غير «التحالف الكردستاني» موقفه من رئيس الوزراء نوري المالكي، فبعدما كان مصراً على استجوابه، تمهيداً لسحب الثقة منه وإقالته، أعلن أمس أن وفداً يمثل أطراف «التحالف الوطني» الشيعي سيزور أربيل للقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني هذا الأسبوع، مؤكداً أن «الأولوية للحوار والإصلاح وليس للاستجواب أو سحب الثقة (من المالكي). وجاء موقف التحالف نتيجة انسحاب التيار الصدري من الجبهة المعارضة للمالكي، وأكد ائتلاف «دولة القانون» لوفد أميركي أن «الأزمة السياسية انتهت وأصبحت من الماضي». وأبلغ النائب عن «التحالف الكردستاني» حسن جهاد إلى «الحياة» أن «محور أربيل -النجف (يضم العراقية والأكراد وتيار الصدر) في انتظار حزمة الإصلاحات التي اعلنها التحالف الوطني»، موضحاً أن «هذه الإصلاحات ستعرض على الكتل. إذا وافقت عليها ستنتهي مسألة سحب الثقة والأزمة السياسية». وقال جهاد إن «تيار الصدر أكد أن الإصلاحات إيجابية وهي تحقق مطالب كل الكتل»، وزاد أن «تراجع التيار الصدري عن سحب الثقة اجبر الكتل على التفكير في أمرين: إما الاستجواب أو الإصلاح والتحالف الكردستاني يعطي الأولوية للإصلاح». وأضاف أن «الأسبوع المقبل سيشهد حراكاً كبيراً إذ ستعقد اجتماعات في بغداد مع أطراف التحالف الوطني لمناقشة ورقة الإصلاحات». وتابع أن «وفداً رفيعاً من التحالف الوطني سيزور أربيل للقاء رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال أيام للبحث في الأزمة السياسية». وأكد أن «الكتل المطالبة بسحب الثقة من رئيس الوزراء ستبقي هذا الملف قائماً في موازاة ملف الإصلاح فإذا رأت عدم الجدية في الإصلاحات ستمضي في ملف الاستجواب وسحب الثقة». وأشار إلى أن «الكتل تنتظر عودة رئيس الجمهورية جلال طالباني من ألمانيا لعقد المؤتمر الوطني والأسبوع المقبل سيكون حاسماً وفاصلاً في مسألة حلحلة الأزمة أو استمرارها». وكانت ثلاث كتل سياسية اجتمعت في أربيل في نيسان (أبريل ) الماضي واقترحت على المالكي و»التحالف الوطني» إصلاحات لم تتم الإجابة عنها خلال المهلة التي حددها الصدر، ما دفع الكتل إلى المطالبة بسحب الثقة من المالكي إلا أن تراجع «تيار الصدر» هذا الأسبوع صدم الكتل المتحالفة معه وأجبرها على البحث عن حلول أخرى. وكان الصدر اعلن الأحد الماضي أن «الاستجواب وسحب الثقة من الحكومة في الوقت الحاضر قد يكونان مضرين بعض الشيء، لأن العملية السياسية والديموقراطية ما زالتا فتيتين». وعقدت «لجنة الإصلاح» التي شكلها» التحالف الوطني» اجتماعها الأول الأربعاء الماضي بهدف «الخروج برؤية موحدة وواضحة إلى القضايا المطروحة». إلى ذلك، رأى نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي خلال لقاء مع وفد أميركي أن»الأزمة السياسية قد انتهت وأصبحت جزءاً من الماضي ولكن سنعمل على الإصلاحات حتى لا يتكرر ذلك». وأكد الخزاعي وهو أيضاً قيادي في ائتلاف دولة القانون (يتزعمها المالكي) أن «الإصلاح يجب أن يبدأ بالمصارحة والمصالحة، كما نحتاج إلى ترميم العلاقات بين الشخصيات السياسية». وأشار لدى استقباله القائم بأعمال السفير الأميركي في العراق ستيف بكرافت والوفد المرافق له إلى أننا،»سنعمل على جمع الأطراف المختلفة لتفكيك الخلافات والأزمات من خلال الحوار البناء في إطار الدستور». وبحسب البيان فإن بكرافت اكد من جانبه أن «الولاياتالمتحدة الأميركية تتطلع إلى تعاون مختلف الأطراف العراقية من اجل حل الخلافات القائمة، والعمل على استقرار البلد وتقدمه في إطار عراق موحد وقوي».