يستعد عشرة شعراء من المشاركين في مسابقة "شاعر الملك" للمشاركة بقوة وفاعلية في الحلقة الثانية من المرحلة النهائية وذلك بعد ما أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمسابقة أسماءهم أول أمس. وكشف الشبان التسعة اضافة لزميلتهم الشاعرة عن حماس كبير لتحطيم الأرقام التي حققها زملاؤهم في الحلقة الماضية، وذلك من خلال أدائهم في البروفات بشكل قوي مبدين استفادتهم من تجارب زملائهم الاسبوع الماضي وملاحظات لجنة التحكيم على طريقة الاداء ودرجة صوت الشاعر. والمتسابقون الذين سيلقون قصائدهم على خشبة المسرح تواليا اليوم كل من: ضيف الله عماش العتيبي، عايض ناصر العتيبي، عبدالعزيز إبراهيم الشهيل، عبدالعزيز سلمان الفراج، عبدالله رمضان الرسلاني، عبدالله زويبن الحربي، عبدالله سماح المجلاد، عبدالله عبيان اليامي، عبدالله محمد آل منصور، خزنة عايد الشمري. وتبث اللجنة المنظمة تقريرا تلفزيونيا عن كل شاعر يدخل إلى المسرح بعد التعريف باسمه، وبعد التقرير يلقي قصيدته ومن ثم يتم تصويت لجنة التحكيم الكترونيا. واعتمدت اللجنة آلية عادلة لمشاركة المتسابقين في الحلقات النهائية بحسب الحروف الابجدية، حتى خروجهم على المسرح أثناء البث المباشر وفق الآلية نفسها. ووافقت اللجنة على إدراج الشاعرة الدكتورة إيمان آل منير ضمن الحلقات المقبلة من المسابقة اثر تغيبها عن الحلقة الاولى لظروف خارجة عن إرادتها، موضحة أنها حريصة على مشاركة المتسابقين وفق الجدول المعد لهم مسبقا، وأنهم في حال واجهوا أي عائق ستعمل اللجنة على تذليله او معالجته. من جهتها، أكدت لجنة التحكيم بين المتسابقين، أنها مستقلة في آرائهم وقراراتهم وأن الدرجة التي يضعها عضو اللجنة يتم مباشرة والكترونيا من دون اي تدخل، وتظهر الدرجات مباشرة على شاشة العرض من دون ايضاح أسماء الأعضاء حتى يكونوا بعيدين عن أي ضغوط أو حرج سواء مع الشعراء أو الجمهور. واوضحوا ان تحديد ال 16 المتأهلين للجولات النهائية من المسابقة لن يعلن عنها إلا مع تقييم الشعراء ال 50 حيث سيعلن عن اسماء الشعراء الاعلى حصولا على تقييم لجنة التحكيم. واتفق اعضاء لجنة تحكيم مسابقة (شاعر الملك) على أهمية المسابقة التي تنبع من دلالة ورمزية الاسم الذي تحمله، مؤكدين أن المضامين التي تهدف إليها والرسائل النبيلة التي تحملها إضافة إلى حملها اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان السبب الرئيس في إبداء الموافقة الفورية على المشاركة كحكام مستقلين في آرائهم ولا يضعون تحت منظورهم سوى القصيدة فحسب. وتمنى الناقد علي المسعودي أن يكون حضوره مختلفاً عن المسابقات الأخرى بالشكل الأفضل ويكون مرضياً لمن اختاره لأن يكون ضمن اللجنة، لافتاً إلى أن المكان ليس سهلاً لكبر المسؤولية الملقاة على عاتقه في وجود أساتذة ودكاترة في النص الشعري.وقال: "المشاركة في مسابقة (شاعر الملك) فرصة لا تفوت بالنسبة لي، أولا لاسم الملك هذا الرجل الذي يسكن القلوب، وتقديرا لهذا الرجل الذي يعني الكثير للأمة العربية والإسلامية".وأضاف:"الإخوان في قناة (المرقاب)كانوا حريصين على وجودي ومحبتهم أخجلتني". وأوضح أن من معاييره عند رؤية النص التركيز على جمال القصيدة بكل منطلقات الجمال أثناء تقديمها من الشاعر: "فلا يكفي أن تكون جميلة فحسب بل يجب أن تقدم بشكل جميل، وأتمنى أن اوفق في الكلام الذي يرضي ضميري". وأعلن الدكتور محمد بن مريسي الحارثي أستاذ النقد الأدبي في قسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى، أن أعضاء اللجنة يمنحون وقتا كافيا للحكم على القصيدة، مشدداً على وجود معايير وقتية، فعندما ينتهي الشاعر من القاء قصيدته يوازن عضو اللجنة بين ما استمع إليه ليصل إلى تقويم نهائي للنص". من جانبه، أوضح الدكتور سعود الصاعدي أن قصيدة المدح لها معايير تراكمية تنتج عن تراكم شعري في سياق ثقافي وستكون وفق هذه النظرية الفنية النقدية، ملمحا إلى أن التقييم الفني يرتكز فيما يقرؤونه على الورق. وقال:" هذا لا يعني إهمال الالقاء الدلالي الذي ينبع من روح النص وينسجم معه، على العكس من الحضور المسرحي البعيد من النص والذي لن ألقي له بالا"، وذكر الصاعدي أن مسمى المسابقة هو سبب موافقته على المشاركة فيها. وفي السياق ذاته، أكد الدكتور جريدي المنصوري أمين عام سوق عكاظ تركيزه على النظر الى المفردة والتركيب واختيار الوزن والقافية والبعد الجمالي للنص والصورة الشعرية وحضور الشاعر ومهاراته وأدواته في الإلقاء وتجسيد حضوره الشعري. وحول ظهور الدرجات بصورة مباشرة أمام الجمهور قال المنصوري:" ذلك لا يسبب لنا حرجاً ويندرج تحت مبدأ الشفافية ونحن لا نخاف الحرج كوننا نخشى الله قبل كل شيء، ونحن حريصون أن نكون معتدلين في التعاطي مع الأمور". أما الشاعر راشد بن جعيثن فأكد عدم وجود تعليمات للجنة حول المعايير مبيناً أنهم ينظرون إلى الابداع والجديد، موضحا أن الشعراء المشاركين أكثر ثقافة ومرونة وتقبلا للنقد. وقال: "قرأت مجموعة من قصائد المتسابقين فوجدت شعراء يكتبون الشعر للشعر، والمحكم لابد أن ينزل لمستوى كل شاعر بعيداً عن لغته". يذكر أن جمهور مسابقة "شاعر الملك"موعود بجوائز نقدية في كل حلقة تبلغ 50 ألف ريال سعودي، ينالها عشرة من الحضور، اذ يتم توزيع ارقام على الجمهور عند دخولهم المسرح وبعد ذلك يتم السحب عليها إلكترونياً على الشاشة امام الجمهور في كل فاصل بين صعود الشعراء لخشبة المسرح. وقد شهدت الحلقة الاولى الافتتاحية من المرحلة النهائية لمسابقة "شاعر الملك" حضورا غفيرا من الجمهور وخصوصا متذوقي الشعر يتقدمهم عدد من اصحاب السمو الملكي المهتمين بهذا الموروث الشعبي العريق الى جانب مسؤولين بارزين في الدولة على مختلف المستويات، ويتوقع بان يتضاعف عدد الحضور مع سخونة التنافس بين الشعراء والشاعرات واقتراب مرحلة حسم الفائز بالمسابقة.