واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد غاراتها على قطاع غزة خلال الساعات ال 48 الماضية، ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة سابع بجروح بالغة، في وقت لوّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بشن حرب جديدة على القطاع. جاء هذا التصعيد في وقت أعاد الحزب الديموقراطي، بطلب من الرئيس باراك اوباما، عبارة «القدس عاصمة لإسرائيل» الى البيان الحزبي للديموقراطيي بعد إسقاطها العام 1996، في حين أكدت وزارة الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن مصير القدس مرهون بمفاوضات الحل النهائي بين الطرفين. وتزامن التصعيد العسكري الإسرائيلي مع تصعيد داخلي يُنذر بانفجار وشيك، اذ تشهد الاراضي الفلسطينية حالاً من الغليان والغضب الشعبي غير المسبوق. ففي الضفة الغربية، نزل المواطنون الى الشارع للتظاهر والاحتجاج، واحرقوا دمية تمثل رئيس حكومة السلطة سلام فياض، ما اضطر الرئيس محمود عباس الى اتخاذ اجراءات استثنائية. كما وجهت انتقادات لاذعة لرئيس حكومة «حماس» اسماعيل هنية، ودعا «الغزيون» الى النزول الى الشارع بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على حكومة «حماس» وسياساتها والأوضاع المأسوية التي دفعت الشاب إيهاب أبو ندى الى حرق نفسه ووفاته نظراً الى فقر عائلته وعدم توافر فرصة عمل له، على غرار ما فعل محمد البوعزيزي الذي أشعل فتيل ثورة تونس والربيع العربي. وكان شاب فلسطيني حاول احراق نفسه في رام الله اول من امس، مثلما فعل آخر في الخليل قبل ايام احتجاجاً على الاوضاع الاجتماعية. في هذه الأثناء، دخلت اسرائيل على الخط، وصعدت عدوانها على القطاع الذي توعده غانتس ب «حرب جديدة». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن غانتس قوله في مقابلة إنه «لا يستبعد اجتياحاً إسرائيلياً لقطاع غزة»، بل يعتقد أنه «ستكون هناك حرب هجومية جديدة في غزة». من جانبها، ذهبت «حماس» بعيداً في تفسيرها التصعيد الاسرائيلي الذي وصفته بأنه «خطير وغير مبرر، وجريمة تضاف الي جرائم الاحتلال الاسرائيلي»، وقالت في بيان إن التصعيد «يستهدف مواقف الرئيس المصري الجديد (محمد مرسي) المحتضنة بالكامل لغزة والقضية الفلسطينية». وكانت قوات الاحتلال المتمركزة الى الشرق من معبر «ايرز» شمال القطاع اطلقت قذيفة مدفعية مسمارية صباح أمس، ما أسفر عن استشهاد إيهاب الزعانين (26 عاماً) وشقيقه أكرم (21 عاماً) وطارق الكفارنة (22 عاماً). وسبق ذلك، إطلاق طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار صاروخاً واحداً على أربعة شبان ترجّلوا لتوّهم من سيارتهم المدنية جنوب مخيم البريج وسط القطاع ليل الأربعاء - الخميس، ما أسفر عن استشهاد خليل جربة (25 عاماً) من مخيم البريج، وخالد القرم (24 عاماً) وزكريا الجمال (29 عاماً)، وكلاهما من غزة، فيما أصيب الرابع بجروح خطيرة. وقال ناطق عسكري اسرائيلي إن الطائرة استهدفت مجموعة من حركة «الجهاد الاسلامي» كانت تحاول اطلاق صاروخ على بلدات اسرائيلية. وسقط عدد من قذائف الهاون ظهر أمس في المجلس الإقليمي لمنطقة «شعار هنيغف» والمجلس الإقليمي لمجمع مستوطنات «أشكول» في صحراء النقب المحاذية للقطاع، من دون وقوع مصابين أو أضرار.