شنت المعارضة السورية امس هجوماً جديداً على المطار العسكري ومنشأة تابعة للدفاع الجوي في دير الزور، وذلك في اطار سلسلة هجمات تقوم بها منذ ايام ضد المطارات العسكرية ومنها مطارا تفتناز وابو الظهور في محافظة ادلب، وبعدما اعلنت خلال الايام الماضية اسقاط طائرة «ميغ» وتدمير واعطاب طائرات اخرى في هذين المطارين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان مقاتلين اقتحموا في ساعة مبكرة من صباح امس مبنى للدفاع الجوي في مدينة البوكمال في ريف دير الزور. ويقع المبنى ضمن قاعدة جوية، وهو المبنى الاهم في هذه القاعدة. واوضح المرصد ان ما لا يقل عن 16 من القوات النظامية، بينهم ضباط وصف ضباط ومجندون، اسروا إثر اقتحام المبنى كما استولى المهاجمون على عدد من الصواريخ المضادة للطائرات. وهاجم المعارضون ايضا قاعدة الحمدان العسكرية في البوكمال. وتأتي هجمات مقاتلي المعارضة على المطارات العسكرية بعدما اخذ النظام يستخدم الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر بشكل مكثف ضد المناطق التي تشهد احتجاجات ومواجهات مع الجيش النظامي. وقالت المعارضة ان النظام استخدم امس الطيران الحربي في قصف مدينة حلب، فيما تعرضت احياؤها لنيران مدفعية الدبابات وخصوصاً احياء هنانو وبستان القصر والسكري. وذكرت تنسيقيات الثورة ان مئة قتيل على الاقل سقطوا امس بينما استمر القصف الذي تتعرض له مناطق ريف دمشق. وتحدثت المعارضة عن مجازر جديدة ارتكبتها قوات النظام في حي القدم وكفربطنا. وقالت الهيئة العامة للثورة ان آثار تعذيب ظهرت على جثث تم العثور عليها في حي القدم. ويتسبب القصف الجوي للمناطق الآهلة في تدفق موجات جديدة من اللاجئين إلى الدول المجاورة مما دفع تركيا إلى تجديد دعواتها لإقامة «مناطق آمنة» في الأراضي السورية، وهي الدعوات التي تجاهلها مجلس الأمن المنقسم والقوى الغربية المعارضة لإرسال القوات اللازمة لتأمين هذه المناطق. وأدى قصف بلدات إعزاز وعندان اللتين فقد الأسد السيطرة عليهما قبل أسابيع إلى فرار آلاف السكان بحثا عن ملاذ آمن في تركيا. وعبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن خيبة أمله إزاء غياب التحرك الدولي في سورية. وقال في مقابلة بثها التلفزيون التركي ليل اول من امس: «لا يمكننا اتخاذ مثل هذا الإجراء ما لم يتخذ مجلس الأمن قرارا بتأييده. يجب أولا اتخاذ قرار بشأن منطقة حظر الطيران ومن ثم سنستطيع اتخاذ خطوة باتجاه إقامة منطقة عازلة.» وأضاف ان الرئيس «بشار الأسد وصل إلى نهاية حياته السياسية. ففي الوقت الحالي لا يعمل الأسد في سورية باعتباره سياسيا بل بوصفه عنصراً أو مشتركاً في حرب». من جهة اخرى، رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على الدعوات الموجهة الى الحكومة السورية بالمبادرة الى وضع حد للهجمات التي تشنها على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وقال إنه سيكون من الخطأ الضغط على دمشق وحدها لإنهاء العنف. واضاف انه سيكون «من السذاجة» ان تعتقد الدول العربية والغربية بان الاسد سيوقف اطلاق النار اولا ويسحب قواته من المدن الكبرى. ورأى ان هذه الدعوة هي بمثابة طلب «استسلام» النظام، وقال انه يرى انه لا يحق لا الغربيين ولا العرب طرح طلب كهذا. وفي حديث الى قناة «العربية»، قال الممثل الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي ان التغيير ضروري وعاجل في سورية و»لا بد من ارضاء الشعب السوري»، واعتبر انه لا بد من الوصول الى عملية سياسية تمكن السوريين ان يعيشوا في ظروف يقبلونها «وهي بطبيعة الحال لا بد ان تكون احسن مما هي عليه الآن». وقال الابراهيمي ان النداء يجب ان يوجه اولاً الى الحكومة ان تتوقف عن العنف وان توفر الامن والاستقرار لشعبها لأن هذه مسؤولية اي حكومة تجاه مواطنيها. ورد على وزير الخارجية الروسي بالقول ان مسؤولية الحكومة في هذا المجال (وقف العنف) هي اكبر من مسؤولية الآخرين. واذا رفض الابراهيمي الحديث عن تصوره لدور الرئيس الاسد في المرحلة الانتقالية اكد ان هذه العملية ستكون بحاجة الى «وضع جديد واطار سياسي جديد».