هدد رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني برد مكلف للغاية على أي عمل عسكري ضد بلاده، وقلل من أهمية تهديدات المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني ضدها واعتبرها دعاية انتخابية. كذلك قال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، إن إيران قادرة على إزالة إسرائيل من الوجود، فيما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن مسؤولين أميركيين حذروا تل أبيب من أن مصر والأردن قد تلغيان اتفاقات السلام وتقطعان علاقاتهما الديبلوماسية مع الدولة العبرية إن هي أقدمت على شن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وقال لاريجاني في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» أمس، إن ميت رومني «لديه القليل من الحكمة اللازمة لفهم عواقب شن حرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، واصفاً سياسة واشنطن في الشرق الأوسط بأنها «مجموعة من الإخفاقات». وسُئل عن رده على الاقتراحات بأن مخاطر اندلاع حرب ضد إيران ستتزايد في حال فاز رومني بانتخابات الرئاسة الأميركية في حين يعني بقاء باراك أوباما في منصبه تشديد العقوبات عليها، فأجاب «هذه مجرد تكهنات وسائل الإعلام، فرومني لديه القليل من الحكمة ليعرف أن الحرب ستكون مكلفة بالنسبة له، كما أن الأميركيين يعلمون أيضاً أن الصراع مع إيران سيكون مكلفاً للغاية، ولا ينبغي الاستماع إلى ما يُقال في الحملات الانتخابية». وأضاف لاريجاني: «الأنظمة السياسية هي التي تتخذ القرارات في الولاياتالمتحدة وليس الأفراد ولذلك فإن من هو موجود في البيت الأبيض لا يحدث فرقاً كبيراً»، مشيراً إلى أن أوباما «صعد إلى السلطة بشكل كاسح وقطع وعوداً لم يتبعها بأفعال». وتساءل: «ماذا فعل (أوباما) لفلسطين؟ ألم يذهب إلى تركيا ومصر وتعهد بحماية حقوق المسلمين؟ لكن لم نر أي إجراء يدعم ذلك، كما أن الأميركيين دعموا الرئيس المصري السابق حسني مبارك حتى لحظاته الأخيرة في السلطة، وفعلوا الشيء نفسه مع الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح». واعتبر لاريجاني (54 سنة) الذي شغل منصب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين من 2005 إلى 2007، أن نجاح المحادثات النووية بين بلاده والدول الست الكبرى (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا) «يعتمد على استعداد واشنطن لإجراء محادثات صادقة». وحمل ما وصفها ب «العداوات الغربية» مسؤولية عدم إحراز أي تقدم في المحادثات، مشدداً على أن المفاوضات «من شأنها أن تساعد في حال جعلت واشنطن تصريحاتها العلنية في شأن حق إيران في امتلاك طاقة نووية سلمية مكتوبة». وقال لاريجاني: «كرر الرئيس الأميركي أو وزيرة خارجيته (هيلاري كلينتون) في الكثير من الأحيان الاعتراف بحق إيران في امتلاك الطاقة النووية، فإذا كانا يقبلان بذلك فعليهما تدوينه لكي نستخدمه كأساس لدفع المحادثات قدماً، لأن ما يتم ترديده خلال المحادثات يختلف تماماً عما يُقال خارج إطارها، وهذه مشكلة». وحيدي يتوعد ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وزير الدفاع الإيراني، قوله في تصريح للصحافيين إن «قدرة إيران الدفاعية في مواجهة تهديدات الكيان الصهيوني، كبيرة لدرجة أنها قادرة على إزالة هذا الكيان عن الوجود». وأضاف أن «الكيان الصهيوني الغاصب يعاني من مشاكل عدة والتهديدات التي يطلقها ما هي إلا مبالغات يحاول من خلالها، التغطية على مشاكله الداخلية». ورداً على سؤال، استبعد وزير الدفاع الإيراني احتمال شن هجوم عسكري خارجي على سورية «لأن هجوم كهذا سيؤدي إلى إشعال الحرب في المنطقة برمتها». وأضاف إن «الدول التي ستشن الحرب ستتضرر أكثر من غيرها بهذا الهجوم، لذا لا ينبغي أن تقدم على عمل كهذا». واتهم من وصفهم ب «الأعداء»، بأنهم «يسعون إلى بث المخاوف النفسية لدى الشعب (الإيراني) كالإيحاء بالعقوبات والتهديد العسكري وإثارة الحرب النفسية والعزلة». وقال إن «العدو يفرض العقوبات الاقتصادية، إلا أن الجمهورية الإسلامية تعتبرها فرصة للتطور». تحذير أميركي ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي بارز طلب عدم الكشف عن اسمه أن واشنطن حذرت الدولة العبرية من أن الزعماء العرب لن يكونوا قادرين على السيطرة على رد فعل الجماهير الغاضبة في حال قيام إسرائيل بضرب إيران. وأشار المسؤول إلى أن ردود الفعل الغاضبة والعنيفة في بعض دول الشرق الأوسط عقب فيلم مسيء للإسلام تؤكد أن «القادة العرب لا يسيطرون على شعوبهم بل الشوارع هي التي تسيطر على القادة». وشدد المسؤول الأميركي على ان «ضربة إسرائيلية هي بالضبط ما يحتاجه الإيرانيون. وسيخرج كل الشارع العربي والإسلامي إلى التظاهر». وأضاف إن «ما حدث مع الفيلم المسيء للنبي محمد هو مجرد عينة لما سيحدث في حال شن ضربة إسرائيلية». وشدد المصدر بحسب الصحيفة على أن القادة المصريين والأردنيين «لن يكونوا قادرين على الصمود أمام ضغط الجماهير وسيضطرون لاتخاذ إجراءات جذرية كقطع العلاقات الديبلوماسية وإلغاء اتفاقات السلام على رغم معارضتهم شخصياً لإيران نووية». وبالإضافة إلى إمكانية التضحية بالعلاقات مع مصر والأردن فإن الضربة ستكون لها «تداعيات خطيرة على العلاقات بين إسرائيل ودول إسلامية أخرى حول العالم»، بحسب المصدر نفسه.