اكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه الإذاعي الأسبوعي أمس، أن بلاده باتت أقوى بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وقال إن ذكرى الاعتداءات التي تصادف الثلثاء «وقت لتذكر مقتل حوالى 3 آلاف رجل وامرأة وطفل، والعائلات التي خلفوها، وللتفكير كم تقدمنا كأمة خلال السنوات ال11 الماضية». زاد: «العقد الماضي كان صعباً، لكن الولاياتالمتحدة عادت أقوى كأمّة. نقلنا القتال إلى تنظيم القاعدة، وقضينا على قياداته ووضعناه على طريق الهزيمة. وبفضل شجاعة ومهارة عناصر استخباراتنا وقواتنا المسلحة، لم يهدد زعيم التنظيم أسامة بن لادن أميركا مجدداً». وشدد على أن الأميركيين يرفضون العيش في خوف، وقال: «اليوم يرتفع برج جديد في سماء نيويورك، وبلدنا أقوى وأكثر أمناً ويحظى باحترام أكبر في العالم، بعدما أثبتنا أن أي عمل إرهابي لا يمكن أن يغير حقيقتنا في حماية بلدنا الذي نحب والحفاظ عليه». وباشر أوباما على غرار ميت رومني، منافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، التحضير للمناظرات التلفزيونية الثلاث التي ستجمعهما في تشرين الأول (أكتوبر). وسيركز الرئيس الحالي على الدفاع عن حصيلته، فيما سيسعى رومني إلى طرح حلول بديلة. ويتواجه أوباما ورومني في دنفر (كولورادو، غرب) في 3 تشرين الأول، ثم في هيمستيد (نيويورك، شمال غرب) في 16 الشهر ذاته، وبوكا راتون (فلوريدا، جنوب شرق) في 22. كما تجرى مناظرة تلفزيونية بين مرشحيهما لمنصب نائب الرئيس جو بايدن وبول راين في دانفيل (كنتاكي، وسط شرق) في 11 تشرين الأول. وقضى المرشح الجمهوري وفريقه ثلاثة أيام هذا الأسبوع في فرمونت (شمال شرق) لبدء تحضير هذه المناظرات، وذلك بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي الذي نصب رسمياً أوباما مرشحاً للبيت الأبيض في مدينة شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية (جنوب شرق). ويكسب هذه المناظرات غالباً المرشح الذي يتفادى التلفظ بجملة زائدة تبقى في أذهان الناخبين ضده، علماً أن أوباما ورومني خطيبان هادئان يفضلان الحجج المنطقية والمجادلة على حساب النقاش العفوي. وقد يكمن مفتاح النجاح في قدرة احد المرشحين على الرد على سؤال غير متوقع. وهنا يمكن أن يكون رومني بحسب خبراء «جيداً جداً أو سيئاً للغاية». وقال جون غير، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «فاندربيت»: «سيترتب على رومني أن يثبت بدءاً من المناظرة الأولى انه جاهز لتولي منصب الرئيس، وجذب الناس للاعتياد على صورته رئيساً». وتدرب المرشح الجمهوري على هذه المواجهات خلال مشاركته في 20 مناظرة أثناء الانتخابات التمهيدية لحزبه في الشهور الأخيرة. وهو سيستعيد بالتأكيد العبارة التي رددها الجمهوريون أخيراً خلال توجههم إلى الناخبين في شأن حصيلة الولاية الأولى لأوباما: «لستم في وضع افضل مما كنتم عليه قبل اربع سنوات، لكنني استطيع أن اجعل حياتكم افضل». في المقابل، لم يشارك الرئيس المنتهية ولايته في أي مناظرة منذ تشرين الأول 2008، حين تواجه مع خصمه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية جون ماكين. وسيسعى إلى إثبات أن خصمه سيُطبق سياسات قديمة سبق أن فشلت، وكسب تأييد الطبقات المتوسطة. ورأى الخبير جون غير أن موقع أوباما اكثر تعقيداً»، فيما لن يستطيع رومني التشدد في انتقاد قانون «أوباماكير» للضمان الصحي والذي تعهد إلغاءه في حال وصوله إلى الحكم، لأنه طبق قانوناً مماثلاً حين كان حاكماً لماساتشوستس، واستوحى أوباما منه إصلاحه. وتوقعت ويندي شيلر الأستاذة في جامعة براون أن يغتنم أوباما الفرصة للتشكيك في صدق رومني»، فيما حذرت من انه سيترتب على الرئيس المنتهية ولايته أن يتجنب، بأي ثمن، ارتكاب الخطأ الذي وقع فيه آل غور المرشح الديموقراطي للانتخابات عام 2000، حين ظهر «بارداً ومتعجرفاً ومدعياً بعض الشيء» في مواجهة جورج بوش.