في وقت يستبعد مراقبون قرب عودة رئيس الجمهورية جلال طالباني الى العراق وتأخر عقد «المؤتمر الوطني» لحل الخلافات السياسية، لوحت كتلة رئيس الوزراء نوري المالكي الى امكان عقد المؤتمر وتطبيق الاصلاحات من دون طالباني، فيما شككت كتل برلمانية بينها «العراقية» و «التحالف الكردستاني» بوجود «ورقة الإصلاح السياسي» وأكدت عدم تسلمها مثل هذه الورقة رسمياً. وكان «التحالف الوطني» شكل لجنة الاصلاحات السياسية بهدف حل الازمة السياسية، وأعلن بدء حوارات مع الكتل السياسية في شأن ورقة اصلاح اعدتها، وأوضح عضو ائتلاف «دولة القانون» المنضوي في «التحالف الوطني» احسان العوادي ان «ورقة الاصلاح سلمت الى قادة الكتل وان كثيراً من النواب لم يطلعوا عليها، وبالتالي فإنهم يصرحون لوسائل الاعلام من دون ان تكون لديهم معلومات مؤكدة». وأضاف العوادي في تصريح الى «الحياة» ان «ورقة الاصلاح قسمت المشكلات الى ثلاث انواع بحسب الوقت الذي تتطلبه من اجل حلها، وهي قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، والاخيرة قد ترحل الى الدورة التشريعية المقبلة». وتابع: «وصلنا الى اتفاقات مهمة، خصوصاً في ما يتعلق بالنظام الداخلي لمجلس الوزراء وترشيح اسماء جديدة لشغل الوزارة الامنية»، مشيراً الى ان «التحالف الوطني لا يزال ينتظر ملاحظات ومقترحات العراقية والكردستاني لانجاز الورقة قبل عقد المؤتمر الوطني». واستبعد العوادي قرب عودة رئيس الجمهورية الى البلاد، وقال «ان الحال الصحية للرئيس لا تسمح له بالعودة الآن، واذا عاد فانه غير قادر على ادارة المؤتمر، ومن الممكن ان يكلف شخصية اخرى برعايته لأن اوضاع البلاد الحالية لا تحتمل تأجيل الاصلاح وحل المشكلات المتفاقمة». الا ان النائب عن «التحالف الكردستاني» محمود عثمان اكد ل «الحياة» ان «عودة طالباني الى العراق ستكون قريبة وخلال ايام، وسيرعى المؤتمر الوطني الذي اقترحه قبل عدة اشهر». وأضاف ان «حضور قادة الكتل السياسية من دون استثناء واجراء حوار مباشر بينهم سيؤدي الى نجاحه، لكن وبخلاف ذلك سيستمر الوضع الحالي على ما هو عليه»، معتبراً ان «تشكيل اللجان من قبل الاطراف السياسية لن يحل الازمة، لأن اللجان لا تستطيع حسم الملفات والمشكلات المهمة المختلف عليها بين الاطراف السياسية». وعن ورقة الاصلاحات السياسية، اوضح عثمان انه «لا توجد ورقة اسمها اصلاحات سياسية كما يزعم الآخرون، وانما هناك افكار يتبادلها بعض السياسيين بهذا الشأن». الى ذلك اكد المتحدث الرسمي باسم «القائمة العراقية» حيدر الملا في تصريح مكتوب ان «ورقة الاصلاحات السياسية التي يتبناها التحالف الوطني اخيراً بهدف حل الازمة السياسية في البلاد عبارة عن رؤى وأفكار ولم تترجم بورقة مكتوبة حتى تطرح على بقية الكتل السياسية». وأضاف: «نتظر ان يقدم رئيس مجلس الوزراء ورقة مكتوبة تضم نقاطاً واضحة للاصلاحات كي نستطيع التفاعل معها».