أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أنه لن يسمح بعد اليوم «ان يكون لبنان منصة لتوجيه رسائل لأي أحد او مكاناً لحماية اي نظام او دولة سوى لبنان». ودعا خلال لقائه أبناء الجالية اللبنانية، في اطار زيارته الاورغواي، المغتربين إلى الحفاظ على علاقتهم مع بعضهم بعضاً وعلى ارتباطهم، مسلمين ومسيحيين، لبنانيين وعرباً، لأن مصيرهم ومستقبلهم واحد». وطمأن سليمان المغتربين الى الوضع في لبنان «بعد الفترة الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية»، وقال: «تحول الدول العربية نحو الديموقراطية امر يصب في مصلحة لبنان في المستقبل، فهو بلد ديموقراطي منذ اكثر من 70 سنة، لكنه لم يكن باستطاعته ممارسة هذه الديموقراطية بشكل صحيح بسبب عدم تداول السلطة في الدول المحيطة وغياب الديموقراطية». وقال: «للأسف، صارت بعض المحاور والفئات السياسية في لبنان على ارتباط مع الدول المحيطة. ولهذا السبب تحول لبنان ساحة للصراع بين الانظمة العربية المجاورة، لكن هذا الامر توقف ولم يعد لبنان مثل هذه الساحة، وتحولت السياسة اللبنانية محلية فقط وغير مرتبطة بأي امر آخر». وذكّر بأن «لبنان دفع ثمناً كبيراً لحريته وديموقراطيته، وانتم اول من دفع هذا الثمن الباهظ من خلال هجرة اهلكم واجدادكم»، مشيراً الى «القرار الذي اتخذناه الى طاولة الحوار في «اعلان بعبدا»، ونجحنا في تحييد لبنان عن كل الصراعات المحيطة، اذ لا نرغب في التدخل في امور غيرنا، كما لا نرغب في تدخل احد في امورنا». وقال سليمان: «نحن دعاة سلام وديموقراطية، ونتمنى الاستقرار للدول العربية والديموقراطية من دون اي عنف او تدخل خارجي، وان تستجيب الدول والحكومات لارادة الشعوب من خلال التوافق على نظام سياسي يجلب الخير لهم ولغيرهم في وقت لاحق»، مضيفاً أن اسرائيل «احتلت لبنان لمدة 22 سنة، وهجرت الفلسطينيين اليه، ولكننا في النهاية هزمنا اسرائيل وتمكنا من تحرير الاراضي اللبنانية. وحاول الارهاب تحويل لبنان قاعدة انطلاق له في الشرق الاوسط، واعتدى على الجيش اللبناني وذبح عسكرييه عام 2007 على طريق الشمال، لكن الجيش واجه المنظمات الارهابية وقضى عليها واقتلع جذورها»، وتابع: «صحيح ان الجيش دفع ثمناً غالياً لهذا الانجاز الكبير، تمثل بسقوط 180 شهيداً له، لكنه اظهر للعالم مدى قوة الارادة اللبنانية، فللمرة الاولى تقتلع منظمة ارهابية في العالم كما اقتلعت «فتح الاسلام» من نهر البارد». وزاد: «عام 2008، وبعد كل الاحداث التي شهدها لبنان والمنطقة، انتخب رئيس للجمهورية اللبنانية، وبدأت رحلة بناء لبنان في ظل عدم وجود اي محتل او صديق غير محتل على اراضيه. ومنذ ذلك الوقت، استعاد لبنان حضوره على الساحة العالمية بعد غياب سنوات عدة». ولفت الى أن لبنان «اقام علاقات ديبلوماسية مع سورية تجسيداً لارادة اللبنانيين منذ الاستقلال وايضاً للارادة السورية في الآونة الاخيرة، فارتفع العلم اللبناني في الشام كما ارتفع العلم السوري في بيروت. واستعاد لبنان ممارسته الحياة الديموقراطية بشكل صحيح، اذ ان الانتخابات تتم في مواعيدها وعلى المستويات كافة، كذلك الامر تشكيل الحكومات في مواعيدها الدستورية. وانطلق التشريع وسن القوانين ووضعت الخطط لقطاعات الخدمات والانتاج، ولعل الاهم في هذا السياق استعادة الجنسية وحق الانتخاب للمغتربين». وأعلن أن «الموضوع الاول بات في مجلس النواب حيث تتم مناقشته ونأمل باقراره قريبا، وهو يسهل على المغتربين الذين فقدوا ملفاتهم واصبحوا غير مسجلين ومن دون جنسية، ان يستعيدوا جنسيتهم اللبنانية. اما الموضوع الثاني، فتم اقراره ومن المفروض ان ينفذ عام 2013، وخلال الاسبوع الحالي تقرر صرف الاعتمادات اللازمة لوزارة الخارجية لاتخاذ الاجراءات لتأمين الاقتراع الالكتروني، واجراء الانتخابات النيابية في موعدها». وأكد انه «منذ العام 2008 ايضاً، بات الامن مستتباً برعاية الاجهزة الامنية وعلى رأسها الجيش، واقررنا برنامجاً ورفعناه الى المجلس النيابي لتسليح الجيش اللبناني لمدة خمس سنوات، كي يستطيع بمفرده ان يمتلك السلاح في لبنان ويدافع عن ارض لبنان ضد الخطر الاسرائيلي وضد الارهاب وضد اي خطر قد يتعرض له لبنان».