في الدربي المقبل بين النصر والهلال، أشياء كثيرة منها على سبيل المثال حال الجنون اللا متناهي بين أنصار الفريقين، فالكل يقول إن الغلبة ستكون لهم على حساب الثاني، ويتناسى هؤلاء بأن النتيجة لا يمكن توقعها، إلا خلال المباراة، فمن يوفق ومن سيجانبه التوفيق بحسب الظروف، فكثيراً من المباريات انتهت على رغم إجادة الخاسر، وفوز الأقل إجادة. هناك نظرة غير تفاؤلية بين أنصار الفريقين بالنسبة لمدربي الفريقين كمبواريه-ماتورانا، فكلا المدربين لا يحظى بالرضا، فالخاسر في المباراة ستكون أصابع الاتهام ضده بشكل واضح، وربما تنتقل تلك النظرة الى صناع القرار في النادي، ويتم الإطاحة بالمدرب واحتمال كبير جداً بأن يكون احدهما الضحية الأولى في هذا الموسم، فمن الصعب ان يخسر الهلال من النصر، ومن الصعب أن يخسر النصر من الهلال، والحل المباشر المعتاد هو امتصاص غضب الأنصار برأس المدرب. حكم المباراة قد ينال نصيباً وافراً من الاتهامات بعد ان عادت موجة انتقاد الحكام إثر الأخطاء التي حدثت في المباريات السابقة، وخروج بعض اللاعبين عن النص من دون ان يحرك هؤلاء الحكام ساكناً، فقد شاهدا ضرب و«رفس وأكواع عيني عينك»، نفُذ منها اللاعبون، وكأن شيئاً لم يكن، وما يسمى ب«لجنة الانضباط» لا أعرف ماذا اتخذت؟ ومثل هذا السكوت قد يشجع اللاعبين بالخروج عن المألوف في مثل هذا الدربي. الإعلام المقروء (صحف ومجلات) قد تكون الخاسر الأكبر مع مثل هذا الدربي، فقد كان هذا الدربي مغرياً لهم بمضاعفة الطباعة والتوزيع، لأن الكل متلهفون لمثل هذا النزال، ولم يكن امام الناس غير هذه المطبوعات لمتابعة اللقاء، وماذا يدور فيه؟ اما الآن فلم تعد تلك المطبوعات مغرية فالمواقع الالكترونية مليئة بما هو غث وسمين وعلى مدار الساعة، أضف الى ذلك وجود خدمة «تويتر» التي تتيح للجميع إبداء الرأي وبعضها صوت وصورة مما يغني عن أي شيء آخر. كما أنه يتم اختيار حكم متمرس ويقظ وخبرة، فقد تحتاج المباراة الى معلق تلفزيون يتمتع بالمواصفات ذاتها، فقد أصبحت الأندية مع أنصارهم يتعاملون مع هذا المعلق من مبدأ «إن لم تكن معي فأنت ضدي»، هو دربي يبدأ وينتهي ولو فكرنا جيداً هي مجرد مباراة، لا تختلف نتيجتها عن سباق الهجن. [email protected]