تفقدت شركة المعبر الإماراتية للتطوير العقاري الأعمال في مشاريعها على ضفتي نهر أبي رقراق في الرباط أول من أمس للتأكيد على استمرار استثماراتها في المغرب وعدم تأثرها بأزمة «دبي العالمية». ووصف العضو المنتدب في المجموعة، مقرها في ابوظبي، يوسف النويس ل «الحياة»: مشروع «باب البحر» بأنه أحد «أفضل الاستثمارات في المنطقة وبفضل تواجده على مصب النهر وعلى ضفاف المحيط الأطلسي وفي جوار مارينا لليخوت وقلاع تاريخية ومآثر ومتاحف فنية وتراموي للنقل السريع، جعله يلقى اهتماماً كبيراً حتى قبل اكتماله المقرر عام 2012». ولفت النويس إلى تلقي عروض شراء داخل الإمارات وبقية دول الخليج تتجاوز القدرة الإيوائية للمشروع، معتبراً انه يملك شروط النجاح، لكنه يحتاج إلى دراسات معمقة وصبر وإتقان بسبب نوعية الأرض التي يُبنى فوقها. وأسندت الدراسات الفنية إلى الشركة العالمية «فوستير اند بارتنيرز» التي صممت بناء ألفي شقة راقية، إلى أربعة فنادق سياحية من فئة خمس نجوم (تسند إلى روتانا الشرق الأوسط)، على مساحة إجمالية تقدر ب 560 ألف متر مربع وتكلفة 6 بلايين درهم مغربي. يقام المشروع بالشراكة مع وكالة تهيئة أبي رقراق وصندوق الإيداع والتدبير. وبلغ رأس مال الشركة المختلطة 1,5 بليون درهم ( 200 مليون دولار). وافتتحت المعبر الأسبوع الماضي فرعاً لها في المغرب لمواكبة سير الأعمال. وبحسب المصادر الإماراتية والمغربية يحظى مشروع باب البحر باهتمام الشيخ محمد بن زايد ال نهيان الذي دشن بداية الأعمال يرافقه شقيق الملك محمد السادس الأمير مولاي رشيد في أيار (مايو) الماضي. وهو جزء من ست حلقات لإعادة تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق بين الرباط وسلا على طول 17 كلم ومساحة 6 آلاف هكتار تشارك فيه مجموعات دولية وعربية أخرى أهمها سما دبي التي أوقفت الأشغال لأسباب مالية . وقال المدير العام لوكالة تهيئة نهر أبي رقراق حكيم لمغاري الصقل: إن المشروع « هو الأكبر من نوعه في أفريقيا بسبب خصائصه العمرانية والبيئية والتجهيزات المرافقة (قناطر، وتراموي) ووجوده في منطقة أثرية شديدة الحساسية المعمارية والفنية تحيط به مناطق خضراء وبحيرات ماء». وتوقع أن يعمل في المشروع نحو 150 ألفاً على فترات، ويُمَكن أن يجعل من الرباط واحدة من اجمل العواصم العالمية. وقدرت الاستثمار في المشروع بنحو 12 بليون دولار على مدى عشر سنوات منها تجهيزات وبنية تحتية ينفذها القطاع العام المغربي وبناء قناطر وأنفاق فوق النهر وتحته، في منطقة تعود آثارها إلى الرومان والأندلس. وحرصت المعبر على تأكيد عدم تأثرها بأزمة «دبي العالمية». وأفادت المصادر بأن التحدي القائم هو الزمن وليس المال في إشارة إلى الرغبة في الانتهاء من الأشغال في الآجال المحددة والانتقال إلى استثمارات جديدة. وأفادت مصادر من الشركة الإماراتية بأنها «تدرس كل العروض المقدمة وتتطلع إلى استثمارات أخرى في المغرب لأن مناخ الاستثمار جيد ومناسب ومشجع». وكان لتوقف مجموعة «سما دبي» عن مواصلة الأعمال مخاوف محلية من تعثر مشاريع ضفتي نهر أبي رقراق بسبب الضائقة المالية للشركات العربية المُنفذة. يذكر أن المعبر الدولية تأسست عام 2007 من خلال دمج ست شركات من إمارة ابوظبي تعمل في قطاع التطوير العقاري من بينها: الدار وصروح ومبادلة وريم انفستمنت وريم الدولية والقدرة القابضة. وتملك المجموعة مشاريع مبرمجة في كل من المغرب وقطر والأردن وليبيا.