أسرة تعيش على الكفاف، يحاول أفرادها جاهدين مواجهة الظروف المالية بالاعتماد على أنفسهم، تنقصهم أساسيات كثيرة ويعيشون معظم أيام الشهر على الديون والقروض من الأقارب والأصدقاء حتى عندما تشد هذه الظروف من وطأتها يكتفون بالبقاء في المنزل وعدم إراقة دماء وجوههم. هكذا عودهم رب الأسرة، الذي لم يدرك أن المستقبل يخبئ له مصيبة أخرى، ولكن هذه المرة في فلذة كبده «سراج» الذي لم يكمل عامه الأول، إذ تعرضت الأسرة إلى حادث مروري انتهى بإصابة الطفل بشلل إضافة إلى إصابات أخرى يعتبر علاجها صعباً على معظم الأطباء. وكان الطفل سراج من ضمن أفراد الأسرة الذين تعرضوا إلى الحادث، فقد كان برفقتهم، وهو حالياً فاقد الوعي تماماً، إضافة إلى أن صحته في تدهور مستمر، وهو لا يزال يرقد في وحدة العناية المركزة في مستشفى الملك فهد المركزي في جازان. وأكدت التقارير الطبية وجود تمزق في الأربطة المحيطة، مع بقع كثيفة في الحبل الشوكي، كما أظهرت الأشعة فوق الصوتية وجود تمزق صغير في الكبد، إضافة إلى كدمات شديدة في الحبل الشوكي من الفقرة العنقية الخامسة مع نزف دون الحاد خارج الجافية أعلى الفقرة العنقية الرابعة، مع إصابته بشلل رباعي وتشنج في الأطراف السفلية. ويعتمد سراج حالياً على جهاز التنفس الصناعي ويتغذى من خلال أنبوب التغذية عبر الأنف، إلا أنه وعلى رغم ذلك فإن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد آخر. ويقول شقيق سراج: «يخيم علينا الحزن ويحاصرنا الخوف من كل جانب، لا نعلم كيف ننقذه ولا حتى كيفية تخفيف آثار الحادث»، موضحاً بأنه يرى في عيون الأطباء حيرة تجبر أفراد الأسرة على البحث عن مستشفى آخر أكثر تطوراً وأحدث إمكانات. ويضيف: «المعاناة الأخرى التي باتت تشكل هاجساً لدينا هي حال والدتي، فمنذ وقوع الحادث وهي في حزن دائم، انقطعت عن المناسبات الاجتماعية ولم تعد تغادر المنزل»، مستدركاً بأن الأمر نفسه ينطبق على والده الذي يحاول إخفاء حزنه وعجزه ولكنه لا يستطيع. ولا يخفي شقيق الطفل أنه بات يخاف على والده، «الشعور بالذنب والعجز عن علاج سراج يكاد يقضي على والدي»، مؤكداً بأنه في محاولات مستمرة لعلاج سراج. ولم ييأس والد سراج من علاج ابنه، فقد طرق كل الأبواب، إلا أنه لم يجد طريقة لعلاج طفله الصغير، إلا أن الوالد المحطم يسعى إلى علاج ابنه في مركز طبي متقدم، خصوصاً بعد أن أكد له بعض الأقارب أن هناك مستشفيات في ألمانيا عالجت أطفالاً في مثل حالة سراج. ولأن الوضع المادي للأسرة سيئ، فإنهم يتمنون من المسئولين في وزارة الصحة وفاعلي الخير والباحثين عن الأجر مساعدتهم لعلاج ابنهم في ألمانيا في أقرب وقت ممكن، خصوصاً أن الأطباء المعالجين لسراج حالياً يرون أن تأخير العلاج ربما يكون له نتائج سلبية تستمر معه طويلاً.