تفتّقت عقلية ناشطين فلسطينيين شبان على شبكات التواصل الاجتماعي عن أفكار غير مسبوقة في التعاطي مع الأوضاع المأسوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما تواصلت الاحتجاجات الشعبية في الضفة احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، فتوقفت الحركة فيها نتيجة الاضراب الذي شلّ حركة المواصلات في مختلف مدنها بدعوة من نقابات النقل العام. وفجّرت مأساة الشاب ايهاب أبو ندى، الذي توفي متأثراً بحروق بالغة بعدما أشعل النار في نفسه قبل أيام في غزة، الخيال لدى عشرات الشبان الفلسطينيين، خصوصاً على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك». وجاهر الشبان بعرض صور وتعليقات لاذعة ضد حركة «حماس» وحكومتها التي يقودها اسماعيل هنية في غزة، فيما لم يعد للغزيين حديث سوى عن الأثرياء الجدد من المنتمين الى الحركة وغيرها الذين أثروا ثراءً فاحشاً جراء عمليات تهريب البضائع والسلع عبر الأنفاق الحدودية مع مصر. ويشير الغزيون الى فساد منتشر في الحكومة التي تم تعديلها أكثر من مرة منذ سيطرة الحركة على القطاع بالقوة في 14 حزيران (يونيو) 2007. ويرى الغزيون أن طلباتهم، وحتى انتقاداتهم، لا تلقى آذاناً صاغية لا من قبل حكومة «حماس» ولا السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ورئيس حكومتها سلام فياض. وتناول ناشط فلسطينيالخبر الذي نشرته حكومة هنية، ومفاده أن الاخير منح والدة أبو ندى ألفي دولار ووظف شقيقه في وظيفة عمومية ومنحه مساعدات شهرية من وزارة الشؤون الاجتماعية، ب»كوميديا سوداء»، إذ ابتكر اعلاناً تجارياً من وحي مأساة الشاب أبو ندى ونشر صورة عل «فايسبوك» يظهر فيها هنية حافي القدمين يسلم والد الشاب مبلغاً قيمته الفي دولار. وكتب الناشط أعلى الصورة «عرض خاص... احرق نفسك ودع عائلتك تحصل على مقابلة رئيس الوزراء حاف في منزله، ومبلغ الفي دولار، وتعيين شقيقك في وظيفة حكومية، وادراج اسمك في سجلات الشؤون الاجتماعية، وتسجيل اسرتك ضمن العائلات التي تحصل على مساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية». وذيّل الصورة بعبارة» العرض سارٍ حتى نفاد الكمية... وتباً لنا». وكتب ناشط آخر على «فايسبوك»: «860 مليونيراً جديداً في غزة خلال خمس سنوات من الحصار والانقسام». وفي محاولة لامتصاص أي ثورة شعبية قبل اندلاعها، اضطرت حكومة «حماس» أمس الى خفض أسعار الوقود المهرب من مصر بعدما أشعل ارتفاع أسعاره ثورة شعبية في مدن الضفة الغربية التي توقفت فيها حركة النقل العام مع بدء الاسبوع الثاني من الاحتجاجات ضد غلاء المعيشة والبطالة وارتفاع اسعار الوقود، بدعوة من نقابات النقل الى اضراب عام. واعتبر ناشط أن «اسقاط حكومتي غزة والضفة هو أفضل خيار فلسطيني، أما اسقاط سلطة أوسلو في الضفة واستبدالها بحماس فهو أفضل خيار اسرائيلي... وأنت اختار يا معلم»، فيما رأى آخر أن «الطريق إلي فلسطين تبدأ بتدمير مجموعات المصالح المتقاطعة مع الدولة الصهيونية والله محيي شباب الضفة». وانتقد فلسطينيون خطاب الرئيس عباس قبل يومين، الذي لم يأتِ فيه على ذكر مأساة غزة أو الشاب أبو ندى، بل اتهم الشاب الذي حاول حرق نفسه وابنته المريضة في مدينة رام الله بفبركة عملية الحرق وأنه سكب على نفسه ماءً. وشبّه محلل سياسي خطاب عباس بأنه مثل خطاب زين العابدين بن علي بعدما أحرق محمد بوعزيزي نفسه، فيما وصف ناشط آخر خطابه بأنه «يشبه خطاب رئيس مجلس إدارة لموظفي شركته التي شارفت على الإفلاس»، فيما قال آخر إن «هناك ثلاثة رؤساء يجب أن نستعجل في اسقاطهم. انهم يقتلون شعباً واحداً» في اشارة الى عباس وفياض وهنية.