طهران، فيينا، تل أبيب - أ ب، رويترز، أ ف ب - حضت الدول الست المعنية بالملف النووي لإيران، الأخيرة على السماح لمفتشي الوكالة الدولة للطاقة الذرية بزيارة مجمّع بارشين العسكري حيث تشتبه الوكالة بتنفيذ اختبارات سرية للتسلّح النووي، كما جددت التزامها التوصل إلى تسوية سلمية، فيما أعلن مسؤول إسرائيلي إن بلاده طلبت من الولاياتالمتحدة تزويدها أسلحة تحسّن قدرتها على ضرب منشآت ذرية إيرانية محصنة. وأصدرت الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) بياناً خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذرية في فيينا، أسفت فيه لتسريع إيران تخصيب اليورانيوم، وطالبتها ب»الإيفاء بوعدها بضمان الوصول إلى بارشين». وورد في البيان الذي تلاه المندوب الصيني لدى الوكالة، أن الدول الست أبدت «قلقها لعدم التوصل إلى أي اتفاق، على رغم الجهود المبذولة حتى الآن»، كما «جددت مساندتها تسوية ديبلوماسية للملف النووي الإيراني، واستعدادها لاستئناف الحوار مع إيران». وأضاف البيان: «ندعو إيران إلى الانخراط، من دون شروط مسبقة، في عملية مستدامة لحوار جدي يسفر عن نتائج ملموسة». أتى ذلك بعدما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسيين في الوكالة أن ثمة صوراً التقطتها أقمار اصطناعية أظهرت أن ثمة في بارشين شاحنات ومركبات لرفع التربة، في محاولة كما يبدو لإزالة آثار تلوث إشعاعي، بعد تجارب نُفذت على جهاز تفجير نيوتروني، لصنع سلاح نووي. أمانو وانتقد المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو، امتناع إيران عن التعاون الصريح مع الوكالة، وقال لشبكة «سي أن أن»: «إيران لا تبلغنا بكل شيء، ونطالبها بالتفاعل معنا، وهي مطالبة بأجوبة». ورجّح وجود «منشآت نووية غير معلن عنها (في إيران)، ولدينا معلومات بانخراطها في نشاطات تتّصل بتطوير سلاح نووي». وأشار إلى أنه يجهل «أسباب سلوك إيران»، مبدياً «انفتاحه على حوار في روحية بناءة». إلى ذلك، أكد السفير الإيراني في باريس علي أهاني أن بلاده سمحت للوكالة الذرية بزيارة بارشين ومواقع «أخرى»، لكنه شدد على رفضها التفاوض على حقها في تخصيب اليورانيوم. واستبعد شنّ إسرائيل هجوماً على إيران، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى «عواقب كارثية يصعب التكهن بها». إسرائيل في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي إن بلاده طلبت من الولاياتالمتحدة، تقريباً خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واشنطن قبل أيام، تزويدها قنابل خارقة للتحصينات وطائرات للتزوّد بالوقود جواً، يمكن أن تحسّن قدرتها على ضرب منشآت ذرية إيرانية محصنة. لكنه قلل من شأن تقرير «غير واقعي»، نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية وأفاد بأن الإدارة الأميركية عرضت خلال زيارة نتانياهو، تزويد تل أبيب قنابل مضادة للتحصينات وطائرات تزويد بالوقود بعيدة المدى، في مقابل تعهد الدولة العبرية تأجيل هجوم محتمل على إيران إلى العام 2013، بعد انتهاء انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتملك إسرائيل مخزونات قديمة محدودة من القنابل الصغيرة الخارقة للتحصينات، وأسطولاً صغيراً من طائرات التزوّد بالوقود جواً، حصلت عليها من الولاياتالمتحدة. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «ديالوغ» ونشرت نتائجه صحيفة «هآرتس»، ارتفاع شعبية نتانياهو بعد زيارته واشنطن، على رغم أن 58 في المئة من الإسرائيليين يعارضون هجوماً تشنّه تل أبيب ضد طهران، من دون مساعدة واشنطن. إلى ذلك، حذر النائب زئيف بيليسكي، رئيس لجنة تحضيرات الجبهة الداخلية في إسرائيل، من أن الدولة العبرية «غير مستعدة تماماً» لمواجهة عواقب حرب. وقال: «60 في المئة فقط من الإسرائيليين، لديهم أقنعة غاز. وثمة 1,7 مليون مواطن من دون أي حماية من القنابل ومن دون ملاجئ». في غضون ذلك، بثت شبكة «أن تي في» التركية أن الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) حذرت نظيرتها التركية من أن «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري» الإيراني يخطط لمهاجمة أهداف إسرائيلية في تركيا.