طهران، موسكو، فيينا، برلين - «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - أبرمت إيرانوروسيا أمس، اتفاقاً ل «التعاون الاستراتيجي»، فيما أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن صهر عالِم نووي روسي، أبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن الأخير ساعد طهران في جهودها لتطوير سلاح نووي. أتى إبرام الاتفاق بين موسكووطهران، بعد ايام على اتهام الوكالة الذرية ايران، للمرة الأولى، بتنفيذ اختبارات سرية تستهدف صنع سلاح نووي. لكن ايران سخرت من «قارعي طبول الحرب»، فيما حذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا من «عواقب غير مقصودة» لأي هجوم عليها، كما رأت روسيا في ذلك «سيناريو مرعباً». ورفضت الصين أن تشمل أي عقوبات جديدة تُفرض على ايران، المبادلات التجارية «الطبيعية» بين البلدين، مؤكدة أنها «لا تضرّ مصالح أي دولة أخرى أو المجتمع الدولي، ولا تنتهك قرارات مجلس الأمن». (راجع صفحة 8) وأعلن علي باقري، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني انه ونظيره الروسي يفغيني لوكيانوف «أبرما اتفاقاً للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، في إطار تعزيز التعاون بينهما»، مشيراً إلى أنه ينص على «التعاون بين مجلسي الأمن القومي الايراني والروسي في مجالات عدة، بما فيها الأمني والاقتصادي والسياسي والاستخباراتي». أتى ذلك بعد ساعات على إعلان رئيس «المنظمة الروسية للطاقة الذرية» (روساتوم) سيرغي كيريينكو أن بلاده تدرس اقتراحاً إيرانياً لبناء مفاعلات جديدة في محطة «بوشهر» النووية، معتبراً أن ذلك «ممكن، إذ لا يثير شكوكاً لدى المجتمع الدولي، ولا يُعدّ مسألة حساسة». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط، بدأ امس زيارة لطهران تستمر يومين، يناقش خلالها مع وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي «قضايا ذات اهتمام مشترك». في غضون ذلك، أفاد تقرير الوكالة الذرية قبل أيام، بأن «خبيراً أجنبياً» ساعد ايران في تطوير «نظام لتفجير مواد ناسفة شديدة الانفجار»، من دون ذكر اسمه. لكن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أوردت انه العالِم الروسي فياشيسلاف دانيلنكو الذي أبلغ الوكالة بأنه غير منخرط في أي نشاط ايراني لصنع سلاح نووي. وقال لصحيفة «كومرسانت» الروسية: «لست عالِماً نووياً، ولا مؤسس البرنامج النووي الايراني». لكن «أسوشييتد برس» نقلت عن ديبلوماسيين أن صهر دانيلنكو أبلغ الوكالة أن الأخير ساعد ايران في بناء حاوية متفجرات ضخمة من الفولاذ في مجمع بارشين العسكري جنوب شرقي طهران، لإجراء تجارب محتملة على صنع سلاح نووي. وأكدت الوكالة في تقريرها، وجود الحاوية، مرجحة بناءها قبل 11 سنة. ونسبت «أسوشييتد برس» الى خبير نووي ان صهر دانيلنكو هو فلاديمير بادالكو، مدير شركة «أليت» الأوكرانية ل «نانو الألماس»، حيث عمل العالِم النووي الروسي بين العامين 1992 و1996. كما أعرب ديبلوماسيون عن قلقهم ل «اختفاء» نحو 20 كيلوغراماً من مادة تُستخدم في صنع رأس نووي، في ايران. على صعيد آخر، أعرب رجل الدين الايراني المنشق حسن يوسفي اشكوري عن ثقته بأن الاحتجاجات ستندلع مجدداً في بلاده، معتبراً رئاسة محمود أحمدي نجاد «الأكثر تدميراً» في تاريخ ايران. وقال خلال مؤتمر في برلين، ان حكومة نجاد «تخطت تقريباً كل الخطوط السياسية والدينية»، معتبراً أن البلاد لم تشهد مطلقاً «عصابة مشابهة بهذه القدرة التدميرية». وشدد اشكوري على مساندة الايرانيين برنامجاً نووياً لأغراض سلمية، مذكّراً بأن رجل الدين المنشق الراحل حسين علي منتظري أصدر فتوى تحظر صنع سلاح ذري. واعتُقل اشكوري (63 سنة) في طهران العام 2000، لدى عودته من برلين حيث شارك في مؤتمر، وحُكم بسجنه 7 سنوات، قبل إطلاقه بعد أربع سنوات في الحجز، ففرّ الى ألمانيا حيث طلب اللجوء. الى ذلك، اعتبر رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» هاشمي رفسنجاني أن فضيحة اختلاس نحو 3 بلايين دولار من مصارف محلية، أضرّت برجال الأعمال والمصنّعين في ايران، إذ «تعرقل إيجاد مناخ جيد» للمستثمرين الأجانب.