«أنا لست مخرجاً، أعمالي يخرجها من حولي، تعالي يا عواطف نعيم أخرجي هذا المشهد إذهب يا مقداد عبد الرضا اخرج تلك اللقطة»، بهذه الكلمات بدأ المخرج المسرحي صلاح القصب كلمته في الحفلة التي اقامتها دائرة السينما والمسرح احتفاء به وبعمله الأخير «ريتشارد الثالث» بعد شهور من العمل عليه. وأضاف القصب في الحفلة التي أقيمت في المسرح الوطني في بغداد وحضرها جمع من الفنانين والادباء: «المسرح هو تواصل وحوار حضاري يشكل هرماً كبيراًً في استمرارية الانسان». وتحدث عن مسرحيته الجديدة «ريتشارد الثالث» التي «افسحت عن لغة صورية عبارة عن اتحاد فيزياء بصري بين المكون المكاني وموجة الزمن في منظومة متعددة المستويات تدرك كوحدة اولية والكل في هذا المكون الافتراضي رحلة سفر إلى ما مرحلة البدء». واردف بحماسة: «في ريتشارد الثالث افتراضات غادرت فيها منطقة الحلم، المخرج لا يحلم، الحلم وهم وتهميش لذاكرة متلاشية، الاحلام تتلاشى لأنها لا تمتلك طاقة التاريخي والمخرج في حقيقته عالم فيزياء تشتغل معادلاته لتأسيس ثقافة بصرية، انها طاقة لأمواج صعبة الاختراق والاخراج». الاحتفالية افتتحتها الفنانة المسرحية عواطف نعيم التي قالت: «اقف امامكم اليوم ومعي استاذي ومعلمي واخي وصديقي ورفيق دربي صلاح القصب وانا فخورة بوجوده ضمن قافلة المسرح العراقي العتيد المشهود بأعماله التي خطها ولا يزال يخطها العديد من الفنانين وابرزهم بلا ادنى شك الاستاذ القصب». وأردفت: «من لم يطلع على مسرح القصب لا يعرف المسرح العراقي وكان هو عملاق مسرح الصورة في نهج حداثوي متواصل مع الشرق والغرب... وكانت مناهجه وبياناته متعددة لتضعه استاذاً كبيراً يخرج من معطفه اجيالا من الفنانين الذين يقدمون عطاء متميزاً واعمالا ابداعية». وعن مسرحيته الجديدة، قال القصب ل «الحياة» إن «ريتشارد الثالث هي الحلم الذي ظل يلازمني منذ سنين بعيدة وسعيت الى إخراجه بعدما أخرجت العديد من مسرحيات شكسبير، اتبعت المنهج ذاته وهو مسرح الصورة التي أرى أنها تنقل الكلمات ومعانيها المستترة وصورها وهو المنهج الذي اتبعه من وقت بعيد». وأضاف: «قطعاً سيكون للعمل علاقة بالواقع العراقي والأحداث التي جرت وذلك من خلال التواصل مع الثقافة الانسانية في شكل عام والمسرح العراقي هو جزء من هذه الثقافة وسيبقى مضيئاً ومتواصلا مع كل ما هو جديد». وعن سبب انشغاله الدائم بأعمال شكسبير، يجيب: «لأن فيها حرية في التعبير والتفكير، شكسبير دائماً يمنحنا فضاءات واسعة، وهو يشكل امتداداً لثقافة المسرح على مستوى الرؤية وعلى مستوى الاخراج، أنا بطبعي أميل الى النص المفتوح وهو ما أجده في النص الشكسبيري الذي هو أيضاً يمتلك آفاقاً كونية ممتدة إضافة إلى أنه يعالج أزمة الإنسان وصراعاته الداخلية مما يجعله أقرب إلى العصر». وصلاح القصب الذي يلقب مسرحه ب «مسرح الصورة» من ابرز الأسماء الفنية المسرحية في العراق والوطن العربي. قدم العديد من الاعمال المسرحية المميزة ابرزها «الملك لير»، «حفلة الماس»، «الشقيقات الثلاث»، «الخال فانيا»، «هاملت»، «الخليقة البابلية»، «ماكبث»، وأخيراً «ريتشارد الثالث». وحصل القصب خلال مسيرته على العديد من الجوائز منها تكريمه في مهرجان قرطاج المسرحي في تونس، وفي مهرجان القاهرة التجريبي في مصر، وله مشاركات دولية عديدة، كما كتب أربعة كتب في نظريات المسرح.