تصاعدت المخاوف في أوكرانيا من تحوّل جذري في السياسة الأمريكية تجاه روسيا مع عودة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، إلى المشهد السياسي، وذلك في وقت كثّفت فيه القوات الروسية هجماتها الجوية على المدن الأوكرانية، حيث أطلقت عددًا قياسيًا من الطائرات المسيّرة عشية الذكرى الثالثة للغزو الروسي. تصعيد عسكري وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن 267 طائرة مسيّرة هجومية استهدفت البلاد خلال ليلة واحدة، فيما وصفه بأنه أكبر هجوم من نوعه منذ بدء الحرب. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها نجحت في إسقاط 138 طائرة مسيّرة في مناطق مختلفة، بينما وصلت عشرات الطائرات الأخرى إلى أهدافها. كما أطلقت روسيا ثلاثة صواريخ باليستية، أسفر أحدها عن مقتل شخص في مدينة كريفي ريه. مخاوف أوكرانية ويأتي هذا التصعيد في وقت تعيش فيه كييف وحلفاؤها الأوروبيون قلقًا متزايدًا بشأن تغيّر الموقف الأمريكي تجاه الحرب، فقد أظهر ترمب في تصريحات أخيرة ميولًا نحو إعادة فتح قنوات التواصل مع موسكو، مما قد يؤدي إلى فرض تسوية سياسية دون إشراك أوكرانيا أو حلفائها. وأعرب زيلينسكي عن مخاوفه من أن أي صفقة سريعة قد تعني خسارة أوكرانيا للأراضي، فضلًا عن تعرّضها لمزيد من التهديدات الروسية في المستقبل. ورغم تأكيد المسؤولين الأمريكيين أن أي مفاوضات سلام ستشمل كييف، فإن ترمب أثار حالة من الذعر في أوكرانيا عندما صرّح بأن زيلينسكي تصرّف ك«ديكتاتور» بسبب تأجيل الانتخابات بموجب قوانين الأحكام العرفية. تحركات دبلوماسية وفي تطور لافت، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن هناك تحضيرات جارية لاجتماع محتمل بين ترمب وبوتين، ما يشير إلى تحوّل في سياسة واشنطن قد ينهي العزلة التي فرضها الغرب على موسكو منذ بدء الحرب. وفي ردٍّ على الهجمات الروسية الأخيرة، شدّد وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيا، على ضرورة مواجهة العدوان الروسي، قائلًا: «لا ينبغي لأحد أن يثق في وعود بوتين، انظروا إلى أفعاله بدلًا من ذلك».