واشنطن- «نشرة واشنطن» - يعكف كثير من المنظمات المعنية بالبيئة، مثل «جمعية الحفاظ على المحيطات» التي تتخذ من واشنطن مقراً، على شرح الدور الحيوي الذي تلعبه المحيطات في حياتنا اليومية، عبر تشجيعها الصغار على المشاركة في برامج لتنظيف الشواطئ في المجتمعات والمدن التي يقطنونها. ويعتقد علماء أن تكوين الحياة على كوكب الأرض بدأ داخل المحيطات، كما أن الكائنات البحرية تمثل غالبية أشكال الحياة في كوكبنا وفقاً لموقع «أولاد الأرض»، وتتحكم المحيطات بالمناخ والطقس. وتعتمد الأسماك على المحيطات لاستمرارها، وكذلك الاقتصادات القائمة على السياحة في المناطق المحاذية للسواحل، أما الاتصالات البعيدة ووسائل النقل فهي تتأثر بفعل المحيطات، كما أن الأخيرة تختزن النفط والغاز والمعادن، التي توفر كذلك طاقة حرارية وأخرى تولّدها حركة الأمواج والرياح، إضافة الى ان تكنولوجيا الأحياء البحرية هي أحد مصادر الأدوية. وينتهي المطاف بكميات ضخمة من القمامة في المحيطات سنوياً، ويمكن أن تؤثر بصورة خطيرة على صحّة البشر. فهناك مواد حادّة يمكن أن تصيب رواد الشواطئ بجروح، كما أن البطاريات وقطع غيار السيارات والبراميل المملوءة بمواد كيميائية يمكن أن تتسرب منها مركّبات سامة، في حين أن الحياة الفطرية مهددة، فالحيتان التي تعلق في شباك الصيادين، أو الحبال البالية، يمكن أن تموت غرقاً، كما يمكن أن تهلك الطيور وتنفق الأسماك بعد أن تأكل القمامة التي تعتقدها قوتاً. واستنفرت «جمعية الحفاظ على المحيطات» الصغار ليكونوا في مقدم الكثير من حملاتها العامة. ونظّمت هذه الجمعية، على مدى السنوات ال25 الماضية، حملة سنوية دولية لتنظيف الشواطئ، فجندت متطوعين في العالم أجمع لإزالة الركام والفضلات البحرية من مدنهم ومجتمعاتهم الساحلية. واعلنت الجمعية «ان الشواطئ والأنهار استعادت جمالها بعد أن تم رفع أكياس من القمامة كانت فيها، وفرزت المواد القابلة للتدوير» خلال حملة تنظيف واسعة انطلقت في أيلول (سبتمبر) العام الماضي. وفي تامبا (ولاية فلوريدا الأميركية) أجريت عملية التنظيف للشاطئ برعاية فرقة موسيقى الروك «الإخوة جوناس»، وشركة «ديزني» لإنتاج المواد الترفيهية. وشاركت الولايات الأميركية الخمسين في الجهود الدولية لتنظيف الشواطئ، كما فعلت ذلك دول كثيرة في العالم. وقام متطوعو «جمعية الحفاظ على المحيطات» بتوثيق مَشاهد لهذه الحملة من أنحاء العالم. وابتكر المتطوعون في غانا خطة تدعو إلى تفادي استخدام أكياس قمامة بلاستيكية، وجمع الفضلات والركام في سلال غسيل، ونقلها في براميل ذات عجلات إلى الحاويات. واكتشف المتطوعون في لندن بندقية عتيقة ذات فوهة قصيرة وسط حطام سفينة قديمة وزنها 5 أطنان. وساعد علماء في بورتوريكو أطفالاً على التعرّف إلى كائنات تم جمعها ضمن الركام في عمليتي تنظيف تحت المياه، وإعادتها بسلام إلى مَواطنها الطبيعية.