الغرب في شراكة مع الدول العربية لتحديث مؤسساتها والمساعدة في إنمائها؛ وأخيراً الحصول على الدعم الدولي من أجل تحصين لبنان أمام كل الأخطار الراهنة».
الربيع العربي وخوف المسيحيين
ويذكر الجميل أنه قال في كلمته في تركيا إن الربيع العربي واعد، وطويل، ومقلق في آن. واعد لأنه ولّد الأمل والثقة بالنفس لدى الجماهير العربية؛ طويل، نظراً إلى عرقلة البعض، ومنهم روسيا والصين وإيران، إيجاد حل سريع للأزمة؛ ومقلق، بسبب مثلاً ما نشهده في سورية وبعض الدول العربية من خراب ودمار وقتل. ويشير إلى أنه اقترح من ضمن مشروع مارشال للعالم العربي خطة تقوم على 4 نقاط لمساعدة الأنظمة العربية الجديدة، أياً كان النظام الذي يرتضيه الشعب، وهي:
1 – مساعدة الحكام الجدد على إقامة الحكم الرشيد والشفافية وتقديم المشورة والإمكانات لتحقيق ذلك.
2 – تطوير النظام التربوي بتعزيز الجامعات والمراكز الثقافية واعتماد التكنولوجيا المتطورة، لتصبح المعرفة بمتناول الشعب لا سيما الشباب، لا النخب فقط، وهذا يساعد في بناء ثقافة الديموقراطية.
3 – الدعم الاقتصادي والاجتماعي لأن الفقر والتخلف يؤديان إلى التطرف.
4 – القيام بجهد على صعيد قطاع الإعلام، لا سيما الفضائيات التي أصبحت أكثر فاعلية من الجامعات والمدارس وهي لا تبثّ على الدوام التوجّهات الإيجابية التي تساعد على نمو ثقافة الحرية والانفتاح والحوار.
ولقي هذا المشروع استحساناً لدى المسؤولين العرب والأجانب الذين التقيتهم. وأنا بصدد متابعة هذا الموضوع، لا سيما من موقعي الجديد كنائب لرئيس اتحاد الأحزاب الديموقراطية الوسطية ومسؤول عن فرع الشرق الأوسط...
ويرى الجميل أن التقاعس الدولي والتردد والاستقالة من المسؤولية حليفة لحركات التطرف الموجودة. ويقول: «أقرأ كتاباً الآن بعنوان «ما بعد بن لادن» للصحافي عبدالباري عطوان. وهو يساعد على تفهم خطورة الوضع في العالمين العربي والإسلامي. فاستقالة الدولة والمؤسسات تشكل دعماً مباشراً للحركات المتطرفة العنفية التي تنشأ في مجتمعنا، ونتائجها تظهر على الأرض. في اليمن ليس سراً أن هذه الحركات باتت مسيطرة على جزء من البلد وباتت على مشارف مدينة عدن؛ وفي الصومال؛ وعلى مشارف المغرب العربي، هذا من دون أن نتحدث عن الخلايا الموجودة في سورية وليبيا وغيرها. إننا نتحدث عن خطر بات في الداخل ومواجهته تكون بقيام الحكم الرشيد والإنماء المتكامل. والحركات المتطرفة والعنفية هي خطر على الإسلام والمسلمين أولاً لأن مشروعها أحادي لا يتعايش ولا يتسامح مع أي توجه إسلامي غير توجه هذه الحركات».
وثائق بناءة
القلق على مصير المسيحيين من الأصولية في سورية قيل إنه كان موجوداً لدى الفاتيكان. هل ما زال قائماً، لا سيما بعد وثيقة الأزهر حول التعايش وكذلك وثيقة المجلس الوطني السوري والإخوان المسلمين في سورية حول ضمان حقوق الأقليات ومكونات المجتمع؟
- فلنضف إليها وثيقة تيار «المستقبل» في لبنان. في محاضراتي قلت إن هناك تقاطعاً ما بين كل هذه الوثائق. ثلاث وثائق للأزهر، وثيقة المعارضة السورية ووثيقة تيار «المستقبل» والشرعة – الإطار التي طرحتها في مطلع هذه السنة، إضافة إلى تصريحات ومبادرات من بعض القيادات العربية. كلها مبادرات بنّاءة يقتضي دعمها لدرء أخطار تنظيمات متطرفة مثل «القاعدة» و «النيو قاعدة»، أي القاعدة الجديدة التي هي مجموعة تنظيمات تتأثر بعقيدة أسامة بن لادن ونهجه وأيديولوجيته لكن، لديها استقلالية ذاتية وفق مناطق انتشارها، أكان في الشرق أم في الغرب.
إن الخوف لدى المسيحيين في الشرق ما زال قائماً ومقلقاً. وما نشهده في بعض المجتمعات خطير، وكأننا نشهد تفريغاً لبعض المناطق من سكانها. وهذا لا يخدم العرب ولا الاسلام. بل يخدم أولاً إسرائيل ويبرّر توجهها لتهويد الأراضي المحتلة من دون رجعة. من مسؤولية الإسلام الحفاظ على ميزة التعايش الخلاق في العالم العربي. التعدّدية غنى، وغير ذلك عزلة.
ماذا تتوقع في سورية: أن تطول الأزمة أكثر؟ وأن تغرق أكثر في الحرب الأهلية؟
- في لقاء قوى 14 آذار في 14 شباط (فبراير) الماضي كانت هناك نظريتان، الأولى تقول إن الثورة في سورية جارفة وسريعة ويجب أن ننخرط فيها فوراً وبأي ثمن. وكانت لي نظرية ثانية إذ نبّهت إلى أنها ليست ثورة كبسة زر ويمكن أن تطول. وإذا طالت يحتمل أن يدفع لبنان ثمناً غالياً لتداعياتها. لذلك، طرحنا منذ حينها الحياد الإيجابي، مع تضامننا وتعاطفنا المطلق مع الثورة التي تطالب بالحرية والديموقراطية وتغيير النظام في سورية. وكان توجهنا عدم التورط في الحراك العسكري الدموي الدائر في سورية، لأن الشارع اللبناني منقسم بين من هو مع النظام ومن هو ضد النظام، والفريقان الموجودان على الساحة اللبنانية لا ينقصهما السلاح والإمكانات ليتقاتلا. وإذا انتقل الصراع إلى لبنان، يمكن أن نعود إلى حرب أهلية بين من هو مع الثورة ومن هو مع النظام.
ومع الوقت اعتمدت كل القوى السياسية بمن فيها قوى 14 آذار والدولة اللبنانية عبر «إعلان بعبدا»، الحياد الإيجابي لدرء أخطار الأزمة السورية وتداعياتها في لبنان.
التدخل في سورية يمكن استيعابه
شقة الخلاف تزداد اتساعاً، لا سيما بعد الإعلان عن أن «حزب الله» يشارك في الدفاع عن النظام في سورية مقابل اتهام أطراف لبنانيين آخرين بمساعدة الثوار، ربما ليس بالقتال معهم لكن بتقديم الدعم.
- هذا ما كنت أتخوف منه. ولولا وعي اللبنانيين، كان يمكن هذا التدخل أن يكون سافراً أكثر وأن يورطنا في اقتتال داخلي في لبنان نحن بغنى عنه. التدخل الذي يظهر على الساحة هو تدخل خجول وممكن استيعابه. وإني أحذّر كل الأطراف من تدخل كهذا وضرورة ضبط النفس رحمة بلبنان.
ماذا يمكن أن يكون دوركم كقوى مسيحية للجم ذلك بعد أن أعلن «حزب الله» أنه يقاتل في الداخل السوري؟
- نحن نقوم بواجباتنا والموقف الذي أخذناه منذ البداية كان له الأثر البالغ بتجنيب لبنان التداعيات. ونحن نحذر من جديد من أي تورط في الأحداث الدموية الجارية في سورية، لا سيما أنها أحداث أكبر من قدرتنا على التأثير، لكن تداعياتها على الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في لبنان ستكون بالغة.
في الأيام الماضية رد «حزب الله» على تمييز الرئيس ميشال سليمان بين سلاح المقاومة وبين سلاح «حزب الله» في الداخل. هل يقطع ذلك الطريق على مواصلة بحث مسألة السلاح والاستراتيجية الدفاعية في هيئة الحوار برأيك أم إنه لن يؤثر فيها؟
- كل إنسان حر في أن يقول رأيه، ونحن نقول رأينا ورئيس الجمهورية يحاول الحفاظ على مصلحة البلد وسيادته. نعتقد أنه يجب أن تحصل مصارحة موضوعية لا عاطفية بالنسبة إلى توصيف المقاومة، يجب أن نتفاهم على المصطلحات: هل نحن في منطق المقاومة وهل نحن في منطق الدفاع عن الوطن أم نحن في منطق التحرير أو كما ظهر أخيراً، مع منطق الجهاد العابر كل الحدود؟ ما هو موقعنا الفعلي، بعد ذلك نحدد استراتيجية الدفاع. إذا كانت قضية مقاومة، ففي منطقة مزارع شبعا هناك استحالة للمقاومة لأن الأرض فارغة ليس فيها شعب. وإذا كانت قضية تحرير فهذه صلاحيات الجيش وواجباته، ومسؤولية الديبلوماسية اللبنانية، كون الأمم المتحدة تعتبر أن المزارع ما زالت إلى الآن تحت السيادة السورية. وإذا كانت القضية هي الدفاع عن الوطن فهذه مسؤولية الشعب برمته، ومسؤولية وطنية لا حزبية لأنها تتناول كل الوطن وليس رقعة منه. وإسرائيل ضربت جونية وبعلبك وكل البلد. ومشكلتنا أننا نخلط بين المصطلحات ونبقي على الغموض بينما بداية الطريق هي في التفاهم على المصطلحات لأن لكل اصطلاح مستلزمات وشروطاً. «حزب الله» يخلط الأمور ويريد مقاومة وتحريراً ودفاعاً وجهاداً في آن. نحن نريد حواراً والجميع يعرف أنني كنت مصراً على الحوار ومن المدافعين عن اجتماع هيئة الحوار ولم يكن هناك إجماع على ذلك. لكن، أتمنى أن يلاقينا «حزب الله» إلى هذا الحوار في شكل بنّاء وموضوعي وشجاع، لا أن يحضر كمستمع فحسب، وكأنه يقول: «روحو بلطو البحر».
وإذا كنا لا نحكي جميعنا بقاموس واحد عندها يكون حوار طرشان. يجب أن نتفاهم على المصطلحات ومن ثم نحدد خطة العمل.
ما موقفكم من ورقة الرئيس سليمان التي ستناقش في 12 من الشهر المقبل؟
- منذ زمن ونحن نطالب بأن تحدد الدولة تصورها لأنها هي المعنية بالدرجة الأولى. فخامة الرئيس تقدم بورقة على أنها للنقاش. فيها نقاط إيجابية كثيرة وفيها نقاط أخرى تحتاج إلى بحث. ونحن سنحضّر دراسة تتضمن مقاربة وطنية وأكاديمية وعملية.
سلاح «حزب الله» والقضم
يجب ألا نختبئ وراء أصابعنا ونمارس سياسة النعامة. فهل سلاح «حزب الله»، هدفه استراتيجي دولي يتبع للنزاع الإيراني؟ أم هو سلاح لمواجهة إسرائيل؟ لا سيما على ضوء ما سمعناه من كلام لمسؤولين إيرانيين عن أن هدفه وقراره إيرانيان وأن هناك خبراء إيرانيين في لبنان؛ أم إنه سلاح مذهبي لتعزيز مواقع أحد الأطراف في المعادلة اللبنانية؟ أم إنه سلاح لتعزيز فريق معين في الصراع السياسي على حساب الأفرقاء الآخرين، خصوصاً أنه استُعمل في مناسبات عدة في الصراع الداخلي؟
الانطباع لدينا أنه بحجة المقاومة هناك قضم للجغرافيا اللبنانية، وقضم للسيادة، وقضم لحقوق الناس ومصالحهم، قضم لدور المؤسسات، وقد نصل إلى يوم يصبح لبنان كله، أرضاً ومؤسّسات، تحت سيطرة «حزب الله» بحجة المقاومة.
مشروعكم لقانون الانتخاب مع «القوات اللبنانية» حول الدوائر الصغرى يهدد بخلاف داخل قوى 14 آذار. هل تذهبون إلى الانتخابات متفرقين؟
- نقوم بكل جهدنا لنصل إلى تفاهم بين قوى 14 آذار، إضافة إلى الحزب التقدمي الاشتراكي. ونحن على تواصل مع كل الفرقاء. الأمور ليست سهلة، فقانون الانتخاب يحدّد دور كل فئة أو جماعة أو حزب ومستقبلها على الساحة اللبنانية. فمن الطبيعي إذاً أن يأخذ وقته للنضوج. المهم أن تكون روحية القانون ديموقراطية، وأن لا يكون على حساب منطق المساواة والديموقراطية.
الأبواب غير مقفلة مع جنبلاط
الانطباع هو أن هذا التباعد في مشاريع القوانين يعود إلى التنافس على الساحة المسيحية بينكم وبين العماد ميشال عون، وبينكم وبين «القوات اللبنانية».
- التنافس مشروع. والمتغيرات الانتخابية مألوفة في لبنان ولا شيء ثابت، هذه هي الديموقراطية. في البداية كانت هناك مساعٍ بيننا وبين «القوات» وتنظيم «المردة» (سليمان فرنجية) و «التيار الوطني الحر» وبعض المستقلين كي نتوصل إلى مشروع مشترك. ولم نتوصل لغاية الآن إلى ذلك. التواصل مستمر بيننا وبين «القوات» وحققنا تفاهماً على مشروع تسوية يؤدي إلى تحقيق العدل بتوزيع الدوائر، والقانون الذي طرحناه لا يضمن مسبقاً نجاح أي فريق على الآخر. ونحن نترك عبره اللعبة الانتخابية والديموقراطية تأخذ مجراها.
لكن العماد عون رفض مشروع الخمسين دائرة وكذلك النائب وليد جنبلاط؟
- العماد عون لم يكن بعيداً من هذا المشروع. لا أدري لماذا غيّر وجهة نظره. أما بالنسبة إلى النائب جنبلاط فمن الممكن أن نتحادث معه ونصل إلى نتيجة ونحقق مصلحة الجميع.
الأبواب ليست مقفلة بيننا وبين وليد بك. نحن حريصون على تعزيز المصالحة التي حصلت في الجبل وطمأنة الجميع على أدوارهم المشروعة والوطنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.