قديما قيل "شر البلية ما يضحك"، لكن في أيامنا هذه، فإن شر البلية يدفعك لعمل صفحة على الفيس بوك تسميها تيمنا بحادثة وقعت أو مشكلة حصلت لشخص ما، ليبدأ بعدها حراك من نشر النكات والتعليقات الساخرة والناقدة حول ما يحصل. احرق نفسك وأحصل على 2000 $، صفحة جديدة رأت النور قبل ثمان ساعات فقط على كتابة هذه الأسطر "11:30 – 6/9/2012" بتوقيت دبي، أما مبرر افتتاحها فهو التهكم على مآل الأوضاع المعيشية للفلسطينيين، والتي أججت حوادث اشعال فلسطينيون النار بأنفسهم احتجاجا على سوء أوضاعهم المادية، وصعوبة تدبير أمورهم المعيشية. البداية كانت مع شاب في غزة، أحرق إيهاب أبو ندى نفسه داخل مجمع الشفاء الطبي، بعد أن يأس، ثاني المحاولات كانت مع الشاب خالد أبو ربيع، من مخيم الفوار في مدينة الخليل، حيث حاول احراق نفسه أمام مبنى بلدية دورا، لكن إما حنكة رجال الشرطة أو خوفه من اتمام المحاولة، أدى إلى إفشالها... ثالثها كانت مع حسن قهوجي من قطاع غزة والذي حاول حرق نفسه وابنته المريضة وسط رام الله احتجاجا على سوء وضعه الاقتصادي وعدم قدرته على توفير العلاج لابنته البالغة من العمر ست سنوات والتي تعاني من مرض السرطان. الصفحة تهكمت على استقبال هنية لأحد اخوة الشاب أبو الندى، حيث قدم له مساعدة قيمتها 2000 دولارا، وأصدر تعليمات بتعيين شقيقه في وظيفة حكومية، وإدراج اسم المتوفي في مستحقات الشؤون الاجتماعية وتسجيل أسرته كذلك ضمن العائلات التي تأخذ من مستحقات وزارة الشؤون الاجتماعية كعائلة فقيلة. على التويتر كتب لؤي القيسي ممازحا:" ولع في نفسك بس اوعا قفاك *** ولاتنساش تاخد حماتك معاك" ليتابع في تغريدة ثانية:" الشعب مصر يولع في نفسه ، حاجه مش غريبه فعلا". خالد شرقاوي نقل في تغريدته صورة عن الواقع في غزة حيث كتب:"صورة الموقف الآن: احتجاجات واغلاقات في ?#الضفة احتجاجا على الغلاء تصعيد صهيوني وشهداء في غزة"، أما تغريد صقر فغردت" شو بالنسبة لانو غزة بدها تحرق حالها". الطريف بالموضوع أن البعض اعتبر خطوة أبو الندى يمكن أن تكون بدل السيرة الذاتية التي يمكن أن تقدم للوظائف الشاغرة، بعد أن عُين أخاه في وظيفة حكومية، وآخرون تساءلوا عن مصير بقية العائلات التي تعيش في نفس الظروف، حيث كتب أحهم:"هل يجب أن يحرق شخص من كل أسرة نفسه لتحل مشاكله الحياتية؟، هل حللتم قضية آلاف المواطنين بصورة تشترون فيها الإعلام ب 2000 دولار ". تعليقات كثيرة انتشرت على الفيس بوك، بعضها تنبأ بثورة فلسطينية على الفساد، حيث كتب فراس إبراهيم على صفحته "الربيع الفسطيني بدأ". صفحة "احرق حالك" طالبت الناس بالتجمع غدا الجمعة 7/9/2012 في كل محافظات قطاع غزة بعد صلاة الجمعة، في ما اسموه ثورة الفقراء. تصريحات الرئيس محمود عباس حول تأييده مطالب الشعب بتخفيض الأسعار وزيادة الرواتب دفعت نبيل عباد بالتعليق على الخبر "اذا كنت سيادتتك مع هذه المطالب لماذا لا تقود هذا الحراك وأنت القائد المنتتخب أدعوك حين العودة الى رام الله بقيادة مظاهرات ضد الغلاء". دعوة الثورة جاءت صريحة في صفحة "كلنا إيهاب أبو ندى ثورة غضب أهل غزة" حيث كتب فيها:" ارجوكم ان تقومو بنشر الصفحة فقط انشرها على صفحتك ارسلها لصديقك اخبر كل من تعرف عنها وصلنا الى 700 في ساعات ولو توحدنا سنصل الى الالاف ----ثورتنا هي ثورة ضد الظلم والقهر ضد الجوع والذل ضد تجار الدم الذين ملكو الملالايين و ابناء غزة لا يجدون حتى قوت يومهم لو انت تحب غزة شاركنا ولا تبخل علينا وسنعمل هنا كالفريق الواحد وسيكون القرار بالتشاور حتى نصل الى اهدافنا المشروعة". رأي أنور حمام جاء أكثر عقلانية، ففي تعليقه على الفيس بوك طالب بوضع شعار واضح ومعين للحراك حيث كتب:"مشهد على شكل فنطازيا سياسية: مين مع مين، مين ضد مين، ما هو الشعار المركز للاحتجاج ، الغلاء ام اسقاط رئيس الحكومة والحكومة، من هي القوى الحاملة للمشروع ؟؟ يعني هل هناك حراك من طبقات ، شرائح فئات ؟؟؟ ام ان الحراك بواد والشعب الغلبان بواد تاني؟؟ من هو الحامل الاجتماعي لمشروع التغيير ؟؟؟ ( وعلى قولة عمر سليمان والله الموفق والمستعان).