شهدت جرود بلدة العرسال البقاعية على الحدود اللبنانية - السورية ليل أول من أمس، تجاوز مسلحين من «الجيش السوري الحر» الأراضي السورية إلى الجرود اللبنانية في منطقة تتداخل فيها أراضي البلدين بشكل معقد. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان صادر عن مديرية التوجيه أن الحادث هو الثاني من نوعه «في أقل من أسبوع»، وشرحت أن «قوة من الجيش السوري الحر دخلت الأراضي اللبنانية في جرود منطقة عرسال، وهاجمت أحد مراكز الجيش اللبناني مدعومة بعدد كبير من المسلحين، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصر المركز. وعلى أثر ذلك تم استقدام المزيد من قوى الجيش إلى المنطقة المذكورة، وباشرت ملاحقة المسلحين الذين فروا بعد الاعتداء باتجاه الجبال وبعض القرى والبلدات الحدودية». وأكدت قيادة الجيش أنها «لن تسمح لأي طرف كان باستخدام الأراضي اللبنانية من أجل توريط لبنان في أحداث الدول المجاورة»، مجددة «عزمها على حماية الأراضي اللبنانية، والتصدي بقوة لأي خرق لها من أي جهة أتى». روايتان ووصف رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في اتصال مع «الحياة» ما حصل بالقول إن «سيارة تقل مسلحين من «الجيش الحر» تاهت داخل الأراضي اللبنانية واقتربت من نقطة الجيش اللبناني الموجودة في المنطقة، لكن خرطوشة واحدة لم تطلق لا باتجاه الجيش اللبناني ولا في اتجاه «الجيش السوري الحر» وانتهى الأمر عند هذا الحد». وأضاف: «اليوم (أمس) هو يوم عادي ولم يحصل شيء على الحدود ونحن العراسلة لا نقبل أن يتعرض أحد للجيش اللبناني لا من قبل الجيش النظامي السوري ولا من عناصر الجيش السوري الحر». وأوضح النائب البقاعي جمال الجراح ل «الحياة» أن الحادث الذي حصل لا علاقة للبنان به وإنما حصل داخل الأراضي السورية بين الجيش النظامي والجيش الحر»، مؤكداً أن «أي احتكاك لم يحصل مع الجيش اللبناني الذي يتواجد في نقطة قريبة من مكان الحادث». وأوضحت مصادر موثوقة وشهود كانوا في موقع الحادث ل «الحياة» أن قرابة الثامنة مساء أول من أمس، نفذ «الجيش الحر» من أحد المرتفعات في جرود عرسال المشرفة على نقطة للجيش النظامي السوري عملية مستخدماً القصف، ثم حاول منفذو العملية الهرب، إلا أن «بيك أب» يقل مسلحي «الحر» تاه داخل الأراضي اللبنانية واقترب من نقطة الجيش اللبناني في خربة داود حيث كان يتواجد 15 عسكرياً وحاصر هؤلاء ال «بيك أب» الذي استغاث من فيه عبر اتصالات باتباع لهم، فحضرت 7 سيارات من نوع «بيك أب» تقل مسلحين من «الجيش الحر» وحضر آخرون من عرسال وحاصروا القوة التي تحاصر ال «بيك أب» وتسارعت الاتصالات بكل الاتجاهات، وانتهت إلى إنهاء الحال من دون أي تصادم». وأضافت هذه المصادر «أن الطرفين تجنبا أي احتكاك في ما بينهما، وأفهم كل طرف الآخر أنه لا يريد مشكلة مع الطرف الآخر». إلا أن الجيش اللبناني كثف أمس تواجده في المنطقة وعزز نقطته العسكرية بنحو 60 عنصراً لإقامة دوريات على مدار الساعة.