اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن «الجيش الوطني اثبت من خلال تعاطيه الوطني مع الأحداث ان لبنان موحد وسيبقى موحداً». وشدد على ان «لبنان يتمتع ايضاً بقوى أمنية محترمة، أصبحت لديها جاهزية بعد اهمال طويل وتكشف الجرائم بسرعة، وهذا يطمئن لأنه يقطع الطريق على الاغتيالات»، مجدداً التأكيد ان «لا عودة للاغتيالات في لبنان». ودعا سليمان امس في ختام زيارته استراليا الى «البدء بمسيرة العودة الى الوطن، وليس بالجغرافيا فقط، بل بالارتباط بالوطن وهنا يكمن مدى تقصير الدولة بحق المغتربين، وبتأخر اللقاء 60 سنة، ولكن آمل بأن تكون تلك بداية رحلة التعاون الطيب مع المغتربين الذين رفعوا اسم لبنان عالياً»، وطمأن اللبنانيين الى أن «كل ما يحصل اليوم هو نتيجة طبيعية للحريات العامة والتقدم العلمي والاتجاه نحو الديموقراطية، وهذا ما نرغب فيه، اي ان تتمتع الدول المحيطة بنا بالديموقراطية». وأضاف: «لا احد يرغب في العنف لتحقيق الديموقراطية ولا الظلم ولا التدخل الخارجي في الدول العربية ليؤمن مصلحة إسرائيل»، معرباً عن خوفه «من ألا تتعاطى الأنظمة الجديدة بشكل صحيح مع مكونات المجتمع العربي، وهي مكونات اساسية من كل الطوائف ولا يمكن تسميتها بالأقلية، بل لها الفضل في الحفاظ على القضية العربية والأنظمة الجديدة وعلينا اشراكها في ادارة الأنظمة السياسية، دون النظر الى عدد الأشخاص بل الاعتماد على الحضارة التي يمثلونها». وأعرب عن قلقه على سورية «الجارة الأقرب، والتي تربطنا بها علاقات متينة جغرافية وعائلية وتاريخية، وأتمنى ان تتحول الى ديموقراطية بسلام وهدوء، وأن يتحاور السوريون مع بعضهم بعضاً دون تدخل احد لإيجاد الطريقة الأنسب لتطبيق الديموقراطية»، وقال: «نحن اصدقاء لكل الشعب السوري ولا نميز احداً عن آخر، ولا نتدخل الا في حال المساعدة على تهدئة الأوضاع، والأهم الا نجعل لبنان ساحة لتصفية اي حسابات، فهذا الأمر انتهى ولا يجب ان نعود اليه مطلقاً، ولن يكون لبنان قاعدة انطلاق لأي عمل تخريبي ضد سوريا او اي بلد آخر». لتحصين الاستقرار وطمأن سليمان المغتربين الى الوضع اللبناني الداخلي والدولي، «فهو ينعم باستقرار امني منذ عام 2008 وحتى اليوم، وتجاوز كل الأوضاع والمحن التي مرت ان على صعيد الأزمة المالية او الحرب على غزة او الجدل حول المحكمة الدولية والتي تم التمديد لها في آذار (مارس) في سبيل البحث عن العدالة والحقيقة. كما تجاوزنا ايضاً الاضطرابات التي تحصل حالياً في الدول العربية وسورية»، معتبراً أن «سبب الاستقرار هو اتفاق الطائف ودستوره الذي شكل نظام امان لكل الطوائف والمكونات وجعلها تشترك في ادارة الشؤون السياسية اللبنانية». ولفت الى أن لبنان «عاد الى لعب دوره على الساحة العربية والعالمية، وكان عضواً لسنتين في مجلس الأمن ودافع عن القضايا العربية وعن قضيته ايضاً، وأثبت للعالم اجمع انه لا يمكن ان تحل قضية الصراع العربي - الإسرائيلي على حسابه، وأفهمنا الجميع ان الدستور اللبناني يمنع التوطين اذا ما ارادت اسرائيل حرمان الفلسطينيين من حق العودة». وأشار الى «الدور الكبير لاتفاق الطائف في انهاء الحرب وترسيخ الاستقرار، ويجب ان نحصنه ونملأ الفراغات التي وجدت عبر التطبيق، وتصحيح ما يجب تصحيحه دون تردد ودون تفكير في مصلحة احد. والمطلوب ايجاد حلول لبعض الأمور التي يصعب حلها». وعرض سليمان وضع شابة لبنانية تدعى باميلا ابو سجعان (24 سنة) مصابة بسرطان الدم وتحتاج الى زرع نخاع عظمي، ولا تجد متبرعاً، مشيراً الى ان الاختصاصيين قالوا ان عليها ان تجد متبرعاً من العرق اللبناني. ودعا اللبنانيين المقيمين والمغتربين الى التبرع، وقال: «فور عودتي سأباشر حملة لإجراء الفحوصات للمتبرعين في لبنان حتى نجد المتبرع ذا الفئة التي تلائمها ونحن سنتكفل بالباقي».