وسط تزايد ملحوظ في مغادرة أرمن سورية مدنهم والتوجه إلى ارمينا هرباً من تفاقم الحرب في ذلك البلد، قال ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة مواطنين ارمن قتلوا اثر استهداف سيارة تقلهم على طريق المطار إلى حلب عند منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء. وذكر شخص قريب من أحد القتلى ان عدد القتلى اربعة، إضافة الى اكثر من 13 جريحاً. وكان الضحايا عائدين من يريفان في ارمينيا الى حلب. وقال المصدر ل «فرانس برس» في اتصال هاتفي رافضاً الكشف عن اسمه «الجهة التي اطلقت النار غير معروفة»، مشيراً إلى ان خمس سيارات تعرضت للهجوم. وأضاف: «البعض يقول ان الجهة المعتدية هي الجيش السوري الحر، لكننا لا نملك اثباتاً على ذلك. علينا ان ننتظر لنرى»، مشككاً في احتمال ان يطلق الجيش الحر النار على سيارات تمر في الطريق. وتابع ان «احد القتلى كان ترك زوجته واولاده في ارمينيا، وكان يريد تفقد بعض الامور في حلب قبل العودة الى عائلته». وقال سوريون ارمنيون إن الآلاف غادروا سورية في الأونة الأخيرة بسبب العنف والتدهور الحاد في الوضع الانساني. ومن هؤلاء الذين غادروا يانوك سولاهيان الذي قال ل «فرانس برس» عند وصوله إلى ارمينيا ارض اجداده هرباً من المعارك في سورية كما فعل آلاف السوريين الارمن منذ بدء النزاع «كنا نسمع اطلاق نار وقصفاً طوال الليل». ويقول مواطنون ارمن وصلوا الى مطار يريفان لاستقبال اقرباء لهم سوريين ارمن قادمين من حلب، العاصمة الاقتصادية لسورية «الحمد الله، لقد وصلتم سالمين». وتكثفت المعارك في الاسابيع الماضية وقد اصبح المسيحيون من اصل ارمني يشعرون بخوف متزايد في سورية. ويقول سولاهيان ان «السلطات تحذرنا كل الوقت وتنصحنا بعدم مغادرة منازلنا لكي لا نتعرض للقتل». وقد وصل اكثر من ثلاثة آلاف سوري ارمني الى ارمينيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، منذ بدء النزاع في سورية في آذار (مارس) 2011. لكن العديد من اللاجئين على غرار سولاهيان يعتزمون العودة الى بلدهم سورية فور عودة السلام الى هذا البلد. وكان سولاهيان ينوي العودة في نهاية آب (اغسطس) إلى حلب «اذا كان كل شيء على ما يرام»، إلا ان الاوضاع تدهورت أكثر خلال الأسابيع الماضية. ووفق بعض التقديرات فإن ما بين 60 و 100 الف مسيحي من اصل ارمني يقيمون في سورية. وهم احفاد الارمن الذين فروا من المجازر ابان حكم السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الاولى. ويتخوف بعض اللاجئين من حصول مشاكل في سورية في حال الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تقيم حكومته علاقات ودية مع ارمينيا، واقامة محله نظام اسلامي. وقالت امرأة مسنة قادمة من حلب ورفضت الكشف عن اسمها في مطار يريفان «هذا الغموض يجعلنا بالتأكيد خائفين جداً. كيف سينتهي كل هذا وما سيحصل للاقلية المسيحية في حال رحيل الاسد؟». وعبر سوريون ارمن آخرون قدموا من حلب عن قلقهم على مصير اقربائهم واصدقائهم الذين لم يغادروا سورية. وفي يريفان، اتخذت السلطات اجراءات لتسهيل عودة السوريين الارمن الى اراضي اجدادهم عبر تبسيط اجراءات الحصول على تأشيرات دخول والسماح لهم بالحصول على جواز سفر من القنصلية الارمنية في حلب. وقدم اكثر من ثلاثة آلاف سوري ارمني طلبات للحصول على الجنسية الارمنية في الاشهر الستة الماضية، ما يدل على القلق المتزايد ازاء مستقبلهم في سورية. وتشدد وزارة الشتات على واقع ان الوضع ليس حرجاً بعد وانه من غير المرتقب تنظيم عملية اجلاء جماعية.