شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على أن «هيئة الحوار تدرس خطة استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان تضع سلاح المقاومة بتصرف الجيش في حال الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية فقط، وليس من اجل أي هدف آخر داخلياً كان أم خارجياً، ويكون استعمال هذا السلاح بطلب من الجيش عند حصول اعتداء وبقرار من السلطة السياسية». واعتبر «أن هذا الأمر ضروري إلى أن تتمكن الدولة من تجهيز الجيش للدفاع عن لبنان، وهو أمر قد يتطلب سنة أو سنتين لتأمين الأسلحة اللازمة للجيش للرد على أي خرق أو اعتداء إسرائيلي، بما يحفظ كرامة لبنان وسيادته». موقف سليمان جاء أمام الجالية اللبنانية في البيرو، على هامش تمثيله المجموعة العربية في أعمال القمة الثالثة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية، على أن اليوم الأول من زيارته البيرو تخللته قمة لبنانية - أردنية وأجرى سليمان مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني محادثات تطرقا خلالها «إلى المخاطر التي تهدد المنطقة والوضع السوري لجهة اتخاذ الاحتياطات المناسبة في فصل الشتاء إذا استمرت الأزمة بالتفاقم»، بحسب بيان للمكتب الإعلامي في القصر الجمهوري. وأكد الطرفان وجوب «إيجاد حل سلمي للأزمة في سورية بعيداً عن العنف والتدخل الخارجي واعتماد الحوار الداخلي لحل الأزمة». كلمة سليمان وطمأن سليمان في كلمته أمام الجالية إلى «الوضع في لبنان، لأنني أعلم تماماً القلق الذي يساوركم جراء الأحداث التي حصلت في الآونة الأخيرة. دفع لبنان ثمناً باهظاً من حريته وديموقراطيته وشبابه واقتصاده للحفاظ على الديموقراطية التي مارسها اكثر من 70 سنة وتم خلالها تداول السلطة. ونحن سعيدون بالتحول إلى الديموقراطية من حولنا ولكننا نريده أن يتم من دون عنف وإراقة دماء ومن دون تدخل خارجي». وأضاف قائلاً: «من اجل ذلك، اتخذنا قراراً في هيئة الحوار في لبنان اطلقنا عليه اسم «إعلان بعبدا» وينص على تحييد لبنان عن كل الصراعات التي تجري من حوله وفي العالم ومنع انعكاساتها السلبية على الداخل اللبناني، وألا يكون ساحة لتصفية الحسابات وتوجيه الرسائل منه إلى الخارج كما حصل في السنوات الماضية. وهذا الأمر دعانا أيضاً إلى رفض جعل لبنان منطقة آمنة من اجل تدريب أو تجهيز أو انطلاق عمليات عسكرية ضد سورية أو مرور الأسلحة والمسلحين منها وإليها. هذا الموقف من شأنه أن يحمي لبنان ويضاف إلى مظلة الأمان التي أرساها اتفاق الطائف عبر توزيع الشأن السياسي واعتماد الديموقراطية الميثاقية بين اللبنانيين». وقال: «لبنان، وبعد العام 2008 شهد انتخاب رئيس للجمهورية وخروج الجيش السوري من أراضيه وبعد الاضطرابات التي شهدها منذ العام 2005، ينعم باستقرار امني ملحوظ، وإذا كانت الصورة التي ظهرت في وسائل الإعلام مشوشة عن بعض الاضطرابات منذ شهرين، فإننا لن نسمح لها بالاستمرار وتدخل الجيش بالفعل، مع القوى الأمنية والقضاء، لقطع دابر الفتنة وإعادة تكوين الصورة الجميلة للبنان التي انعكست خلال زيارة البابا». ولفت الى ان «مشروع استعادة الجنسية للبنانيين يناقش». وتوقف عند مشروع «إشراك المغتربين في الانتخابات، الذي اقر عام 2009، على أن يطبق في الانتخابات المقبلة عام 2013»، مشيراً إلى أن «وزير الخارجية عدنان منصور وضع خطة لممارسة هذا الحق الديموقراطي سيتم مناقشتها الأربعاء المقبل ووضع الاعتمادات المالية من اجل البدء في تطبيقها، وبالتالي إن المطلوب منكم هو الإقبال على التسجيل». وتحدث عن انكباب الدولة على «تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية للقيام بواجبها على اكمل وجه». وشدد على أن لبنان «استطاع بفضل النظام المصرفي الجيد، وبفضلكم انتم أيها المغتربون عبر استثماراتكم ومساهماتكم في وطنكم الأم أن يشهد نمواً جيداً تباطأ أخيراً بسبب ما يحصل من أزمة مالية وما تشهده الدول العربية راهناً». وقال: «يبلغ احتياط المصرف المركزي حالياً 32 بليون دولار وهو رقم لم يصل إليه سابقاً، كما أن قيمة الذهب الأصفر تبلغ نحو 17 بليون دولار، ناهيك بالذهب الأبيض المتمثل بثروته الاغترابية، أما الودائع والتحويلات بالعملة الصعبة في المصارف فبلغت اكثر من 120 بليون دولار، وتحويلات المغتربين السنوية للبنان هي 7 بلايين دولار ولذلك وصفتكم بالذهب الأبيض». الهم المشترك مع الأردن وكان سليمان اكد بعد محادثات القمة مع العاهل الأردني «أن الهم المشترك كيفية إيواء النازحين السوريين إن كان في لبنان أو في الأردن، خصوصاً أننا على أبواب الشتاء ولبنان والأردن يعانيان نقصاً في الطاقة». وعما إذا كانت الأزمة السورية ستطول، قال سليمان: «أتشاطر مع العاهل الأردني الرأي بأن الأزمة ستطول». وعن التنسيق بين البلدين لمعالجة موضوع النازحين، لفت إلى «وجود تنسيق على المستوى الإنساني والطلب من الدول أخذ الموضوع بالجدية المطلوبة». وعن الخطر الذي يمكن أن يشكله النازحون على الأمن الأردني، أوضح انه لم يتم بحث الموضوع وأن الملك الأردني لم يثر هذا الموضوع، واعتبر أن المسألة «تشكل عبئاً في ظل الضائقة المعيشية والاجتماعية، وهو عبء قد يتطور أحياناً إلى إرباك امني». ولفت إلى أن «الجيش الأردني، كما الجيش اللبناني، يتدخل عند الضرورة على الحدود»، مشيراً إلى أن «اللقاء مع الملك عبد الله الثاني لم يتطرق إلى الخشية من إمكان انتقال الأزمة إلى الأردن».