في عز شبابه حرمته حادثة مرورية من الاستمتاع بنعمة الحركة والإحساس. ليس هذا وحسب، بل وفقد فرصة إكمال دراسة التمريض، والذي لم يتبق منه سوى مستوى وحيد. طوال السنوات الأربع الماضية اقتصرت أحلامه على العلاج في مستشفيات متخصصة، بعد أن أتعبته المواعيد المتفاوتة للمستشفيات الحكومية متواضعة الإمكانات. يحكي الشاب سلطان جابر ذو ال23 عاماً، والذي يسكن في شعب آل دهمي التابع لمركز القفل الحدودي معاناته، ويقول: «تعرضت لحادث انقلاب مع زملائي أثناء عودتي إلى منزلي قبل أربعة أعوام على طريق جازان - أحد المسارحة، ونقلت بعدها إلى مستشفى أحد المسارحة، ومن ثم إلى مستشفى الملك فهد المركزي». ويضيف: «بعد الفحوصات تبين للأطباء إصابتي بفقدان كامل للإحساس وكسر في الفقرات الرابعة والخامسة والسادسة، إضافة إلى كدمة في الحبل الشوكي، ما تسبب في إصابتي بشلل رباعي»، موضحاً بأنه لم يكن يستطيع التنفس إلا عن من طريق أنبوب خارجي عبر القصبة الهوائية. حاول الأطباء جاهدين تدارك الوضع السيئ للشاب سلطان من دون جدوى، «أجروا لي عملية شد في الرأس في الفقرات العنقية وعملية تنفس من طريق أنبوب، واستطعت بفضل من الله أن أحرك يداي ورجلاي، إلا أن الأطباء ذكروا لي أنه إذا نمت فترة أطول في المستشفى ربما سأصاب بالغرغرينا، السبب الذي جعلني أؤمن سريراً طبياً على حسابي والتعاقد مع ممرض لعمل المساج». ويؤكد سلطان: «رفعت برقية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، الذي وجه بعلاجي وجرى استقبالي في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، إلا أنهم طلبوا مني تقريراً حديثاً كون التقرير السابق له أكثر من سنة». مع مرور السنوات بدأ سلطان يلمس تحسناً وإن كان بطيئاً في وضعه الصحي، «أجمع الأطباء على أن هناك تحسناً تدريجياً في الحالة، إلا أنهم أكدوا بأن ذلك التحسن سيتوقف عند حد معين ما لم يتم علاجي في مستشفيات متخصصة». ولا يخفي سلطان أن المراجعات المتعاقبة وتواضع إمكانات المستشفى الذي يعالج فيه (مستشفى الملك فهد المركزي في جازان) أجهدته كثيراً ولم تسهم إيجاباً في علاجه، خصوصاً أن المواعيد متباعدة، الأمر الذي جعله يفكر في العلاج في المستشفيات الخاصة المتطورة داخل البلاد أو خارجها، إلا أن الضغوطات المالية التي يعانيها وأسرته تعوق تحقيق حلمه. ويناشد سلطان المسئولين وأصحاب القلوب الرحيمة بالوقوف معه لاستكمال علاجه، حتى يستطيع إكمال مشواره التعليمي والذي لم يتبق سوى مستوى واحد فقط في معهد التمريض.