عصابة الحرب والشر التي تسعى لمنع باراك أوباما من الفوز بالرئاسة الاميركية لولاية ثانية تقودها الحكومة الفاشستية الاسرائيلية، وتضم اليهود الاميركيين من محافظين جدد وليكوديين آخرين مع اللوبي إياه، وطبعاً هناك الحزب الجمهوري الذي يسيطر عليه جناح يميني متطرف نجح في ترشيح ميت رومني عن الاثرياء فقط، ومعه بول ريان الذي يمثل يمين اليمين في الحزب. رومني في خطاب قبوله الترشيح أيّد اسرائيل وهاجم إيران، ولا أزال عند رأي لي سجلته في هذه الزاوية عن «مفاجأة اكتوبر» فكل من يعرف بنيامين نتانياهو أو يتحدث معه سمع منه ان أوباما سيكون حراً من الضغوط في ولاية ثانية، ولن يقدم مصلحة اسرائيل على مصالح بلاده. لذلك فإسقاطه قضية حياة أو موت بالنسبة الى اسرائيل، خصوصاً مع المعلومات التي تضمنها التقرير الفصلي الاخير لوكالة الطاقة الذرية الدولية، فهو اكد ان تخصيب اليورانيوم في المنشآت النووية الايرانية يقترب من مستوى انتاج قنبلة ذرية، وان ألف جهاز طرد مركزي اضيفت الى منشأة تحت الارض قرب قم، وان المخزون الايراني من اليورانيوم المخصب يبلغ 145 كيلوغراماً الى 190 كيلوغراماً، بزيادة 30 في المئة على تقديرات التقرير السابق للوكالة. في أهمية كل ما سبق ان اسرائيل وحدها لا تستطيع تدمير المنشآت النووية الايرانية (المسافة بعيدة ولكن اسرائيل قد تستعمل مطارات جورجيا) فهناك عدد منها تحت الارض، واسرائيل لا تملك وسائل الوصول اليها، في حين ان الولاياتالمتحدة تستطيع ذلك، وهكذا فأمل اسرائيل الوحيد هو ان تبدأ مواجهة مع إيران تستدرج اليها الولاياتالمتحدة، واذا رفضت ادارة أوباما التدخل، فستتهم بأنها تخلت عن أول حليف للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، والديموقراطية الوحيدة المزعومة في المنطقة، بل ستتهم بأنها تعرض أمن الولاياتالمتحدة نفسها للخطر. أجد كل يوم خبراً أو أخباراً، مثل طبق اليوم، عن خطر ايران على اميركا واسرائيل، بل ان نتانياهو هاجم دول عدم الانحياز لصمتها عن حملات ايران على اسرائيل، مع العلم ان نصف الدول المئة والعشرين في مؤتمر طهران كانت عربية ومسلمة تعتبر اسرائيل عدواً يحتل القدس ويحاصر المسجد الاقصى، وان الدول الاعضاء أيدت بالإجماع البرنامج النووي الايراني للاغراض السلمية. وكان نتانياهو قبل ذلك حاول ان يقنع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعدم الذهاب الى مؤتمر عدم الانحياز في طهران، مع ان المشاركين يمثلون غالبية سكان الارض. وبان حاول دفع الشر الليكودي عنه بانتقاد انكار المحرقة. وقد انتقدت المنكرين دائماً لأننا لم نقتل اليهود في افران الغاز. ادارة أوباما عالقة بين حمق النظام الايراني، وتحديداً الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي يعطي أعداء بلاده ذخيرة ضد ايران في كل تصريح له، وبين نازية الحكومة الاسرائيلية التي تسعى لرحيل أوباما بكل وسيلة ممكنة، والادارة في محاولة لاستباق ضربة اسرائيلية لايران، اعلنت اجراء تدريبات عسكرية في الخليج ونشر نظام ضد الصواريخ فيه، وزيادة الحصار على صادرات النفط الايراني. وهناك الآن مفاوضات أميركية - اسرائيلية تحاط بالكتمان هدفها الحؤول دون انفراد اسرائيل بعمل عسكري ضد ايران يجر المنطقة كلها الى مزالق غير معروفة النتائج. مع ذلك، نعرف ان معظم تمويل حملة رومني هو من اليمين اليهودي الاميركي. واذا وجدت حكومة اسرائيل ان أوباما متقدم بوضوح على منافسه الجمهوري، او اذا كانت استطلاعات الرأي العام متقاربة، فهي ستتجاهل كل محاولات الادارة لتثير حرباً ضد ايران، ربما شملت حزب الله ولبنان وآخرين. الفجور الاعلامي على كل صعيد، وعندما قتل سياح اسرائيليون في مطار برجاس، في بلغاريا، اسرع نتانياهو فاتهم ايران كأنه يرى الغيب. ومثله فعلت افتتاحية في «واشنطن بوست» الاسبوع الماضي كتبها مجلس التحرير، أي جماعة صفحة الرأي، وبعضهم ليكودي متطرف. الافتتاحية عارضت امتلاك ايران قنبلة نووية، متجاوزة ان اسرائيل تملك ترسانة منها، وضمت الافتتاحية هذه العبارة «هجمات إرهابية قام بها الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني استهدفت ديبلوماسيين اسرائيليين في نصف دزينة من الدول...» أين الدليل على ذلك؟ اسرائيل هي أول دولة ارهابية في العالم، وهي التي اطلقت الارهاب البديل وتتحمل وحدها المسؤولية عنه. الا انني اريد ان اختتم برأي سجلته مرة بعد مرة وسأعود اليه في المستقبل هو ان تسعى الدول العربية، وتحديداً مصر والمملكة العربية السعودية، الى امتلاك القنبلة النووية (عند الامارات برنامج نووي أتمنى لو تزيد عليه تخصيب اليورانيوم محلياً) فامتلاك الدول العربية القنبلة هو الخطوة الاولى لتجريد الشرق الاوسط، بما فيه اسرائيل، من أسلحة الدمار الشامل. [email protected]