رفضت غالبية فصائل «الحراك الجنوبي»، في جنوب اليمن، استجابة دعوة الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض تأجيل إنعقاد «المؤتمر العام لقوى الحراك» حتى تهيئة الأجواء وحل الخلافات بين هذه الفصائل. وتمكن القيادي «الحراكي» حسن باعوم رئيس «المجلس الأعلى للحراك الجنوبي» من عقد المؤتمر في ساحة المنصورة في مدينة عدن الجنوبية أمس، والذي يستمر لثلاثة أيام، في غياب أنصار البيض في الداخل وقيادات جنوبية منتمية الى أحزاب «اللقاء المشترك» التي شاركت قبل سنوات في تأسيس ما بات يعرف ب»الحراك السلمي» في معظم المحافظات الجنوبية. ورغم أن «مؤتمر الحراك» يتبنى إنفصال الجنوب عن دولة الوحدة التي تأسست من الشطرين الشمالي والجنوبي في منتصف العام 1990، ويدعو الى «تحرير» الجنوب من الإحتلال اليمني، لا يزال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يأمل بمشاركة «فصائل الحراك» في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتعيين ممثليها في هذا الحوار المقرر الشهر المقبل. وكان الرئيس هادي أكد، قبيل جولة قادته الى اوروبا والولايات المتحدة، أنه على تواصل مع فصائل «الحراك» في هذا الشأن. ورأس حسن باعوم أمس مؤتمر «الحراك الجنوبي» الذي إنطلقت أعمال يومه الأول في عدن بمشاركة آلاف من المنتمين الى «فصائل الحراك» ذات التوجه الإنفصالي. وفي حين لم يتطرق باعوم، في كلمة ألقاها أمام المشاركين، إلى مؤتمر الحوار الوطني، قال «ان مؤتمرنا هذا سيجعل شعبنا الجنوبي ينتفض ويثور بهذه الخطوة التنظيمية الرفيعة للمجلس الأعلى، وهو المؤتمر التاريخي الذي سيقر فيه وثيقة الاستقلال واللائحة الداخلية ومشروع قانون رعاية الشهداء والجرحى والمعتقلين». واضاف ان المجلس الأعلى «لم يتأسس لمرحلة آنية أو من خلال ردة فعل مجردة ضد الاحتلال اليمني أو من خلال فكرة عابرة من مجموعة من أبناء الجنوب، وإنما جاء معبراً عن إرادة الشعب الجنوبي. فمنذ اول يوم للاحتلال اليمني للدولة الجنوبية في السابع من (تموز) يوليو 1994 رفض الشعب الاحتلال بكل اشكالة وقاوم المحتل بكل الوسائل المتاحة انذاك لتكون انطلاقة كافة شرائح الجنوب ضد المحتل». وفي إشارة إلى رفض الإنخراط في التسوية الراهنة، قال باعوم: «كان لشعب الجنوب وقادته أمل في نجاح ثورة (شباط) فبراير 2011، انطلاقا من حسن النية ومن تصريحات وقيادات تلك الثورة التي لم تهدأ بعد وبالأخص ما اطلقته احزاب اللقاء المشترك من اعترفات بقضيتنا وعدالتها. واذا بتلك الآمال تنهار من جديد تحت جنازير الدبابات التي داست هذه الساحة». يذكر أن باعوم كان على تواصل وتنسيق مع علي البيض، وجرت بينهما اتفاقات على تشكيل «المجلس الأعلى للحراك»، غير أن الخلاف دب بين الرجلين بعد معلومات عن تلقي البيض دعماً مالياً من إيران. ودعا البيض باعوم الى تأجيل انعقاد المؤتمر، وذلك ل «استكمال الجاهزية التحضيرية والتنظيمية للمؤتمر واستيفاء متطلبات أخرى منها اعطاء الشباب مسؤوليات تنظيمية وميدانية وإعداد دستور لدولة الجنوب». وقال البيض في بيانه ان «الاجواء السائدة في قيادة المجلس الاعلى للأسف الشديد لا تؤهل لعقد مؤتمر للمجلس اطلاقا، بل تؤهل سلبا لإعادة انتاج ثقافة الاقصاء والتناقضات والانقسامات التي لن نسمح لها ان تنفذ الى جسد ثورة الجنوب المتماسك». وكان الرئيس هادي دعا في 26 الشهر الماضي المعارضين في المنفى، خصوصا القادة الجنوبيين، الى العودة الى البلاد شرط «احترام الدستور» والمشاركة الفاعلة في عملية التغيير التي يشهدها اليمن وفقاً للتسوية السياسية الراهنة.