الوضع بين أميركا وإيران وإسرائيل هو التالي وأي كلام آخر يتجاوز الحقيقة. إسرائيل تملك ترسانة نووية مؤكدة ولم توقع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وهي دولة عنصرية محتلة تدمر وجود الفلسطينيين في بلادهم كل يوم. وهي تريد من الولاياتالمتحدة أن تهدد إيران بحرب إذا واصلت برنامجها النووي، بل تحاول فرض خطوط حمر على إيران عبر واشنطن. إيران تملك برنامجاً نووياً تقول إنه للأغراض السلمية، ولا يصدقها أحد، وهي إذا أنتجت قنبلة نووية، أو مئة قنبلة لا تستطيع أن تهدد إسرائيل، لأنها ستمحى عن وجه الأرض لو استعملت السلاح النووي. الولاياتالمتحدة قبل أسابيع من انتخابات الرئاسة تواجه ابتزازاً إسرائيلياً شديداً بمساعدة عصابة إسرائيل من لوبي ومحافظين جدد وليكوديين، ولاؤهم الوحيد لإسرائيل. ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، وهو مجرم حرب شارك في هجوم لتدمير طائرات مدنية في مطار بيروت عام 1968، يكاد يأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن ينذر إيران ويهددها بحرب إذا لم توقف برنامجها. بل انه يقترح على الإدارة الأميركية ما يريد من خطوط حمر، إذا تجاوزتها إيران تتعرض لهجوم عسكري أميركي وإسرائيلي. اليوم، وبعد عشر سنوات أو مئة سنة، لا يمكن أن تهدد إيرانالولاياتالمتحدة بشيء. هذا مستحيل. ثم «تأمر» دولة نازية جديدة زعيمة الديمقراطيات الغربية بأن تهدد إيران لحسابها. اليوم أصبح بين العرب مَنْ يقول إن إيران، وليس إسرائيل، خطر علينا، وهو كلام يهبط إلى درك الخيانة. وأسأل لماذا لا تسعى دولنا لإنتاج قنبلة نووية رداً على إسرائيل وإيران؟ لا أريد أن يصبح الشرق الأوسط ساحة لأسلحة الدمار الشامل، إلا أنني أقول مرة أخرى رأيي القديم والباقي إن سعي الدول العربية إلى امتلاك السلاح النووي هو الطريق الوحيد لتهبّ الولاياتالمتحدة والشرق والغرب لتجريد المنطقة من هذه الأسلحة. هذه الدول قبلت إسرائيل بترسانتها النووية، بل ساعدتها في بنائها، وقد تقبل ترسانة في إيران، إلا أنها لن تقبل انتشار السلاح النووي في أيدي العرب. كل ما سبق صحيح، فهو معلومات، ولم أبدِ حتى الآن رأياً جديداً يقبله القارئ أو يرفضه. وأبقى مع المعلومات فرئيس وزراء إسرائيل، وهو يرأس عصابة جريمة وقتل وتدمير، سيزور الولاياتالمتحدة قريباً، ويبدو أن باراك أوباما لا يريد أن يستقبله فهو يدرك أن نتانياهو سيضغط عليه لانتزاع موقف ضد إيران لا يمثل أي مصلحة أميركية، وهو يدرك أيضاً أنه إذا خضع لضغط نتانياهو يكون قد خان أمانة المركز الذي اختاره الأميركيون ليشغَله. وإذا رفض الضغط، فستستعمله إسرائيل والميديا الأميركية المؤيدة عنصراً في حملة جديدة ضد باراك (حسين) أوباما، المسلم السرّي الذي يتخلى عن «الديمقراطية الوحيدة» في الشرق الأوسط. وهكذا يستفيد ميت رومني، المرشح الجمهوري صديق نتانياهو الذي وعد بدعم أي حرب إسرائيلية على إيران، وهذا إذا لم يوجه هو ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية خدمة لإسرائيل لا أي طرف آخر. أقرأ في الصحف الإسرائيلية أن هناك خلافاً بين نتانياهو ووزير الدفاع أيهود باراك على موضوع الضربة، ولا أصدق شيئاً منه، لأن باراك مجرم حرب آخر وقاتل إرهابي رأيناه في بيروت عام 1973، وهو ونتانياهو يمثلان يمين اليمين الإسرائيلي المتطرف الغارق في خرافات التوراة (هما يعرفان أنها خرافات ويستغلانها). رأيي الوحيد اليوم هو أن نتانياهو بمساعدة العصابة إياها يخطط ل «مفاجأة أكتوبر»، أي عمل يقلب الأوضاع السياسية الأميركية رأساً على عقب لمساعدة المرشح الجمهوري في الانتخابات لأنه يدرك أن المرشح الديمقراطي إذا عاد إلى البيت الأبيض لن يخدم إسرائيل، وإنما بلاده أميركا. [email protected]