اصطفت مجموعات متتابعة من اليافعين والشباب بهدوء على رصيف نهر أبي رقراق الفاصل بين العاصمة الرباط ومدينة سلا المحاذية لها، في انتظار دورها للصعود الى سفينة «زهرة العاطفة» الراسية في مياه النهر الممتلئة بالقمامة. ويشرح ديفيد فرانش، المسؤول عن مشروع «حملة المحيط المتغير» الذي ترعاه «يونيسكو» ويقوم منذ العام 2010 بمهمات علمية وثقافية اجتماعية، ان فريق الرحلة سيحاول في المغرب «مصالحة الإنسان مع المحيط». وصعد إلى متن السفينة حوالى 800 تلميذ من مدينة سلا، تكفل بمصاحبتهم طاقم يتألف من علماء وناشطين ومراهقين مشاركين في المغامرة ضمن برنامج إعادة تأهيل سويسري، يتضمن جولة في السفينة برفقة مرشد، واستكشاف كاسحة ألغام تعود إلى الحرب العالمية الثانية، وعرض فيديو عن الأضرار الناجمة عن الأنشطة البشرية. ويعد المغرب وجهة سياحية مهمة، وهو يملك سواحل تمتد ألفي كيلومتر على ضفاف البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، من دون احتساب سواحل الصحراء الغربية. وحصل 20 شاطئاً مغربياً خلال العام الجاري على علامة «العلم الأزرق» التي تأخذ مقياس جودة المياه ونظافة الشواطئ من النفايات، من بين معايير تصنيف أحسن الشواطئ في المغرب. لكن على امتداد الشاطئ الواقع بين الرباط والدار البيضاء، وخارج الشطآن المحروسة، تتناثر أكياس البلاستيك وزجاجات مختلف أنواع المشروبات وغيرها من أنواع القمامة التي يخلفها الناس على السواحل. وتقول فاطمة الزهراء، التي وقفت على رصيف النهر برفقة تلاميذ إحدى ثانويات مدينة تمارة الساحلية المحاذية للعاصمة الرباط: «شرح لنا الطاقم ان التنوع البيولوجي يتدهور بسبب التلوث، ولم نكن نظن الوضع كارثياً إلى هذه الدرجة». وعلى مسافة خطوات قليلة يعلق يوسف وعمر ووليد على منظر النفايات: «يجب ألا نرمي القمامة على الشواطئ. أكثر الناس لا يدركون عواقب ذلك». ويقول كريستيان باسكوالي، أحد أعضاء الفريق العلمي: «يشعر الأطفال بالصدمة حين يشاهدون الصيادين يرمون نفاياتهم البلاستيكية في الماء، فنشرح لهم أنه لم تكن للصيادين فرصة لمعرفة أخطار ما يفعلون». ويضيف: «نحاول ان نشرح لهؤلاء اليافعين ان نصف ما نتنشقه من هواء على الأرض يعود فيه الفضل الى الأوكسيجين الذي تنتجه المحيطات».