لم تكن الثلوثية الأسبوعية الخاصة بجلسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان عادية، حيث خصص للجلسة موضوعًا مهمًا يخص شريحة كبيرة من أبناء المجتمع «الشؤون الصحية أرقام وإنجازات.. والأخطاء الطبية مسبباتها وكيفية التعامل معها». وأبدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان تفاؤله بمستوى الخدمات الطبية في منطقة جازان، وبخاصة عقب اكتمال المشروعات الطبية الجاري تنفيذها حاليا وتنفيذ المشروعات المعتمدة حديثا والتي تشمل مستشفى تخصصي يضم مختلف التخصصات الطبية حيث تم تسليم الموقع للمقاول إلى جانب مستشفيات أخرى بعدد من محافظات المنطقة والتي سيكون لها دور في الرقي بمستوى الخدمات الطبية في المنطقة، وذلك في جلسة سموه الأسبوعية والتي كانت عن الشؤون الصحية والأخطاء الطبية بقصر سموه مساء أمس الأول بحضور مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور حمد بن محمد الأكشم وعدد من القيادات الصحية بالمنطقة بحضور عدد من المسؤولين والمواطنين. وقال سموه إن لنا ملاحظات كثيرة على المستشفيات الموجودة في المنطقة، وقد حملناها وطرحناها أمام وزير الصحة، وسمعنا منه ما يسرنا، فنحن نعرف أن العديد من المستشفيات لم تكتمل ولم تشغل بطاقتها التكاملية، ونعلم ان مستشفى الملك فهد قد انتهى عمره الافتراضي ولا تزال تصرف عليه المبالغ الطائلة، فأتمنى من الصحة أن تعيد خططها وتنظيمها. وأوضح سموه أن فرقًا من وزارة الصحة قامت بأعمال المسح الطبي للمنطقة من حيث كمية الأدوية والكوادر الفنية والطبية، مضيفًا أننا طرحنا كل الموضوعات المتعلقة بتطوير القطاع الصحي في المنطقة أمام وزارة الصحة والتي أبدت تجاوبًا كبيرًا سواء عبر الخطط الحالية أو المستقبلية ولذلك فالتفاؤل موجود بتطور الخدمات الطبية بما يخدم المواطن في هذه المنطقة الغالية متمنيا سموه التوفيق للعاملين في صحة جازان. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أنه متفائل بالمستشفيات التي سيتم افتتاحها وبالأطباء الذين سيتم التعاقد معهم وأتمنى إعادة النظر في المستشفيات ال 50 سريرًا. وخلال اللقاء استعرض الدكتور الأكشم المشروعات الصحية المعتمدة لصحة جازان في ميزانية العام المالي الحالي والتي بلغت 573,556,000 ريال واشتملت على العديد من المشروعات الصحية التي منها إنشاء مستشفى جنوب منطقة جازان سعة «300« سرير وتأثيث وتجهيز مستشفى الصحة النفسية بجازان سعة 200 سرير وإنشاء سكن العاملين بمستشفى الصحة النفسية وإنشاء مركز طبي شرعي بالمنطقة ودعم إنشاء البرج الطبي بمستشفى جازان العام ودعم إنشاء مستشفى النساء والولادة وبرنامج التشغيل الذاتي لمستشفى الأمير محمد بن ناصر «الحميات» إلى جانب مشروعات صحية أخرى. كما تضمن اللقاء طرح العديد من الآراء حول مستوى الخدمات الصحية المقدمة بمنطقة جازان. سراج يحتاج العلاج في الخارج وتحدث المواطن موسى بن احمد البكري عن حالة ابنه سراج الصحية، حيث يبلغ عمره ثلاث سنوات ويعاني من إصابة في النخاع الشوكي بالعمود الفقري اثر حادث مروري، وقد كان التشخيص الصادر من مستشفى الملك فهد بان المريض مصاب إصابة كاملة في الحبل الشوكي (شلل رباعي) حيث تم تحويل المريض من مستشفى أبو عريش العام كحالة حادث مروري مع تاريخ مرضي من فقدان الوعي من وقت الحادث، عند وصول الطفل إلى مستشفى أبو عريش العام كان قد حصل توقف قلبي رئوي حيث تم إنعاش الطفل بعد استدعاء فريق الإنعاش القلبي الرئوي حيث تم نقله وهو في حالة الصدمة وتم عمل أشعة مقطعية للدماغ وللفقرات العنقية، وعند وصول المريض إلى الطوارئ في مستشفى الملك فهد المركزي كان الطفل قد تم فحصه بواسطة طبيب جراحة الأطفال وطبيب جراحة المخ والأعصاب حيث كان في حالة صدمة، وكان النبض 40 بالدقيقة، وضغط الدم 80/40، تم إنعاش المريض، والرقبة مثبتة بطوق عنقي، والمريض منوم في وحدة العناية المركزة (الأطفال) وهو تحت إجراءات الإنعاش. وقال والد الطفل انه تمت مخاطبة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله قبل وفاته بإمكانية علاج الطفل في احد المستشفيات المتخصصة في ألمانيا، وقد وافق سموه رحمه الله على علاج ابني في الخارج بتاريخ 17 /8/ 1431ه إلا انه لم يتم نقله إلى الآن. وأكد البكري أن أمه تعيش حالة نفسية سيئة وتسوء حالتها عندما تجد معاملة سيئة من قبل الممرضات ولا مبالاة. بدر توفي نتيجة الإهمال وقال والد الطفل بدر إسماعيل بن عيسى العامري إنه حضر إلى طوارئ مستشفى جازان العام نتيجة شعوره بالاختناق في التنفس ولعدم وجود أنبوبة الأكسجين تعذر الأطباء بعدم توفرها وعدم توفر كرسي، تم تحويله إلى مستشفى الملك فهد، فوجدنا عدم الاهتمام واللا مبالاة من قبل الأطباء وطاقم التمريض في قسم الطوارئ، ونتيجة الإهمال أصيب ابني بإتلاف في أعضائه من كبد وكلى وقلب حيث تدهورت حالته الصحية، وطالبت بنقله إلى احد المستشفيات المتخصصة إلا أن القائمين رفضوا ذلك، وساءت حالة ابني الصحية وفي يوم أثناء زيارتنا له شاهدنا نزيفًا دمويًا من الطفل وأيضا انخفاض درجة حرارة الغرفة وملازمة المدفئة لجسم الطفل مما أدى إلى احتراق الطفل وتشوهات في جسده، وكذلك تفاجأنا بكسر أسنان الطفل بسبب سحبهم لأجهزة التنفس من فم الطفل، وبعدها تفاقمت حالته الصحية حتى توفي. وقال العامري ان مطالباته لا تزال مستمرة في ديوان المظالم حتى هذه اللحظة. أمان ضحية إبرة وتحدت علي أمان البيشي، والد أمان المتوفى نتيجة خطأ طبي في مستشفى بيش العام، قائلا: ان ابني البالغ من العمر 32 سنة ذبح بابرة من قبل احد الاطباء في مستشفى بيش العام، والان جميع المرضى يهربون من مستشفى بيش ولا يريدون الدخول إليه لعدم ثقتهم في الأطباء الموجودين فيه ولا في الخدمات المقدمة للمواطنين. وأضاف: ابني ذهب سيرا على قدميه إلى مركز الرعاية لشعوره بالألم في احد أضراسه فتم تحويله إلى مستشفى بيش فتم اعطاؤه ابرة ودخل بعدها ابني في غيبوبة وحدثت له العديد من المضاعفات وتوقف القلب وتم تحويله إلى مستشفى الملك فهد وادخل العناية المركزة وفارق الحياة بعدها. فائزة النهاري تفارق الحياة نتيجة خطأ طبي وتحدث محمد بن يحيى الغريب، زوج المعلمة المتوفاة فائزة النهاري، عن فقد ثامر وراما لامهما نتيجة إهمال وخطأ طبي تعرضت له زوجته التي دخلت المستشفى وهي بصحة جيدة وتعاني من بعض أعراض الحمل العادية كألم في البطن والظهر وصداع، ولكن تفاجأنا بتفاقم حالتها الصحية وارتفاع ضغط الدم وبعدها قرروا إنزال الجنين من خلال عملية قيصرية، ثم تحويلها إلى مستشفى الملك فهد حيث فارقت الحياة هناك، ويقول محمد الغريب ان هذه ليست القضية الأولى نتيجة الأخطاء الطبية مع الشؤون الصحية فانا قد فقدت أبي وبعد ذلك أخي واليوم زوجتي. وهذه لن تكون الأخيرة ما دام انه لا يوجد العقاب الرادع لكل من أراد أن يتعلم في أرواحنا.