نشرت «الحياة» تحقيقاً موسعاً في تاريخي 9 و15 نيسان (أبريل) 2012 من حلقتين عن تجاوزات تقع داخل مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض، كشفت فيه عن مشكلات التنويم الخاضعة للمزاجية والمحسوبية - بحسب مصادرها داخل المجمع - ومشكلات التنويم والتحويل في المستشفى، واصطناع إدارته أزمة أسرّة، إلى جانب وجود نقص حاد في الأدوية، على رغم الإمكانات الكبيرة، إضافة إلى الاستقالات المتتابعة من الكادر الطبي، والنقص في عدده، والشكاوى من سوء استخدام السلطات الإدارية، وضبط كميات من الحشيش المخدر مع المرضى، في مكان من مهماته الرئيسة علاج المدمنين، وتكشف اليوم المزيد من التجاوزات، خصوصاً في ما يتعلق بإهمال الحالات المنومة. قصص وحكايات لا تنتهي في مجمع الأمل الطبي في الرياض نشرتها «الحياة» قبل ستة أشهر، بعدما التقت أصحابها والمعنيين، وتحدث بعضهم بحسرة، وآخرون تحدثوا على استحياء، ورفض معظمهم الكشف عن هوياتهم، خوفاً أو حرجاً. كان من أبرزها استغلال بعض الاستشاريين المرضى في إجراء تجارب أو استخدامهم كعينات بحثية أو تدريبية من دون موافقتهم أو موافقة ذويهم، وهو ما ثبت خلال تحقيق لجنة من وزارة الصحة. واعتبر عضو جمعية حقوق الإنسان خالد الفخاري، أن استغلال المرضى النفسيين بالتجارب الطبية «مخالفة صريحة»، وقال ل«الحياة»: «ما يحدث لبعض المرضى من إخضاعهم لاختبارات خارج الإطار العلاجي يعتبر امتهاناً لهم». وأوضح أن ما يصيب المرضى النفسيين يعد عارضاً في شخصياتهم، يدخل ضمن العوارض الأهلية التي أخلت بأهليتهم، ويكون حينها الإنسان غير مدرك لما يحدث حوله، واستغلال الأفراد بهذه الفترة للمرضى، ويعتبر مخالفة صريحة يحاسب من يستغلها لأي سببٍ كان. ووصف عاملون في المجمع الوضع فيه ب«غير المناسب» لاستقبال الحالات ومعالجتها من الناحيتين الطبية والنفسية. وجاءت التحقيقات الحكومية لتؤكد أن صحة المعلومات المنشورة ودقتها، والتي اعتمدت «الحياة» في نشرها على مستندات ومصادر داخل المجمع ووثائق وشهادات أطباء ومرضى في المجمع.